احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 21:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتابع لمجريات برنامج سحور سياسي والذي اسميه سحور طائفي بامتياز ,يجد ان فكرة البرنامج تقوم على استضافة رجالات الشيعة من مسؤولين وشيوخ ومعممين ,فقد استضاف مقدم البرنامج (عماد العبادي ) حتى كتابة تلك السطور الاسماء الاتية الشيخ أوس الخفاجي ,السيد فرقد القزويني , الشيخ جمال الوكيل ,السيد حسين الصدر , الشيخ غيث التميمي ,السيد رحيم ابو رغيف , السيد موفق الربيعي ,ولا شك ان مقدم البرنامج ماض في استضافة اخرين من ذات الطراز .
المتابع لبرنامج العبادي يجد ان المقدم يركز على سؤال محوري يدور البرنامج في محيطه فلا يغادر فلكه ولا يحيد عن مساره ,فالمقدم يسأل ضيوفه باستمرار بأسلوب تهكمي استفزازي بقوله هل نجح الشيعة في حكم العراق ,في الوقت الذي لم يترامى الى اسماعنا اي تساءل عن دور السنة والاكراد في العملية السياسية القائمة منذ التاسع من نيسان من العام 2003 .
والحق ان السؤال الذي يطرحه العبادي ,يتخلله اشكال كبير كما يقول رجال الدين والمتشرعة ,فماذا يعني العبادي بالنحاح ؟ وفق اي معيار يكون ذلك النجاح ؟كذلك فأن الشيعة والسنة لا يمكن ان ننسب لهما النجاح او الفشل حيث لا يمكننا ان نختزل السنة بساستهم كما اننا لا يمكن ان نختزل الشيعة بساستهم ,والا لجاز لنا ان نصف السنة بالفشل على امتداد اربعة عشر قرنا لانهم من كان يحكم ويتحكم في مجمل الامور السياسية والاقتصادية والدبلوماسية .
الحق ان جوهر سياسة قناة البغدادية والذي كنت قد نوهت عنه في مقال منشور على موقع الحوار المتمدن قبل عدة شهور انما يقوم على اطروحة تفيد بعدم امكانية ان يحكم الساسة الشيعة قواعدهم الجماهيرية فهم ليسوا اكفاء وليسوا اهلا للمسؤولية التاريخية والاجتماعية والسياسية ,ولا يخفى على احد ان هكذا طرح كان البعث البائد لا ينفك عن ترديده والتثقيف باتجاهه حتى ان الكثير من الشيعة باتوا يؤمنون بمثل ذلك الطرح الذي يكذبه التاريخ وتدحضه جملة من القرائن والدلائل والظروف التاريخية والموضوعية .
أرى ان فضائية البغدادية قد نجحت الى حد كبير في التأثير على اتجاهات وقناعات شرائح اجتماعية واسعة من المجتمع العراقي ,عندما قامت بدغدغة مشاعرهم ليس لانهم اناس قد لاقو ما لاقوه من حيف وظلم وتهميش ,ولكن لاتخاذ تلك الشرائح وسيلة للوصول الى جوهر ما تبتغيه البغدادية من امر يتلخص في الاطاحة بالتجربة السياسية والتي شيدت على انقاض تجربة البعث ,بعد ما اعيتهم الطرق وقعدت بهم الحيل في الاطاحة بتلك التجربة التي لها ما لها وعليها ما عليها الا انها في كل الاحوال تبقى تجربة لا بد منها ومن حتميتها التاريخية .
ان نجاح خط البغدادية في تناول المشكل السياسي العراقي على صعيد التأثير في المتلقي لابد ان يقابله خط بغدادي اخر يعمل على مجابهته بذات الادوات والاليات والاساليب ليكشف عن ضعفه ويبين هشاشته ويعري مقدميه امام الشعب العراقي بشكل واخر .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟