أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - كوميديا المواقف وشرشحة الإفيهات:














المزيد.....

كوميديا المواقف وشرشحة الإفيهات:


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 22:57
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يعد في العالم كله من يضحك بالإفيهات فقط غيرنا تقريبا. مدرسة "جيم كاري" التي تعتمد على قدرات جسدية معينة "براعة في تحريك الفم وخفة حركة رهيبة" تذكرنا بمدرسة "إسماعيل ياسين" عندنا. هذه ليست مدرسة إفيهات وقفشات تجعلك أمام حمادة سلطان مثلا كما أنك لست أمام ممثل في عمل فكاهي. إفيهات لا علاقة لها بسياق الموضوع ولا بسياق الحوار حتى. لو رجعنا لإفيهات توفيق الدقن واستيفان روستي ومحمد رضا وسيف الله مختار والقصري لوجدنا أننا أمام مدرسة بكل معاني الكلمة، لكن الأهم من كل هذا هو أنها إفيهات مرتبطة بسياق الحدوتة من جانب ولا تخدش حياء المشاهد من جانب آخر. بل وقبل كل ذلك لا تؤسس أو تدعم سلوك اجتماعي هدام.
عندنا فهم مغلوط لفكرة الإضحاك مثلا: محمد صبحي وسمير غانم وعادل إمام – الذي يضرب كل الدنيا في أفلام الثمانينات وتعشقه كل النساء ولا أدري لماذا- يعتمدان على إضحاك المشاهد على العيوب الخلقية للآخرين، نوع من السخرية عميقة الوجود في ثقافتنا الشعبية مع أن لدينا نهيًّا إلهيًا من السخرية من الغير. السخرية من قصار القامة أو ذوي العاهات انتقلت مع محمد سعد إلى تجسيد هذه الشخصيات للإضحاك، ولعل ذيوع نموذج "ظلطه" بعد ثورة يناير خير مثال هنا. بل الاعتماد على هذه النماذج في معظم الأفلام الآن- شكوكو عبد الشكور في فيلم كابتن مصر- نماذج يصعب أن تجد لها حضورًا مشابهًا في أي سينما راقية في العالم كله.
الفن وسيلة بناء بشكل مباشر أو غير مباشر. موازة رمزية للعالم كما يحلو لأستاذي عبد المنعم تليمة وصفه. لا تعني مسألة الكشف أو الانتقاد فضح القبح ثم معاودة فضحه مليون مرة حتى لا يرى المشاهد غيره. أصبحنا أمام مجتمع العشوائيات في كل ما نشاهد، وسيدات مصر هناك عاهرات وبلا مبادئ ونصفهن راقصات أما الرجال فمن أعاظم المسجلين خطر والمتاجرين بكل شيء انتهاء بأرواح البشر. وسط كل هذا تغرس الإفيهات التي تعلم الناس فنون السباب والسخرية بكل استخفاف.
أيها السادة! أسسوا برنامجا في أكاديمية الفنون تحت مسمى "الفن بناء". علموا الفنانين والكتاب كيف تُبنى المجتمعات بالفن لأنهم لا يعلمون شيئًا عن هذا على الإطلاق. عاقبوا من يصدرون لنا النماذج المشوهة حتى ينضج المجتمع ويلفظها بنفسه.
هل يُعقل مثلا أن يتم الترويج لفيلات وشقق فاخرة بالتحرش اللفظي بالمرأة في إعلانات تبث عدة مرات يوميا؟!! : يمشي النجم المعلن وسط الحدائق الغناء وينظر إلى السيدات العاملات في المستشفى قائلا: "الرعاية الصحية هناك حلوة!!" وبينما يتحرش بسيدة تمارس رياضة المشي يقول "والطبيعة هناك كمان حلوة!!!" هل يُعقل هذا؟؟! هل يُعقل أن "تبصق" بطلة مسلسل "يوميات زوجة مفروسة" في "قفا" جارتها قائلة "جو تو هِل" في كل حلقة تقريبًا من أجل أن نضحك؟ ماذا نعلم المشاهدين هنا؟!!! ناهيكم عن آلاف السلوكيات الخربة التي لو عرضتها على أطهر خلق الله لدمرتهم في أيام معدودة. تحرش جنسي وتردي أخلاقي وعنف غير مسبوق. صحيح يُحسب للجهات الرقابية إيقاف بعض الإعلانات لما فيها من عنف. لكن تخيلوا: إعلانًا عن بوتاجاز كله دعوة للعنف تحت مسمى: احنا بنطبخ كده "وهاتك يا رزع وتكسير في الأشياء بادعاء صلابة البوتاجاز وقوة تحمله!!!
اتقوا الله فينا وإن كنتم لا تعرفون الله فاتقوا الإنسانية فينا وتعلموا من الغير.
لقد كنت متابعًا جيدًا للدراما الكورية لسنوات. وأزعم أنني لم أر مثل هذا العبث من قريب أو بعيد. بالعكس. رأيت بالفعل دراما تبني وتؤسس لقيم ربما لا تحسها كأجنبي في الواقع بهذا الوضوح. رأيت عشرات المسلسلات تغرس فكرة "الزواج الملعون" لكل شاب أو فتاة تفكر أن تتزوج دون مباركة الأهل!! تقريبا انقرضت مشاهد التدخين في المسلسلات ناهيكم عن أنك تستمتع بمشاهدة الدراما مع أسرتك دون خوف من مشاهد قبيحة كالتي تقتحم حياتنا المليئة بالقبح أصلا. والله لا أعرف السر وراء مجتمع يتعاطى المخدرات ويعيش شبابه "مسطولا" طيلة الوقت يضحكه لدرجة فظيعة نماذج "اللمبي" وظلطه"؟!! أما عن خفة الدم الكورية في الكوميديا فحدث ولا حرج وكلها كوميديا موقف وسيناريوهات مكتوبة بدقة ومهارة وفنانين يحترمون المشاهدين إلى أبعد حد ممكن. لدرجة أنك ستجد كل الممثلين تقريبا لهم أعمال كوميدية ومشاهد كوميدية في كل فيلم أو مسلسل لأن المبدأ هو الإضحاك من خلال الموقف لا على الشخص نفسه. الذين يضحكون على عيوب الآخرين.
وللحديث بقية.
محمود عبد الغفار
أكاديمي مصري



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يسطو الزمن على حقنا في الاستمتاع بحزن الوداع
- -طير أنت- ...ومّن يُطَيِّر الشعب المصري كله؟!
- عندما حاول البوذيون -بوذنة- كوريا!!!!!
- قاموس -سلي صيامك- في معاني -الانقلاب-:
- إذا لعبتَ الاستغمايه إياك أنْ تسرق -الميس-!!
- عندما تصبح الحياة فيلم رعب على الطريقة الهوليودية!!
- عندما يتحدث الشعر الكوري عن الواقع المصري!
- عزيزك الميكروباص! في زمن الغربلة لا مكان إلا للأتوبيس العموم ...
- رسائل إلى أبي من زمن المصاطب!
- لماذا أنا متفائل؟
- دخلت الجيش؟ لأ. شفته فيديو
- عمرُك سبعون! إذن، اترك مقعدك لأني أكبر منك!!
- علمتمونا صغارًا أن -الحركة- بركة!!
- الدكتور سونغ وحكاية -دع الخلق للخالق-
- آخر الكلام لأهلي وعشيرتي
- عندما يكون التعامل مع تفاصيل الحياة البسيطة ثقافة: -بابا! ما ...
- لحظة انهزام الخريف
- بين -دروس- العقل و-ضروس- الحياة
- عزيزي اللص. جزاك الله خيرًا.
- مِن تأبَّطَ شرَّ إلى تأبَّط -سنجه- إلى المتأبطين أكياسًا.


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - كوميديا المواقف وشرشحة الإفيهات: