أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهير دعيم - حكايات جدّتي














المزيد.....


حكايات جدّتي


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 4857 - 2015 / 7 / 5 - 14:59
المحور: كتابات ساخرة
    


رأيت قبل مدّة أحد الشباب المٌثقفين ، ينحني امام الناس ويضع في حذاء العريس بضع قطع من نقود معدنيّة.
فذُهلتُ وسألته ماذا تفعل يا رجل ؟
فهذه القطع المعدنيّة تؤذي العريس وقد تُدمي قدميْهِ .
فأشار بيده وكأنه يقول إنها العادة ...
حقيقة انّها العادة ؛ العادة السيّئة والايمان الغيبيّ بالخرافات ومعتقدات وحكايات جدّتي وجدّات جدّتي، هذه المعتقدات التي ما زالت تسيطر على تفكيرنا وتُهيمن على وجداننا وحضورنا في زمنٍ أضحى الاختراع في الصباح بائتًا في الظهيرة، وأضحى الانسان شبه إله يُسخّر الطبيعةَ والعلمَ ليكونا مطيّة له.
ويا ليتها كانت هذه العادة الوحيدة السيئة في هذا الشّرق ، فإنه يطفح بالخزعبلات والحكايات "ويلله يلله...."و"باب الحارة" و.....
عادات تشدّنا الى الوراء وتشلّ تفكيرنا.
حقًّا لو جاء هذا الأمر من قبل انسان بسيط ساذج وفي حذاء انسان بسيط ساذج ايضًا لصمتُّ وملأتُ فمي ماءً، أمّا أن يأتي من شاب متعلّم في حذاء شاب اكثر علمًا فهنا الطّامة الكبرى .
وحاولتُ أن اجد جوابًا لهذه العادة السيّئة ، فخلصت الى نتيجة أظنّها صائبة وهي اننا بوضع هذه القطع المعدنيّة ، في حذائك وتحت قدميْكَ فبهذا ندعو ربّة القدَر الى أن تملأ جيوبك وخزائنك بالجواهر واليورو والدولارات واليِنّ وكلّ عملات العالم.
لن نلحق بركب الحضارة أبدًا وهذا هو نهجنا!
لن نخدم البشرية باختراع ذهبيّ ، ولن نحوز على تقدير الأمم والشّعوب ما دُمنا نؤمن بمثل هذه الخزعبلات ونعتنق حكايات وعادات جدّتي.
فمرض السرطان اللعين يهرب أمام العُشبة الفلانيّة.
والخرزة تفقأ عين الحسود.
وحذوة الحصان تحمي البيت ..
وحذاء الطفل الصغير في مؤخرة السيّارة يحميها من الحوادث والسرقات.
وزيارة صديق او قريب بعد عودته من مأتم فهو فأل بغيض واكثر.
وابريق الفَخّار الذي تكسره العروس على عتبة بيتها الجديد ، يُبعد الخيانة الزوجية ويمنع الرجل من التفكير بالمَثنى ، بل يجعله يلتصق بزوجته التصاقًا لا تفكّه كل قوى الإغراء وحيل النساء.
هذا ، وحدث بعد ايام ان صادفت العريس فسألته عن القطع المعدنيّة وسحرها فضحك حتى كاد ان يقع على قفاه وقال : لم استفد يا صديقي سوى من عدّة جروح طاب لها ان تستوطن في قدمي لتُعذّبني، في حين ان اموري الماليّة تغوص بالوحل والطين أكثر من ذي قبل، فقد ارهقتنا " التعاليل " وانهك قوانا "المتنزّه".
حان الوقت ان نرفع عيوننا الى السماء فهناك الملجأ والحصن الحصين.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقطنا الحَّبَّ من تحت جناحيْكَ
- همسة صغيرة صارخة
- كيف نجا صوصو
- القرة الحنون
- القدّيسة مريم بواردي
- أنتَ الرّبيع
- عُمري فِداك
- أنتَ القصّة
- المرأة في عيدها
- ما حَدا بيعبّي
- الدم يصرخُ
- مناغاة تحت الثّلج
- نسّم علينا الايمان
- نينوى
- داعش
- مُشتهى الأمم
- التّأمّل ...............
- شعر اليوم يوازي الواوا بَح!
- آدم.............. أنت اللوحة الأحلى
- لاقاني والدّنيا غروب


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهير دعيم - حكايات جدّتي