أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - النزعة الثأرية في السياسة-














المزيد.....


النزعة الثأرية في السياسة-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلاحظ في البلدان التي تفتقد إلى التماسك المجتمعي بين مكوناتها,مثل العراق والسودان وأفغانستان,طغيانٌ للنزعة الثأرية على ساحة العمل السياسي بين القوى القائمة,وفقدان للتواصل بينها عند نقطة وسط :رأينا ذلك في العراق:علاقة البعث والشيوعيين منذ عام1959 وحتى تواصلهما المؤقت (في جبهة1973-1978)لم يكن أكثر من نتيجة للضغوط السوفياتية على الشيوعيين العراقيين والتي كانت تتعلق بحسابات موسكو في المنطقة,ثم في علاقة(حزب الدعوة)و(المجلس الأعلى)مع البعثيين-أفغانستان:علاقة(تحالف الشمال)مع (الحزب الاسلامي-حكمتيار)و(الطالبان)-السودان:علاقة الشيوعيين والاسلاميين بين عامي 1971-1999,ثم في فقدان التواصل بين حزبي الترابي وصادق المهدي(19989-1999),وحتى إذاحصل تلاق بين قوى سياسية فإن ذلك كان يتم على أساس تمثيلها لجماعات كما حصل في(مشاكوس)و(نيفاشا) بين السلطة وجون غارانغ,يكون الحكم بينها إما(الكونفيدرالية)أو (حق تقرير المصير) ,عبر مرحلة انتقالية يتم فيها توزيع الحصص والمناصب (والمناطق) وفقاً لآلية تفترض لااندماجية هذه الجماعات في البلد المعني,وهو مايحصل الآن أيضاً في بغداد وكابول.

قادت هذه النزعة الثأرية,في البلدان الثلاثة المذكورة,إلى نزعة التحاقية بالخارج ,سواء كان اقليمياً اودولياً,للإستقواء به على الداخل المضاد من أجل تعديل التوازنات الداخلية(السودان),أوللإطاحة به عبرتشكيل ستارة محلية للخارج الغازي من أجل انشاء مشهد سياسي جديد كلياً (كابول2001+بغدداد2003).

لايلاحظ هذا,في الحالات الثلاثة الآنفة,على القوى السياسية ذات البعد الايديولوجي فقط وهي التي تحاول الامتداد
(أوتمتد)إلى إطار وطني متجاوز لحدود الجماعات المحلية(مراهنات شيوعيي السودان والعراق على الخارج الأميركي في التسعينيات,فيما كل الشيوعيين ,المتمسكين بماركسيتهم,خارج البلدين المذكورين كانوا في خندق مضاد لواشنطن+استعانة الشيوعيين الأفغان بموسكو ضد الاسلاميين,فيما الأخيرين مدوا أيديهم إلى الخارج الاقليمي(باكستان)حتى قبل غزو موسكو لكابول في أواخر عام1979)وإنما يلمس ذلك ايضاً وبالذات عند الحركات والأحزاب ذات الطابع الفئوي(أقلية قومية /الطاجيك والأوزبك في أفغانستان+أكراد العراق/-أقلية عرقية أوقبلية /الزنوج السودانيين في الجنوب عبر قبيلتي الدينكا والنوير+الأفارقة في دارفور الذين لم يمنع تحدرحركتيهما الرئيسيتين من فصيلين ايديولوجيين, الشيوعيون(حركة تحرير السودان) والاسلاميون(حركة العدل والمساواة),من أن تمَدا أيديهما وتراهنا على الخارج/-أقلية طائفية أوأكثرية طائفية محلية تتصرف كأقلية بحكم الواقع الاقليمي....إلخ).

أدت (النزعة الثأرية),هناك,إلى "غضبة مضرية" لاتلوي على شيء,قادت عملياً-في بلدان تفتقد الاندماج المحتعي والجسور الواصلة-إلى نسج تحالفات ,مع قوى دولية واقليمية,دمرَت المشهد الداخلي برمته ووضعت البلد بيد الأجنبي(افغانستان+العراق),اوإلى رهنه للأجنبي الذي أصبح قادراً,عبر الملفات الداخلية المشتعلة,على وضع البلد والحكم القائم أمام مسارات اجبارية يحدِدها هو(السودان).

يلاحظ ,في الفترات الاخيرة, امتداد (النزعة الثأرية) إلى بلدان متماسكة اجتماعياً,عند معارضة تفتقد الفعالية والبعد المجتمعي الداخلي,كما يلمس في سياسات (مجاهدي خلق)في ايران,وأيضا في مصر وسوريا حيث بدأت تطُل برأسها ظواهر مماثلة في المعارضة با لبلد ين العربيين المذكورين .

ربما تعبر مجريات هذه التطورات السياسية عن أكبر عملية"إعادة تشكيل" للشرق الأوسط يجريها الغرب على المنطقة منذ تلك العملية التي قام بها في عام 1918,وإذا كانت هذه المجريات تتضمن تلاقيات محلية مع غزو خارجي فإنها أيضاً تعبر عن شكل من التفكك في البنى الداخلية للبلدان المعنية وعن فشل مشاريع بناء "الدولة الوطنية"فيها:لانلاحظ ,في مجرى تشكل المشهد الحديث للغرب الأوروبي,بروز اتجاه التحاقي بالأجنبي,ممزوج مع نزعة ثأرية,سوى في حالات نادرة,مثل الأرستقراطية الفرنسية المهزومة امام ثورة1789حتى عودة آل بوربون للحكم في 1815, فيما كان المجرى العام للتاريخ الغربي يترَكز في قواسم عامة مشتركة تظل جامعة للقوى الداخلية في كل بلد ,ولاجمة لها عن القفز فوق تخوم وخطوط حمراء حتى في ذروة النزاعات الداخلية,سواء كانت سلمية أوعنيفة .



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –
- أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟
- سوار الذهب جديد في موريتانيا ؟
- فشل الخاتمية -
- الجار الصغير
- حدود النزعة العالمية
- هل اسم الحزب بلا دلالة ؟ ...... -
- لماذا التكلم بما لاتعلمون ,و إن كا ن هناك علم فذلك أدهى ؟
- قوة الماضي
- رحيل ذلك الشيوعي المختلف
- تناقص الممانعة العربية للاحتلال
- هجوم روما الفلسفي
- الاحتلالات:من كرومر الى بريمر
- . .. تحولات في الحياة السياسية السورية
- -سوريا نموذجا.... تباعد الوطني والديموقراطي -
- سوريا في مرحلة - ما بعد بيروت –
- عقدة الديمؤقراطية الاميركية
- مفهوم الديمقراطية:تحديدات
- المتكيفون


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - النزعة الثأرية في السياسة-