أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - الإرهاب والضباب














المزيد.....

الإرهاب والضباب


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4857 - 2015 / 7 / 5 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحالة المصرية والعالمية تشخيصاً لمعضلة الإرهاب يكتنفها الدم والضباب معاً، فتختلط علينا الرؤى، وتتعثر خطانا في مواجهة ما يتحتم علينا مواجهته بكل الحسم والقوة والسرعة.
"الفقر والظلم والتهميش والقهر والاستبداد هي منابع الإرهاب وقاعدته الاجتماعية". . أكلاشيه يردده "الأفندية" وهم معجبون بأنفسهم وبسعة اطلاعهم وبنظرتهم العلمية المادية للأمور، وبربطة العنق ماركة "سان مايكل" التي يعدلون وضعها بين الحين والآخر، إذا ما كانوا في لقاء على أحد الفضائيات.
هكذا يكون ترديد المبادئ والمقولات آلياً دون فهم حقيقي أو تمثل واستيعاب. . ربما جل ما يعني البعض التجمل بحلو الحديث، دون أن تبتل الأقدام من بحيرة الحقيقة الواقعية على أرض الشرق الأوسط والعالم. . لا يماري أحد في أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كحق إنساني أولاً، وكضمان لاستقرار الشعوب ثانياً، لكننا هنا بإزاء إشكالية محددة، هي رواج الفكر السلفي المتخلف وفي ركابه الإرهاب، وهي تحتاج لتوصيف خاص بها، خارج ذلك الذي نجده في كتاب الماركسية. . الفقر والظلم والتهميش موجود في سائر المجتمعات منذ فجر التاريخ، وسيظل موجوداً بدرجة أو بأخرى، مهما نجحنا في التنمية والعدالة وما شابه من مقولات رائعة. ما ترددون مقولات وإن كانت رائعة، إلا أنها خارج السياق أو على هامشه.
لأي ظاهرة أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة، وغالباً ما تحتاج الظواهر التي تتضمن تهديدات خطيرة إجراءات فورية على المدى القصير، وأخرى أكثر عمقاً وشمولاً على المدى المتوسط والطويل.
وضع أيدينا على الأسباب المباشرة للإرهاب هو الخطوة الأولى والمحورية، لأن عليها ستتقرر إجراءات مواجهته على المدى القصير والعاجل.
يأتي بعدها في الأهمية تتبع الأسباب الثانوية للظاهرة، والتي هي في حالتنا هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية، التي تساعد على نمو فيروس التطرف والإرهاب، وهذه تفيدنا في ترتيب إجراءات على المدى المتوسط والطويل.
المشكلة هنا فيما يحدث عن حسن أو سوء نية، من خلط للأسباب المباشرة بالأسباب غير المباشر، لتتوه هذه مع تلك.
الإجراءات العاجلة الضرورية حالاً وفوراً، هي المواجهة المسلحة الحازمة الباطشة للإرهاب، وغلق كافة أنواع الدكاكين المتاجرة بالدين والفكر المتطرف.
الإجراءات على المدى المتوسط والطويل هي السعي في طريق التنمية، لكي تجعل الحياة المصرية جديرة بأن تعاش.
أما خلط هذا مع ذاك، فيقع في المنطقة ما بين البساطة والسذاجة وسوء النية.
ثلاث فرق تردد رؤية البرادعي التي يصدرها للعالم عن بلاده التي تواجه عاصفة الإرهاب:
الفريق الأول أناس يتمتعون بحس إنساني غاية الرهافة، يذكرني بما قرأته عن رهبان هنود، يخشون أن يطأوا الأرض، خوفاً من قتل ما قد يكون بها من براغيث وكائنات حية. . أنحني احتراماً وخجلاً أمام إنسانية هؤلاء الفائقة!!
الفريق الثاني هم بتوع الثورة مستمرة، والذين يعادون الدولة المصرية على طول الخط، لسبب غاية في الوجاهة، وهو أن بطل الناصرية والعروبة قد خرج من الانتخابات الرئاسية بنسبة أقل من نسبة الأصوات الباطلة!!
الفريق الثالث هم الإخوانجية وأذيالهم، الذين يعرفون أن كثيرين مؤهلين لأن يلدغوا من جحر الإخوان، ليس مرتين أو ثلاثة، بل يظلون يلدغون هكذا إلى الأبد. هم بارعون في استغلال حماقة الحمقى.
السؤال المحوري هو:
تنظيمات الإسلام السياسي بأيديولوجيتها التي ترى أن الانتماء للدين وليس للوطن، وتنادي بالخلافة الإسلامية وتكفير المخالفين وإهدار دمهم، وترى تدخل الدولة في حياة الفرد الشخصية، وفقاً لمسئوليتها عن دخوله الجنة، وتبنيها لرؤى فقهاء عاشوا قبل أربعة عشر قرناً، وطموحها لغزو العالم بهذا الفكر والوصول لأستاذيته، هل تصلح هذه التنظيمات لأن تكون ضمن إئتلاف سياسي وطني يجمع سائر الأطياف السياسية الوطنية، لتشكل نظاماً سياسياً قادراً على مواكبة العصر، توافقاً بين كل أبناء الوطن، واندماجاً بالمجتمع الدولي وحضارته؟
على إجابة هذا السؤال يتوقف ماذا ينبغي أن يكون موقفنا من التنظيمات الإرهابية. هل نواجهها بالسلاح والقوة الحاسمة، ونعزل أجنحتها السياسية كما سبق وحدث مع النازية والفاشية، أم ندعوها للتفاهم وتكوين ذلك الإتلاف الذي يتحدث عنه البعض، وإن قبلت التيارات العلمانية بهذا الإئتلاف، هل ستقبل تلك التيارات الدينية به حقاً وصدقاً وليس تقية مؤقتة؟



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية ومأزق المثلية
- البحث عن معادلة جديدة
- المسيحي الملحد
- القاعدة وداعش وأمريكا
- هو الخيار الداعشي
- نبضات علمانية
- مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- في غبار عاصفة الحزم
- العبث باليمن العبوس
- الرقص على أنغام حوثية
- على هامش مؤتمر شرم الشيخ
- الإخوان والسيسي وأنا
- عندما يلعب أوباما دور الداعية
- نهضة مصر السيساوية
- دواعش بلا حدود
- تراجع لابد منه
- الجيش المصري بين الجنة والنار
- قصة قصيرة- حدث هناك
- حماس والنصر المبين
- نعم للعرب لا للعروبة


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - الإرهاب والضباب