أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي/ 5














المزيد.....

القدس كما هي في المشهد اليومي/ 5


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


الخميس 24 / 2 / 2000
أمضيت ساعات عدة متجوّلاً في أسواقها. تبدو القدس القديمة بائسة حزينة، والتجّار الذين يعتمد قسم كبير منهم على ما يبيعونه للسيّاح ، يتذمّرون من سوء الحالة الاقتصادية. ثمة محالّ كثيرة تبيع أصنافاً متشابهة من المنحوتات الخشبية ذات المضمون المسيحي، وشمعدانات يهودية، وأشياء تذكاريّة أخرى كثيرة، تشتمل عليها أسواق بكاملها، وبالذات في طريق الواد، وفي طريق الآلام، وفي حارة النصارى.
والسيّاح في كلّ الأحوال ليسوا بالكثرة المتوقّعة، وأعداد غير قليلة منهم تجد ضالّتها من طعام وشراب وفنادق وأشياء تذكاريّة في القدس الغربية، أي لدى التجّار اليهود (يلعب أدلاّء السياحة الإسرائيليون دوراً تضليليّاً في تزوير تاريخ القدس، وفي توجيه السيّاح لشراء احتياجاتهم من الحوانيت الإسرائيلية في القدس الغربية).
أشعر بالأسى وأنا أرى مواقع جديدة للمستوطنين اليهود في البلدة القديمة. هذا اليوم رأيت موقعاً جديداً يسكنه المستوطنون في طريق المئذنة الحمراء، والموقع محصّن بشبك علوي وبأضوية كاشفة، وله بوّابة من حديد. هذه المدينة تتعرّض للتهويد، وثمة بيوت يستولي عليها المستوطنون بوثائق مزوّرة وبحجج واهية مدبّرة.

الخميس 2 / 3 / 2000
الطقس بارد هذا اليوم. هطلت أمطار غزيرة خلال الأيام القليلة الماضية. أمضيت وقتاً غير قليل في المجاملات الاجتماعية طوال الأسبوع المنصرم. ما زلت أقرأ كتاب "زمن الأسئلة" لفيصل حوراني.
قبل أيام كنت أسير في دروب القدس القديمة، شعرت بتعب واضح في ساقيّ من أثر السير: إنها ضريبة التقدّم في العمر وقد جاءت مبكّرة كما يبدو. هذه العلل التي أخذت تتكاثر عليّ منذ عام تقريباً، تزعجني وتدخل تعديلات كثيرة على خططي المستقبلية.
الوضع السياسي في غاية التأزّم. إيهود باراك يناور، وهو سيء ولا يفترق في شيء عن نتينياهو. والناس في بلادي يعيشون عيشة مليئة بالمعاناة على مختلف الأصعدة .
سأذهب الآن الى الانترنت. الساعة تقترب من العاشرة ليلاً.

الاثنين 29 / 1 / 2001
انتهيت من قراءة "خارج المكان" لإدوارد سعيد، وهو كتاب جيّد بكلّ المقاييس، وفيه تركيز مممتع على دواخل الشخوص، وهو الأمر الذي لم أركّز عليه كثيراً في كتابي "ظل آخر للمدينة". قلّما يتحدّث إدوارد سعيد عن التقلّبات السياسية والأحداث العامة التي و قعت في الشرق الأوسط، وإذا فعل، فإنّه يفعل ذلك عبر إشارات سريعة لا تخلّ بسياق كتابه.
أشعر بشيء من العزاء لأنني حرصت منذ أسبوع تقريباً على تخصيص ساعة أو أكثر قليلاً من وقتي لكتابة قصة قصيرة جداً كلّ ليلة، وقد كتبت حتى الآن تسع قصص، وهذا أمر جيّد وسوف أداوم عليه.
عصر هذا اليوم، تمشّيت في شارع صلاح الدين وفي شارع الزهراء أنا وإبراهيم، زوج أختي، بعد أن تناولنا طعام الغداء. عدت إلى البيت في المساء. لا أقرأ كثيراً هذه الأيام.


السبت 14 / 7 / 2001
أحياناً أنظر بتفاؤل إلى السنوات العشر القادمة. ستصدر لي ثلاثة كتب أخرى أو أربعة. سأغادر الوظيفة، وسأكون حرّاً من أيّ ارتباط وظيفي إلى أن يحضرني الموت. سأعيش بضع سنوات متفرّغاً للقراءة والكتابة. سيكبر أحفادي وسيكونون عوناً لي. ستشهد القضية الفلسطينية حلّاً وستنجو القدس من خطر التهويد، وسيتاح لهذا الشعب وقت للراحة والاسترخاء. سيكون هنالك عدل من نوع ما، وسيكون للعقل تأثير أكبر على الناس، ولربّما استطعت أن أشهد انحسار التخلّف والعشائرية، ولو في حدود دنيا، من فوق مساحة هذا الوطن.
أحياناً أخرى أنظر بشيء من القلق إلى السنوات العشر القادمة. قد يمعن حكّام إسرائيل في تبديد قوانا، وفي تدمير وجودنا فوق أرض وطننا. قد يموت أبي، وقد تموت أمّي، وقد أموت أنا. قد يموت أحد أبنائي فيحلّ بي حزن عظيم. قد أصاب بالشلل، فتصبح حياتي جحيماً. قد يموت بعض أصدقائي الطيّبين فيصيبني غمّ وكرب جرّاء فقدهم.

الجمعة 8 / 3 / 2002
بلغ عدد الشهداء لهذا اليوم خمسين شهيداً. شارون يرتكب مجازر في طول البلاد وعرضها، والحصار مضروب على كلّ المدن بما فيها القدس. مزاج الناس متعكّر وأحوالهم سيّئة، ومزاجي أنا متعكّر كذلك. أتابع نشرات الأخبار على التلفاز وأشعر بالأسى بسبب الدماء التي تسيل.
تبدو حياتنا في هذه البلاد سلسلة متّصلة من المعاناة.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 4
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 3
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2
- القدس كما هي في المشهد اليومي/1
- القدس في السير والشهادات واليوميات
- القدس والنص السردي الغائب
- الفنان عادل الترتير/ البدايات كانت في القدس
- فنان مقدسي اسمه فرنسوا أبو سالم
- القدس والثقافة والتراتب الاجتماعي المقلوب
- القدس وتبدلات شارع صلاح الدين
- ثقافة معزولة في مدينة محاصرة
- تبدلات شارع الزهراء
- العمران وضواحي القدس الآن
- القدس الشرقية تذوي والغربية تزدهر
- مقاهي القدس التي تتناقص باستمرار
- ترييف القدس المعزولة عن ريفها
- شبابيك القدس3 / قالت لنا القدس
- شبابيك القدس2 / قالت لنا القدس
- شبابيك القدس1 / قالت لنا القدس5


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي/ 5