أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - لو اندرياس سالومي - رواية 4 / الحلقة التاسعة عشر















المزيد.....

رواية 4 / الحلقة التاسعة عشر


لو اندرياس سالومي

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 10:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


3:2

مشهد لسهرة من ليالي ألف ليلة وليلة ، الدمية ترتدي ملابس جواري عربية ، ملابس نصف عارية ، مفتوحة عند سرة البطن ، تجلس الدمية وتدخن أركيلة ، كان البخور في كل مكان ، تتحدث : تأخر شهريار كثيرا ، من نافسه في غرامي وجسدي ، هل هو الفتى معاذ ، أم تلك اللعوب الفارسية جمانة ، شهريار لا يمل من الجنس ، ( تخرج من حقيبة قربها ، حبوب من انواع مختلفة من مقويات الجنس ) هل تعرفون كم يصرف العرب كل سنة على استيراد هذا النوع من الأشياء ، مايعادل ميزانية وكالة ناسا لأبحاث الفضاء ، العرب هم هكذا ، أمعاء لاتشبع وقضيب طويل طوله بطول قضيب الله . تقترب من جسد محمد وتتحدث عند رأسه : كم كنت رائعا ، أه ياحبيبي تلوثت كثيرا ، إنه الحرمان من حنان الأم مادفعك لتصبح مسخا ، ليس مسخا فحسب بل أكثر ، لقد تحولت إلى حارس باب من أبواب جهنم ، هل تريد أن ترى ماذا فعلت أمتك من بعدك ؟ أفضع بكثير من جرائمك ، تعال معي شاهد بعض الصور معي ، لن تشعر بالخزي ، أعرفك ، لايهمك شيء سوى قضيبك ، وذاك المخبول الذي يسكن رأسك ، الملاك جبريل ( يتحول المكان إلى مخيم للنازحين في سوريا وشمال العراق ، شتاء وثلج يهبط ، ودرجة الحرارة مادون الصفر ) :
هل ترى الأطفال ؟ كيف يرتجفوا من البرد ، هل ترى الطفلة الميتة في أعلى الصورة ؟ أسمها أمنة ، على أسم أمك ، عمرها سبعة أشهر ، وجدوها ميتة في الصباح ، لماذا يامحمد فعلت هذا ؟ أي أفكار مسمومة حقنت بها أمتك حتى تخرج من رحمها تلك الوحوش التي أعلنت للعالم قانون : عالم بلا حياة أفضل من عالم دون إسلام .
لماذا لاتشعر بشيء وأنت تشاهد هذه الصور ؟ كم قتلت أذن ؟ كم أنا حزينة لأجلك ، ولأجل أنني أعيش في عالمك ، لتعود إلى تلك الذكريات البعيدة ، حتى تتطهر ، عشها ، تحمل وجع المخاض لتولد من جديد .



مشهد :
( نافذة تفتح مثل ثقب حلزوني ، مدرجات هابطة نحو الأسفل ، أبيض وأسود ، ومحمد يسقط نحو الأسفل ، كان الهبوط بطيئا ، كان يصغر بالعمر أثناء عملية السقوط ، على الجدران كانت تعرض شاشات من ذاكرته ، يشاهد ديما على أحدى الشاشات ، وهي تركض في الفجر ، تتوقف لشم وردة ، وتنظر أليه وتبتسم . شاشة أخرى تعرض مجموعة من المصلين تخرج من الجامع الشرقي في هيت قرب بيته ، يتحولون إلى خنازير عند الباب ، شاشة أخرى تعرض مد بحري كبير يجتاح مدينة العقبة في الأردن ، يستمر الهبوط حتى يتلبس في طفل عند السابعة ، صحراء مقفرة ، ومشهد لقطيع من الأباعر في البعيد ، يضع يده بيد شاب في العشرينات ، الشاب يحمل بندقية كلاشنكوف ، وحدث الأتي :
الشاب : أحذر من الصحراء يابن أخي ، الأفاعي والعقارب فقط من تسكنها ، إن رأيتها هادئة فقل أن بطونها متخمة بالفرائس .
الفتى : عمي حمزة ، لماذا لاتتحول تلك الصحراء إلى جنة مثلما سمعت عن حقول الشام الرائعة ؟
حمزة : أسمع يامحمد ، ماسمعته عنك صحيح أذن ، عقلك أكبر من عمرك ، ستتعب كثيرا .
محمد : كل شيء سيتغير ، أشعر بهذا في داخلي بقوة .
حمزة : دع الطبيعة لناموسها ، فأن غيرت شيء في القوانين ، يولد وحش لن تستطيع مواجهته .



مشهد أخر
محمد يبلغ من العمر الخامسة عشر، كان برفقة أنثى حمار، يشتد به العطش ، نفذ كل الماء الذي معه ، والطريق نحو بيته مازال طويلا ، يلوح في عقله فكرة رائعة ، ينام تحت الحمار ، ويشرب من اثدائها شيئا من الحليب ، رغم الطعم الغريب لكنه أرتوى كليا ، على فجاءة أشتد به النعاس ونام ، وجاء له حمار مجنح يضع سماعة في أذنه في الرؤية ، حقل أخضر من حقول الشام والعراق ، الحمار أقترب منه وهمس : أقرأ .
محمد : ماذا اقرأ ؟
الحمار : اقرأ ؟
محمد : ماااااذا اقرأ ؟
الحمار الأبيض : اقرأ ؟
محمد : من أنت ؟
الحمار ( يضع السماعات على اذني محمد ) : أنا جبريل ، نسيت أسمي ؟ تعال أسمع ، الله يريد أن يسلم عليك :
الله : Hello Mohmmad .
محمد : لكني لا أعرف الأنكليزية ؟!
الله : نسيت ، أسف ، كنت أتصل بأحد الأساقفة في كانتربيري ، حمادة ، هذه القبائل جعلتني أشعر بالقرف ، حاول أصلاحها، الأن باي .
( يختفي الحمار وينهض محمد من النوم ) ويتحدث مع نفسه : أي حليب هذا الذي جعلني أصاب بالسكينة وتلك الرؤى الرائعة ، تعالي ياحمارتي الرائعة .. تعالي لنواصل السير نحو البيت .


مشهد أخر
محمد يجلس عند ورقة بن نوفل في داره ، ورقة يمسك كأس عصير كبير ، ومحمد يمسك كأس أصغر منه .
ورقة : كأسك أصغر من كأسي أيها الفتى الصغير .
محمد : لأن حكمتك أوسع .
ورقة : تواضعك هذا يقتلني ياولد . ( يبدل الكؤوس )
محمد : الكأس كلما صغرت زادت من روعتها يامعلمي .
ورقة : هذا مع الخمر فقط ، ولكن حين تكون مع الفكر ، يجب أن تكون الكأس كبيرة ، ويوما ما ( يصب الخمر على الأرض ببطء ) ستهبط أفكارك على هذه الصحراء كالمطر ليحدث التحول الذي طالما وعدت به ألسنة من سبقونا.
محمد : تقصد ماتحدث به قس بن ساعدة ؟
هنا تتقدم سيدة في الأربعينات وتقدم بعض من الفاكهة ، كان القميص مفتوح عند الصدر ، وحين انحنت أمام محمد ، برز النهد أكثر ، وهي تضع الفاكهة في الطاولة :
السيدة : التفاح مستورد من أميركا ، والموز من الهند ، والعنب من سوريا ، وهل ترى هذا المشمش ، أنه من أيران ، كما ترى نحن لانزرع شيئا ، فقط نأكل ( تضحك ) ، لعل فاكهتنا تعجبك ؟
محمد ( وهو ينظر لصدرها ) : أرى حبتين عنب ، كل حبة تعادل كل مزارع الطائف .
ورقة ( وهو يقاطع هذا الغزل المبطن ) : تعالي ياخديجة وأجلسي ، فالحديث مع محمد يجعلك في عالم أخر .
خديجة ( وهي تجلس في الجهة المقابلة ) : فعلا إنه قادم من عالم أخر .
محمد ( نحو ورقة ) : كيف يمكن الوصول للكمال ياعم ؟
ورقة : مايخبرك به عقلك ، أتبعه ، كل ماتنطق به القبيلة هو وهم ، الناس تمشي على عكاز ، وعكازهم شهواتهم ورذائلهم .
( في الخارج ، أصوات لمجموعة من الأطفال وهي تعذب جرو صغير مع صوت جرس )
خديجة : هل تسمع صوت الجرس ؟ إنه مربوط لذيل الجرو ، تزداد متعة الأطفال مع صوت الجرس ، تك تك تك ، هل تسمع جيدا ؟
محمد : إنها قسوة .
ورقة : الصوت ؟! إنه مؤثر قوي ، البشر يتذكرون مايسمعون أكثر من ماتراه عيونهم .
محمد : الخوف سيتملك الجرو من صوت الضجيج ، الخوف سينقله أينما ذهب ، هذا هو .
خديجة : الغداء جاهز لضيفنا الكريم .



#لو_اندرياس_سالومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية 4 _ الحلقة الثالثة
- رواية 4 _ الحلقة الثانية
- رواية 4 الحلقة الاولى


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - لو اندرياس سالومي - رواية 4 / الحلقة التاسعة عشر