أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مروان مجادي - عملية سوسة والمسكوت عنه















المزيد.....

عملية سوسة والمسكوت عنه


مروان مجادي

الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 08:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا فائدة تذكر من إفراد الجريمة الإرهابية أي إعتبارها جريمة خاصة بل على العكس يسهم هذا التعاطي الساذج واللاعلمي في تحقيق الإرهاب لخطوات إضافية .. الجريمة الإرهابية هي جريمة منظمة بالأساس ومعقدة بالضرورة وليست فقط أعمال مجانين حالمين بالجنة والإباحية الجنسية الحلال ،إنها جريمة دولية يختلط فيها الإقليمي بالمحلي والدولي بالداخلي .. أضحى هذا التعريف بالتأكيد متداولا جدا في علم الجريمة والعلوم الأمنية إنه مابه يتم مسك أولى خيوط اللعبة والتقدم في الإتجاه الصحيح .. هذا عموما أما في السياق المخصوص ونعني به عملية سوسة الأخيرة فيمكن الإشارة أولا إلى أبعاد العملية من الناحية الإستراتجية ودلالاتها في هذا الإطار فلئن كانت عملية باردو تعني تحولا مفصليا في تاريخ البلاد فإن ما حصل في سوسة يعلن بكل وضوح أن الإرهاب في مرحلته قبل الأخيرة أي قبل النضج النهائي من الناحية العسكرية والإستراتجية .. إنه دق لطبول الحرب بكل جدية وإعلان عن قرب نشوبها .. عملية سوسة تعني مرحبا بالحرب كما علق أحد الأصدقاء ..
والأكيد أيضا إلى جانب الدلالة أن عملية سوسة تضمنت العديد من الإشارات المسكوت عنها سنعمل على تبويبها كالٱ-;-تي ؛
أولا :ما يتعلق بالجهوزية القتالية لدى أفراد التنظيمات الإرهابية :
شدني ما كتبه أحد الأصدقاء حول هذا الموضوع تحديدا في علاقة بالقدرة البدنية لمنفذ العملية وراقني ما ذهب إليه
صحيح أن منفذ العملية لم يكن وحيدا ولا يمكن له ذلك إطلاقا لكن ما عرف عنه وما شاهدناه من تسجيلات خاصة به تؤكد أنه يتمتع بلياقة بدنية عالية ولا يستهان بها البتة فالمنفذ سريع الحركة له خبرة رياضية وقدرة على التحرك برشاقة وخفة ومارس رياضة راقصة سابقا أو لعله لا زال .. هذا يعني في المعجم العسكري عنصرا من قوات النخبة أو طلائعيا توكل له مهمات التسلل والتسلق والإقتحام بل إن بنيته الجسمية تحيلني مباشرة على المظليين والفرق المحمولة جوا فهو يشبههم لحد كبير
هذا يعني أمرين ؛الأول يؤكد وجود جهوزية قتالية لا بأس بها عند أفراد التنظيمات الإرهابية أما الثاني فيرتبط بوجود إشراف عسكري قتالي مختص تحضى به هذه الجماعات
لكن ما الغريب في الأمر ؟ ألسنا بصدد الحديث عن مجاميع متدربة ومسلحة ومنظمة ؟
الشئ المثير للريبة هو كيف لتنظيم مسلح أن يضحي بأحد أفراد النخبة في هكذا عملية لا تستوجب قدرة قتالية عالية ؟
من المعروف أن قوات النخبة هي القادرة على حسم الأمور في الحروب الحديثة وأن أحد أفرادها يساوي عشرة جنود عاديين
هل يمكن أن يتحوز تنظيم إرهابي على قوات بأكملها من صنف النخبة ؟
هذا غير معقول إطلاقا ولا يمكن علميا الإقرار به البتة
شد انتباهي ما قاله صديقي بهذا الصدد حين قال أنه لا يمكن وجود تنظيم نينجا بأكمله حتى يقع التخلي عن هكذا عنصر بهكذا سهولة
يبدو أن التنظيم لا يشتغل وفق خطة تنظيمية صارمة عرفت بها هذه التنظيمات ويبدو أن أكثر ما يهمه هو القيام بهجمات لا أكثر ولا أقل إنه جهة تنفيذية فحسب لا يملك إلا الخوض فيما يتعلق بالبعد الإجرائي للعملية لا تعدو ان تكون مهمته الرئيسة هي تطبيق أوامر جهة أخرى أي جهاز تخطيط وقيادة تجمعه صلة بقادة الجهاز التنفيذي فقط هذا أشبه بتنظيم سياسي إجرامي له ما يشبه الذراع العسكري مثل هذا النمط التنظيمي معروف جدا ويسمى تنظيما عنقديا تبنته الجماعة المصرية المقاتلة المرتبطة بالإخوان والجماعة الإسلامية الليبية وحركة النهضة في تخطيطها لإنقلاب 1987 وغيرها من فروع الإسلام السياسي وتفريخات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين
هذا يجعل من الإرهاب جريمة سياسية بإمتياز تستميل لفائدتها صنفين من المنتمين لأجهزة الدولة الذين تنطلي عليهم الحيلة ويقع استقطابهم وضمهم للجهاز ومن لهم منفعة مما يجري أي المستفدين من الإرهاب سياسيا،اجتماعيا،واقتصاديا فضلا عن من يقع تجنيدهم بإستغلال أخطائهم وابتزازهم
الإرهاب مفيد بعض الشئ هكذا يقول البعض
وبالمقابل تنكشف أولى علامات التهافت فيما يتعلق جهوزية التنظيمات الإرهابية طبعا لا يجب أن نحتقر ونحقر الخصم هذا خطأ قاتل لا ينبغي للمحارب الجيد الوقوع فيه ولا يجب أيضا تصديق دعاية العدو وترديدها ..
للتنظيمات الإرهابية جهوزية قتالية عالية صحيح إلا أنها مرتبطة بوجود ما يمكن أن يساهم في الحط منها فالتنظيمات الإرهابية ليست مستقلة ولا معتمدة على ذاتها إنها جهاز يعمل لدى تنظيم
الجيش القوي هو الجيش الماسك بزمام أموره وقراراته لا المرتهن لغيره مثل هذه القاعدة تنطبق على التنظيمات الإرهابية
إذن تبدو جهوزية هذه المجاميع قوية لكن غير ثابتة ومهتزة بعض الشئ
ثانيا ؛ جهوزية الدولة وردة فعلها بين المعلن والمسكوت عنه :
أقر في البداية أن مساعي أي دولة في مواجهة الإرهاب باءت بالفشل ما لم يتدخل الشعب في إدارة المعركة وعكس الهجوم على الإرهاب
البيروقراطية الرسمية لا تنجح سوى في إلحاق الهزيمة بجرائم الحق العام
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا تواجه الدولة الإرهاب لإعتبارات إنسانية أو قيمية ولا فكرية إنها تواجهه لأنه يمثل تحديا لسلطتها تهديدا مباشرا لحقها الحصري في إستخدام العنف والسيطرة وإن بشكل شرعي أي قانوني
بهذا الإعتبار يرتبط الأمر بشئ من التنافس بين الدولة والإرهاب
طيب لكن هل ينطبق هذا على الدولة التونسية ؟
دعونا أولا تستذكر ما حصل قبيل وبعد العملية الإرهابية في علاقة بسلوك القوات النظامية من الشرطة خاصة
في الوقت الذي تواجه فيه البلاد خطر الإرهاب بشكل جدي ركزت القوات النظامية على مواضيع جانبية مرتبطة بالحريات الفردية خاصة ،طبعا سلوك هذه التشكيلات لا يمكن أن تحدده النزعات والرغبات بل الأوامر و المناشير لذا سلوكها يعد انعكاسا لتوجه الدولة وسياستها
حادثة المنستير وقيام البوليس بتعنيف فتاة مفطرة في رمضان ومداهمة المقاهي ليست مجرد إنفلاتات فردية ولا أمن موازي إنها سياسة رسمية للدولة وردة فعل عكسية على الإرهاب
الدولة تخازل المزاج الشعبي ومشاعر الجماهير وتتحدى الإرهاب وتنافسه فهي تبعث برسائل مفادها أنها أقدر من المتطرفين على مواجهة الفساد والمساس بالمقدس وعلى معاقبة العصاة بالقانون دون إراقة الدماء
الدولة قادرة على حماية الدين بسلطة القانون
نفس السلوك تواصل بعد عملية سوسة .. الجعة ورمضان وسجن أحد الشبان
الدولة تستبطن الإرهاب في هذا السياق بدل مواجهته وتمارس في المطلق هوايتها المفضلة وهي الإخضاع والإستعراض والتنميط والإلزام والسيطرة
هذه بعض ردود فعل الدولة ويمكن رصد أخرى من خلال كيفة ٱ-;-دائها التواصلي وإعلان حالة الطوارئ
فالأولى بينت ضعفا فادحا ظهر من خطاب رئيس حكومتها الذي بدا مرتعشا كثير الأخطاء نبرة صوته لا تكاد تتغير ونظراته غير ثابتة فضلا عن رسالة رئيس الدولة الذي قال بان عملية أخرى كفيلة بإسقاط الدولة
كما بين هذا الأخير مقولة الإرهاب جيد بعض الشئ إذ تحدث بنبرة المهدد الإنضباط أو داعش ..
أما فيما يتصل بإعلان حالة الطوارئ فإلى جانب ماهو سياسي وقيمي من حريات واسكات الحراك الإجتماعي ماذا تركت الدولة لنفسها لتعلن إذا ما تتطور الأمر ؟
استراتجيا حالة الطوارئ أليست ف
تحذيرا للإرهاب وفرصة له حتى يجيد التخفي أكثر ؟
ردة الفعل هذه توضح أن جهوزية الدولة ضعيفة لحد لا بأس به لكنها ثابتة لحد الآن
الجريمة الإرهابية جريمة معقدة للغاية ومتحركة دائما ما تحمل دلالات إستراتجية هامة وعملية سوسة تنذر بإقتراب المعركة الحقيقية خاصة في ضل أحداث خطيرة أخرها إلتحاق طيار عسكري ومجموعة من العسكريين بما يعرف بداعش بليبيا
هذه الدلالات تحتم على الشعب التفكير في آدوات إرهاب الإرهاب والدخول على الخط لحسم المعركة




#مروان_مجادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس بعد عملية باردو لن تكون تونس ما قبل هذا التاريخ
- هاتف
- مناخوليا
- شهوة رجل ميت
- خريف آذار الفصل الأول (1)
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (2) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (1) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- حمى ..
- في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين الم ...
- وهم اشكال الموضوعية في العلوم الإنسانية .. أو حتى لا تقتل ال ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مروان مجادي - عملية سوسة والمسكوت عنه