|
السلفيين والثورة
رياض فارس
الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 09:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السلفيين والثورة نشأة السلفية : نتيجة صدور قوانين الانفتاح الاقتصادى فى منتصف السبعينات برزت النزعة السلفية التى انتشرت نتيجة هجرة العمالة المصرية الى بلدان الخليج والذى ادى الى اكتساب العديد من الاستعارات الثقافية لتلك البلدان والتى تتصف بالطابع الوهابى مما ادى الى بروز النزعة السفية وظهور قاعدة اقتصادية لتلك التنظيمات وظهور افكار مختلفة لم تكن فى الطابع المصرى حول بعض الأمور الحياتية مثل فوائد البنوك وشركات توظيف الأموال ومصافحة الأقباط وغيرها من الأفكار مما أدى الى وضع المجتمع المصرى فى محك لتلك الأفكار وظهور دعوة ارتداء الحجاب واعتزال الفنانين وتدعيم العمليات الارهابية ضد الاقباط وأملاكهم خاصة فى محافظات الصعيد ومحاولة عزل المرأة فى كثير من المجالات مثل انشاء أقسام خاصة للمحجبات فى محلات بيع الملابس والكوافير وغيرها . السلفيون والثورة: فى الأيام الأولى لثورة 2011 صدر عن جماعة أنصار السنة المحمدية بيانا تناشد فيه الشباب للرجوع الى الربانيين السائرين على منهج النبوة فى كل المستجدات والتميز. واعلنوا عدم المشاركة فى التظاهرات واستنكروا اعمال التخريب والنهب والسلب والسرقات والاعتداء على الناس وشددت على ضرورة التعاون مع قوات الجيش مبررين ذلك هى عدم كشف طابعها الاسلامى للغرب ثم ظهرت ما يسمى بالسلفية الحركية التى انطلقت من منطلق ركوب الثورة فشاركوا فى اللجان الشعبية وحماية الممتلكات وتنظيم الندوات والمؤتمرات ليس فى محافظة الاسكندرية فقط بل فى أغلب محافظات الجمهورية بغرض فرض وجودهم على الساحة السياسية واصدروا ثلاثة بيانات فى أعقاب الثورة : البيان الأاول 29 يناير 2011 والثانى 31 يناير 2011 والثالث 1 فبراير 2011 . وكانت نتيجة هذا التواجد على الساحة السياسية اقصاء الآخر واتهام الأزهر بالعمالة وهدم اضرحة أولياء الله ومحاولة تطبيق الحدود الاسلامية بدلا من القانون والذى أدى الى قطع أذن مواطن قبطى فى محافظة قنا رغم أن تلك العقوبة لم ترد فى الحدود الاسلامية بل هى عقوبة قبلية منتشرة فى شبه الجزيرة العربية وتطبق على كل من يخون العهد مع القبيلة . وإعلان الحرب ضد الأقباط وادعائهم بوجود ما يسمى بأسيرات من فتيات مسيحيات اعلن اسلامهن داخل الكنائس واطلاق الشعارات الغير مثبتة بوجود أسلحة بالكنائس . ثم تطور الأمر بوجود ما يسمى بمجلس شورى العلماء والذى يبيح المشاركة السياسية باعتبارها احدى الوسائل المجتمعية التى تمكنهم من نشر الدعوة مبررين بعدهم عن السياسة فى الحقبة الماضية بتعرضهم للقمع والتهميش فى ظل النظام السابق وإن المشاركة السياسية كانت تستدعى تقديم تنازلات شرعية منها على سبيل المثال العمل فى مؤسسات الدولة التى يرون أنها لا اسلامية وهو ما لا يقبله السلفيون ولذلك فضلوا عدم الخوض فى السياسة خاصة عام 2005 رغم وجود حالة من الحراك السياسى والمجتمعى فى البلاد حينئذ وأن عودتهم هى رجوع للحق وبالتالى فالمشاركة هى طريق لتطبيق شريعة الله فى الأرض. وان الأهداف السياسية لابد وأن تكون ضمن الأهداف الشرعية لأن الغاية واحدة وهى تحقيق العبودية لله وإن اختلفت الوسائل . ثم اعلانهم لانشاء الهيئة الشرعية لحماية الحقوق والاصلاح بهدف حماية الدستور من العبث به والحفاظ على بقاء المادة الثانية كتدعيم لارساء دستور اسلامى خلال الاستفتاء الذى كان محددا له مارس 2011 وهو ما اطلق عليه اعلاميا بغزوة الصناديق . واستطاعوا أن يكونوا فيما بعد ما يسمى بائتلاف دعم المسلمين الجدد بهدف محاسبة كل من شارك فى خطف أو اعتقال او تعذيب اى مسلم وفك أسر الاسيرات فى الكنائس بمساعدة الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية . كل هذه الخطوات التنظيمية مهدت الى عدم ممانعة مجلس شورى جماعة انصار السنة أن يصدروا قرارهم بعدم الممانعة فى المشاركة السياسية فى الانتخابات للتمكين لنشر الدعوة وأخذت الثورة منحنا جديدا يغلب عليه النزعة الدينية وهو ما لم يكن هدفا لشباب المتظاهرين منذ بداية الثورة , وهو ما حدا بالجماعة السلفية بإنشاء أول حزب بعد الثورة (حزب النور) متضمنا برنامجا معتدلا لشد وجذب أطياف المجتمع المصرى بشكل جعله ينافس جماعة الاخوان المسلمين فى أول انتخابات برلمانية بعد الثورة وحصولهم على ما يقرب من 25% من نسبة المقاعد المخصصة فى مجلسى الشعب والشورى . الأحزاب السلفية : تكونت بعد الثورة العديد من الأحزاب ذات الطابع الدينى بشكل لا مثيل له فى الحقب الماضية وتفرعت الايديولوجيات والبرامج والاهداف داخل كل حزب . نذكر منه : حزب النور (أول حزب بعد الثورة ) – حزب النهضة (أول حزب سلفى بخلفية سياسية) – حزب الفضيلة – حزب الأصالة . وهناك أحزاب سياسية تم انشاؤها تنتمى الى ما يسمى بالسلفية الجهادية . نذكر منها : حزب البناء والتنمية (الجماعة الاسلامية ) – حزب السلامة والبناء (جماعة الجهاد الاسلامى) والى جانب ذلك ظهرت العديد من حركات التيار الاسلامى السلفى : حركة حفص السلفية – الحركة السلفية من اجل الاصلاح.
#رياض_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفهوم الوحدة الوطنية
-
المشاركة السياسية
المزيد.....
-
تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري
...
-
إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
-
سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
-
روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
-
عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا
...
-
أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف
...
-
ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
-
العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو
...
-
مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
-
من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|