حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)
الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:51
المحور:
الادب والفن
عصاتى ومعزاتى
خرج بعض الزاهدين إلى بعض القرى والنجوع
وقد حملوا كتب الدين فى الأصول والفروع .
وراحوا يدعون الناس للحذر من الوسواس الخناس ،
وعمل الخيرات والبعد عن السيئات.
وبينما هم كذلك إذ تقدم منهم عجوز متهالك وكان لطريق الزاهدين سالك
فقال لهم هل أدلكم على رجل عجيب الخصال يعيش بعيدأ بين الأدغال ولا تفهم له طبيعة ولا يفقه منه حال؟
فقالوا قل لنا ولا تتردد واجعل الكلام محدد
فقال هو يعيش فى جزيرة بعيدة ومعه زوجة وأغنام ليست عديدة ،
ولكنه يعبد الله بشكل غريب لم نعهده من بعيد أو قريب
إنه فى الصباح والظهيرة والمساء يأكل القليل من الخبز والحليب ويشرب الماء
ويرعى غنماته ولا يهتم بأوقاته وكل عبادته عبارات بسيطة يتلوها ودعوات لله يدعوها ..
فهو يقول عصاتى ومعزاتى يارب اغفر لى سيئاتى
ولكنه طاهر النفس يعيش فى سلام ولا يعتدى على أحد من الأنام
تعجب القوم من الكلام وخافوا من انتشاره بين العوام
وظنوا أنه على ضلال مبين وأنه بعيد عن حق اليقين.
فقرروا زيارته والوقوف على حقيقة عبادته..
ركب الزهاد مركبهم وراح يشق مياه البحر، حتى وصلوا الجزيرة قبل صلاة الفجر
نزلوا من مركبهم وشيدوا خيمتهم وجهزوا مكان نومتهم
ثم صلوا الفجر وناموا من شدة التعب حتى الظهر
ولما استيقظوا من نومهم وصحوا من سباتهم بحثوا عن الراعى حتى قابلوه وبأنفسهم عرفوه
رحب الرجل بضيافتهم فأخبروه أنهم يشكروه وأن طعامهم قد أحضروه
وراحوا عن عبادته يسالوه وعن محتوياتها يمتحنوه
فاخبرهم عن طريقته ولم يخف عنهم حقيقته
فتعجبوا وراحوا يعلموه الصلوات ووسائل العبادات وسبل الدعوات والتوسلات
فاستجاب لهم وأثنى على صلاتهم وشكرهم
ولم يتركوه حتى حفظ الصلوات وأعاد على أسماعهم التسابيح والدعوات
وركبوا مركبهم عائدين وشقوا البحر مجدفين ولربهم شاكرين
فإذا بالرجل الغريب صاحب الأسلوب البسيط العجيب
يأتى نحوهم مشياً فوق سطح الماء ينادى عليهم وهو يبستم نحو السماء
ولحق بهم فى سرعة رهيبة كأنه يركب سفينة فضاء
وسألهم أن يعيدوا على سمعه نفس الصلوات وطريقة العبادات
لأنه نسيها ولم يعد يتذكرها
فتعجبوا منه عندما لحقهم مشياً على الماء دون مركب أو سفينة وبلا أى عناء
فعلموا أنه أقرب منهم إلى الله
وأن طهارة القلب والسلام فى الحياة هما أهم ما يريده مولاه ..
فقالوا عد واعبد ربك كما كنت فنحن إلى جوارك أتباع ،
وأن مثلك من الطيبين المسالمين يجب أن يطاع.
#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)
Hassan_Ahmed_Omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟