قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 12:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
"لائحة طعام " ألثورات ..!!
"ألثورة تأكل أبنائها " ، مقولةٌ تتردد على ألسُن الثوار أنفسهم ، أبنائها الذين "وضعوها" في القلوب والأحشاء،وفضّلوها على مصالحهم وأهليهم ..
ألثورة تأكل أبنائها ، عندما تنغلق فكريا ...
الثورة تأكل أبنائها عندما يُعبد الأفراد ..
الثورة تأكل أبنائها عندما "يشتريها " المال الوسخ ..
الثورة تأكل أبنائها عندما ينضم لركبها الإنتهازيون وذوي المصالح ...
الثورة تأكل أبنائها عندما تتحول إلى دكاكين ...
الثورة تأكل أبنائها عندما تتحول إلى سكاكين تنغرس في ظهور زملاء الأمس ..
الثورة تأكل نفسها عندما تنقل ولائها من الشعب إلى "زعيم " ، برميل نفط ،أو كيس نقود ..
وعندما ....وعندما ... وعندما ...
لكن ، هل "تتغذى" الثورة على "أبنائها " فقط ؟؟!! هل تأكل شيئا آخر ؟؟!!
ما تأكله الثورة غير أبنائها ، هو أهّم ، أثمن وأغلى من "دماء" أبنائها ..!! ورغم أن لا أغلى من دماء الثوار، فإن الثورة حينما "تأكل " أبنائها ، فإنها تفقد مصداقيتها ..
تفقد ثقة المسحوقين ، الذين من أجلهم قامت واندلعت ..
تفقد هالتها الرومانسية التي لطالما جذبت "دماء جديدة " لصفوفها ..
تفقد جاذبيتها التي لطالما رفدتها بالحالمين بنظام جديد ..
الثورة وحينما تأكل أبنائها فإنها تترك فراغا تملأُهُ قوى جديدة ، كانت بالأمس على خط المواجهة مع الثورة.
الثورة حينما تأكل ابنائها ، تتقلص احلامها ، لتصبح "بيت وسيارة " .. كرسي وشكليات ..
الثورة حينما تأكل أبنائها ، تفقد ذاتها .. وتأكل رصيدها بين الناس ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟