|
رواية 4 _ الحلقة الثانية
لو اندرياس سالومي
الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:50
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
البداية
فوق قمة جبل الأولمب تجلس أربعة من كبار الألهة التي طويلا ماحكمت الأرض ، على طاولة مستديرة ، يجلس كل من : ( زيوس ، أهورمازدا ، شيفا ، مردوخ ) ، الأربعة كانوا بوجوه علماء ، زيوس : نيوتن ، شيفا : أينشتاين ، أهورمازدا : نيتشه ، مردوخ : فرويد .. كانت ليلث تسقيهم الشراب ، زيوس يخاطب ليلث : من الرائع أن نجد أحد أتباع الله يعلن ثورته على طغيانه . ليلث : كنت أعيش في مهزلة ، عالمه الفاسد لاشيء فيه سوى الخراب ، والأن تحررت . مردوخ : هذا الإله الذي سرق منا التاج ، يجب أن يتعلم درسا . شيفا : لهذا نحن الأن . أهورمازدا : لن تنفع معه المواجهة المباشرة . زيوس : كيف ؟ أهورمازدا : كنت أتحدث مع ليلث قبل قليل وقد أوحت لي بهذه الفكرة ، قتله من الداخل . شيفا : تفاصيل أكثر ؟ ليلث : دعني أوضح لكم الطريقة ، الله قيمة رياضية مجهولة ، يحتاج للبشر حتى يكون معرّفا ، البشر هم سر نقطة ضعفه ، إن تحول أحد البشر إلى ألهة ، سيضعف الله كثيرا . زيوس : الفكرة رائعة . أهورمازدا : وقد أخترنا أحد البشر . شيفا : واحد قد لاينجح ، ليكن أكثر ، حتى نضمن ولوج أحدهم إلى ملكوته وقتله . زيوس : ليختار كل منا شخص . ليلث : هنا تكون الخطة متكاملة . شيفا : اخترت أنا . زيوس : وانا أيضا . أهورمازدا : في بالي شخص رائع . مردوخ : وأنا كذلك . ليلث : حسب الطقوس المقدسة ، كل منكم يضع قطرة دم في كأس ، حتى تمتزج كل منها في دم أحد المختارين الأربعة . شيفا : نريدك معهم . ليلث ( تتحول إلى دمية أطفال ) : هكذا سأكون معهم ، سيكون الفيلم مشوقا . مردوخ : بالتوفيق لأبنائنا .
()()()()()()()()()()()()()()()
دمية ترتدي ثوب عروس ، بقعة دم كبيرة أسفل بطنها ، واقفة على رف صغير ، وخلفها مجموعة كتب مرتبة بشكل أنيق ، كانت كتب دينية ، قرأن والعهد المقدس ، وكتيب صغير عن رؤى يوحنا اللاهوتي ، وبشكل معكوس كانت هناك أقراص لأفلام ألـ Sex ، كانت الغرفة مظلمة تقريبا ، سوى صوت صرصار يعزف بجناحيه ، تقطيع موسيقي تعلن من نفسه سيد المكان بلا منافس ودعوة للتزاوج للإناث التي تسكن قريبا .. الدمية ترقص على صوت الصرصار بكتفيها ، تبتسم وتتحدث : استراح الرب أخيرا من سبعة أيام من العمل المتواصل في ورشته ، وراح يدخن أركيلة متأملا ماصنع ، الرسام العظيم أنهى لوحته أخيرا ، لوحة منقطة بحبات الخرز ، كل خرزة منها كانت تحمل لونا مميزا ، كانت تتموج تلك الحبيبات التي تعلو فوق اللوحة مثل بطون الشرنقة الحالمة بكونها ستصبح فراشة قريبا ، حبات الخرز كثيرة ولكن مايهمنا هنا هو حبة مميزة ( كاميرا تدخل داخل حبة الخرز وتطلع صورة الكرة الأرضية ، وتظهر منطقة الشرق الأوسط ، الدمية في صحراء وتتحدث ) ، هذا المكان ، أسمه الشرق الأوسط ، يضم الجزيرة العربية والشام وايران وتركيا ، منطقة مميزة بالنفط الوافر ، لهذا صارت أرض صراعات وحروب على طول تاريخها ، ومنها خرجت تلك الفايروسات اللعينة ، التي أسمها الأنبياء ، وحتى نفهم النبوة أكثر ، يجب أن نعرف القيمة التعريفية لها ، هي وكالة من إله غامض أسمه الله ، إله وضع نفسه في فكرة صانع أولي ، وهنا سر قوته ، الإدراك البشري ميكانزم معقد حين يغيب عنه شيء ، يملك الأداة الرائعة لخلق شيء بديل ، ولكن السؤال الأكثر جدلا ، لماذا ظهرت النبوة في هذه المنطقة دون سواها من باقي المناطق ، النبوة تتعلق بالحروب والمجاعات ، فحين تأخذ أكثر من طيفها المفترض ، يخرج الأنبياء من رحم تلك المعاناة العقلية ، الله كمخرج سينمائي ، تبول هنا ولم يتبول في مكان أخر ، ومن تلك القذارة ولد التاريخ الشرقي العفن ، سنقوم بتجربة رائعة مع أربعة أشخاص يحملون دماء نقية ، يحملون عامل جيني خاص أسمه ( X Gen ) .. هنا في هذه الغرفة ستكون الورشة التي سنرى بها العلاقة بين العار وبين الله ، ( تطير الدمية إلى رف أخر ، فيه دب صغير من القطن ، تحضنه وتتنهد له : حبيبي كم اشتقت لدفئك أأأه ، لحظات من الصمت وتركز الدمية في عيون الدب وتصرخ : أنك أكذوبة ، وترميه بعيدا ، تجلس الدمية وتواصل الكلام ) ، هل ذكرت العار لكم ؟ هل تعرفونه ؟ إنه قطيع البشر ، ليس غريبا ما يحصل في هذا الكوكب ، شعوب مساقة كالحمير السعيدة لقدرها المحتوم لتدفن تحت المزابل ، ثنائية طبقية مقيتة تنتشر كالبكتريا في كل مكان ، البكتريا أفضل منكم ، هل أنا مخطئة ؟ سنرى في القريب وهنا في هذه الغرفة ، لافرق بينكم وبين الطحالب ، نعود لعوالمكم الغبية ، متخم جدا وجائع جدا ، مُدرك جدا وجاهل جدا ، متدين جدا يقابله في الجهة المعاكسة ملحد لا يؤمن حتى بنفسه ، الغباء البايلوجي ملازم لكم ، حياتكم كلها تجربة تكيف غير ناجحة ، تحضير لشيء لن يحدث ، الفساد والجوع والحزن يتنقل من بيت إلى بيت ومن شارع لشارع كشبح موت مفزع ، يخطف الأنفس كما تخطف الصقور الفئران من بين الحشائش ، لا أحد يوقف تلك الفوضى الفيزيائية للجسد وللعقل .. غرفة الاعتراف واسعة وتضم كل حفنة العهرة من المقاولين والأنبياء والقادة ( تتحدث الدمية مع نفسها : النبوة مقاولة ناجحة تتم بين طرفين ، واحد نصاب والأخر غبي ، المهم ، أنا أسفه ولنكمل الحديث : ) غرفة الاعتراف كما خطط لها زاردتشت وسرقها منه موسى ومن ثم محمد كانت تضم حجرات للتعذيب ، رغم قسوة الاعتراف في أخر الجلسات يوقع البشر على كونهم غلطة في مسيرة التطور ، لمسة فرشاة خاطئة لطخت كل جمال اللوحة ، عالم حبة الخرز، كانت مختبرا للولادة والتحول والانقلاب ، ولم تحوي إلا كوابيس : مدافع حشواتها من رؤوس البشر ، وسيوف دامية على بطون جواري من العصر العباسي ، وسيدة حبلى يخرج من حوضها ذيل أفعى ، وبشر يولولون ويلطمون قرب ضريح .. ملايين الكوابيس المقيتة ، لكن كابوس واحد يستحق أن نثمل قربه ، يفرحني عيشه بحق ، هل تريدون معرفته ؟؟ ( ترفع الدمية ثوبها الأبيض وتكشف حوضها ، وتظهر صورة الحجر الأسود في بيت الله ، تضحك الدمية كالمجنونة وتكمل : ) أين أنت يا أباطاهر ، من هذا الحجر التافه ، كم كنت سعيدا وانت تركب البلدوزر وتهدم الكعبة ، لكن لماذا لم تحمي الكعبة نفسها ؟ أبرهة الحبشي كان حظه سيء عكس حظ أبي طاهر .. لقد تعبت كثيرا من الكلام ، سيصحو نزلاء الغرفة قريبا لا أريد أن أزعجهم .. باي .
يتبع ....
#لو_اندرياس_سالومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية 4 الحلقة الاولى
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|