نبيل محمود
الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 18:32
المحور:
الادب والفن
# من قصائد تفاحات إيروس#
*************************
العودة إلى البيت 1
****************
نافذةٌ بعيدة..
تلمع في جبين بيتٍ شاحب
يتثاءب في أطراف المساء
تأوي إليه الأقدام بعد الإعياء
يتخفّف الجسد من ملابس الأعباء
ويفكّ خيوط التعب اليومي
أبخرة الحساء الساخن
تنُثّ الدفءَ وتؤجّج الشهوات..
رغم الأوقات الرثّة
فثمة لحظات طليقة لم يدركها الكدر بعْد
تنطلق كركرات خافتة
وتمشّط بأسنان مشطٍ عابث
الشَعْرَ الكثّ لرغبات النهار المجعّدة
أيها الجسد المبدَّد
أدْرِكْ لحظات الجمال الهاربة
قبل ارتخاء الحواس واختفاء الأثر..
الجمال حقيقة سافرة
كأنثى عاريةٍ تخرج من خيال الماء
تتدفّق كنافورةٍ
قطراتها المتناثرة غمغمات
تختلط بوشوشات آخر الليل
كأصوات أشجار منهمكةٍ
برقصةٍ سريةٍ مع الريح..
تظلّ للبيت براءة المعنى الأول
وطمأنينة المأوى الدفيء
تظلّ للبيت رائحة الحضن الحميم
وطعم الطفولة البعيدة..
------------------------
العودة إلى البيت 2
****************
شحوب المعالم عند الغروب
يجعّد الدروب
الريح لم تعرف الحشمة يوماً
تُعرّي الطبيعة وتنتهك التضاريس
تتمادى بلعبة المعمّيات
وتحرّض غريزة الهروب
تتعب الخطى
ولا يلوح أيّ ملاذٍ في المدى
أيّ زمنٍ هذا؟
تطيش ضربات فرشاته وعمري يتبعثر
أيّ زمنٍ هذا ينثرني كبقعٍ عبثية
في متاهةٍ بلا هيئةٍ أو مسار؟!
أيّ وطنٍ هذا؟
تُضِلّني طرقه ولا أصل إلى أيّما بيتِ
يبدّد رسمي ويطمس رمسي
أيّ وطنٍ هذا يضيق بي.. ويتّسع لكلّ عاصفة؟!
#نبيل_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟