أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى بحر محمد - اللغة والهوية في المجتمع الجزائري














المزيد.....


اللغة والهوية في المجتمع الجزائري


مصطفى بحر محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:51
المحور: الادب والفن
    


اللغة والهوية في المجتمع الجزائري

إن لغة أي مجتمع على العموم، ومجتمعنا على الخصوص هي نتاج لسيرورة تراكمات فرضها التاريخ عبر مراحل مختلفة، إنطلاقا من الأصل الامازيغي لسكانه، مرورا بالتواجدات والاستعمارات المختلفة التي مرت به وكذا عوامل الهجرة وما شابه ذلك.
فاللغة تمتد إلى كل مجالات الحياة البشرية بدون استثناء، كل الناس تتفاهم أساسا عن طريق الأصوات الكلامية، وهكذا يعني أن اللغة جامعة، بمعنى أنها توجه وتصاحب كل نشاط إنساني يشترك فيه إثنان أو أكثر
هذا وإن المتتبع للمجتمع الجزائري يلمس أنه كيان ثقافي ولغوي ثري بلهجاته وتراكيبه اللغوية، ومن هنا وجب دراسة الظاهرة اللغوية من خلال أبعاد متعددة، أهمها البعد الإجتماعي السوسيولوجي عبر الفهم والوصف من أجل التفسير العلمي للسياق اللغوي داخل المجتمع الجزائري وما يرتبط به من متغيرات أهمها العنف والعمليات الأخرى المرتبطة بها.
تؤكد الدراسات السوسيولوجية أن لكل جماعة أو أمة مجموعة من الخصائص والمميزات الاجتماعية والنفسية والتاريخية المتماثلة التي تعبر عن كيان ينصهر فيه قوم منسجمون ومتشابهون بتأثير هذه الخصائص والمميزات التي تجمعهم ومن هذه الأشخاص يستمد الفرد احساسه بالهوية والانتماء، ويدرك بأنه ليس مجرد فرد نكرة، وانما يشترك مع عدد كبير من أفراد الجماعة في عدد من المعطيات والمكونات والأهداف، وينتمي إلى ثقافة مركبة من جملة من المعايير والرموز والصور.
وتؤكد الباحثة " نورة قنيفة " أن هناك أزمة هوية لغوية حقيقية نابعة من مبدأ رفض الآخر أو محاولة إلغائه، وعاكسة لثنائية فشلت كل السياسات في تحقيقها هي ثنائية: اللغة /الهوية الوطنية في المجتمع الجزائري لتتواصل اجتماعيا انطلاقا من رفض مبدأ الاختلاف الذي يبدو وأنه مبدأ لغوي وديمقراطي بامتياز.
فالاختلاف يؤدي حتما إلى صناعة ما يجعل الشيء المختلف مختلفا ومتميزا، أي ما يصنع هويته، وهذا ميل لا يمكن أن يغفل عنا خطر العزلة والإنطواء أو الرفض لكل ما يشكله الآخر وخاصة في زمن العولمة والاتصالات التي يشهدها عصرنا، لذا فإن الاختلاف يجب أن لا ينسينا ضرورة ربط الهوية بالطبيعة البشرية، لذا وجب تفكيكها إلى عناصرها المختلفة،
بحيث تصبح حصيلة لعبة الاختلافات والتشابهات لا نتيجة تشابه أصلي.
ويذهب آخرون إلى أن الهوية تعبير عن الوجود الإنساني لفريق من الناس في أرض معينة وهذا التعبير يحمل السمات التفضيلية لهذه الــ(هو) الفردية والجماعية في ائتلافها واختلافها ولكنها في النتيجة تصدر عن تراث واحد ينتمي إليها في شتى شؤون الدين واللغة والقيم والعادات والتقاليد والثقافة.
واللغة الأم هوية حاملها من جهة وهوية المجتمع الصغير والكبير الذي ينتسب إليه من جهة أخرى أهم مميزاته الثقافية المنبئة عن هويته من جهة ثالثة، ومفهوم الهوية وثيق الصلة دائما بأصل الشخص وجذوره، وتتكون هويته الشخصية والاجتماعية والثقافية من خلال الانتماء والارتباط بالاخرين عبر سيرورة دينامية مستمرة، وأدائها في ذلك مختلف العناصر الثقافية والحضرية، معارف ومعتقدات وأعراف وعادات يكتسبها الفرد من خلال التنشئة الاجتماعية التي تؤدي إلى دور الناقل في الوقت نفسه، فهي معين ثقافته وأداة تفكيره .

قائمة المراجع :
1- سليمة فيلاني ، الهوية الجزائرية " أزمات وتحديات " ، مجلة علوم الانسان والمجتمع ، بسكرة ،الجزائر، العدد 08، ديسمبر 2013
2- نورة قنيفة ، الإشكال الهوياتي اللغوي الجزائري ، مجلة العلوم الاجتماعية ، العدد 16، جامعة سطيف ،الجزائر، ديسمبر 2012.
3- وليد السراقبي ، الهوية اللغوية والعولمة الثقافية، جريدة الأسبوع الأدبي، إتحاد الكتاب العرب بدمشق، العدد1355.
4- ماريو باي، أسس علم اللغة ، تر: أحمد مختار عمر، ط 8 ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1998.

مصطفى بحر محمد / باحث في علم الاجتماع / الجزائر



#مصطفى_بحر_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور التلفزيون في ظهور السلوك الإنحرافي عند الأحداث المتمدرسي ...
- عنف اللغة و إشكالية التواصل


المزيد.....




- 80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع ...
- بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب ...
- مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند ...
- كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت ...
- إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
- هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف ...
- كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض ...
- أحلام سورية على أجنحة الفن والكلمة
- -أنا مش عايز عزاء-.. فنان مصري يفاجئ متابعيه بإعلان وصيته
- ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ-بنت الأجيال-؟ ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى بحر محمد - اللغة والهوية في المجتمع الجزائري