أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - تعالوا بنا نجرح مشاعر المسلمين..!














المزيد.....

تعالوا بنا نجرح مشاعر المسلمين..!


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في جريدة مصرية قرأت هذا الخبر وهو استطلاع عن رغبة الشعب في معاقبة المفطرين المجاهرين في رمضان، وكانت النتيجة هي حوالي 80% موافقة ، وهي نتيجة طبيعية تثبت ما قلناه ونحذر منه أن الشعوب العربية أقرب من الفهم الداعشي للإسلام، وأن فرصة الاعتدال والسماحة قليلة وأحياناً تكون منعدمة.

يساهم في ذلك إعلام أرعن لا علاقة له بالتثقيف أو التنوير، وأن جل مهمة الإعلام الآن انحصرت في محاكاة رغبة الشعوب حتى لو كان رغبات عنيفة أو انتقامية أو طائفية، وهذا أراه متجلياً في الإعلام المصري الذي انقلب مؤخراً إلى إعلام طائفي نتيجة دعم السلطة السياسية للعدوان المذهبي على اليمن، وبما أن السلطة متورطة في العدوان أصبحت معها النزعة الطائفية مطلب شعبي لعلاقة هذه السلطة بثورة شعبية أزاحت الإخوان في 2013.

لا أفهم من سؤال الاستطلاع إلا تحريض على العنف تجاه المفطرين المجاهرين في رمضان، وبدلاً من كونه عيباً مجتمعياً في الماضي أصبح تمرد ديني واجتماعي على ثقافة المجتمع، وأنا أسأل من طرحوا هذا السؤال لحشد وتجييش الدهماء..ما بال المسيحيين في مصر الذين قال عنهم –وغيرهم- الله لا إكراة في الدين، ما بال من قال عنهم الله لكم دينكم ولي دين؟...ألا يفتح ما تفعلوه الباب لقمع الأديان؟..ألا يخالف مبدأ.."الاختيار"..الإنساني ؟..ألا يفتح ذلك الباب لصنع ملايين من المنافقين؟

المشكلة أن الدستور المصري ينص صراحة على حرية الرأي والتعبير والاعتقاد، ومن هذه المواد تمت تبرئة الباحث.."إسلام بحيري"..من تهمة ازدراء الأديان، أي أن السؤال هو مخالفة صريحة للدستور المصري وجعل المجتمع رهينة لمذهب فقهي متسلط.

يقولون أن المفطر المجاهر في رمضان هو.."يجرح مشاعر المسلمين"..وأنا أسأل ما الذي لا يجرح مشاعرهم مما يحدث حولنا؟..ألا تكفي مئات الرقاب التي تقطعها داعش لجرح مشاعرهم ..ألا يكفي الظلم الاجتماعي وملايين العاطلين والعانسين أن يجرح مشاعرهم؟..ألا تكفي مجازر الحرب اليمنية والسورية والعراقية والانشقاق العربي والتكفير والعنف لجرح مشاعرهم ؟..ألا تكفي مشاهد العري والإباحية في الإعلام المصري لجرح مشاعرهم؟

ثم أليس المواطن المسيحي يصوم الأربعاء والجمعة ؟..ألا يوجد في الفقه المسيحي صوماً أربعينياً؟...لماذا يفطر المسلمون في تلك الأيام ويجرحون مشاعر المسيحيين؟..

لماذا هذا التفصيل في القوانين والإجراءات والرغبات؟..لماذا تسيطر علينا نزعة الوصاية وأن نحمل الآخرين على آرائنا حملاً دون مراعاة لقناعاتهم ؟

إن هذه الرغبة الشعبية في قهر المعارضين والتسلط على أشقائهم في الوطن..لا يساعد في حوار الأديان أو تبادل الثقافات، بل يغذي النزعات المتطرفة ويُهدي لجماعات داعش والقاعدة والإخوان هدايا لا تقدر بثمن، وإثبات آخر أن الميول العربية لا تخلو من الداعشية تجاة الرأي الآخر، لكن إذا مس ذلك أمنهم وسمعتهم رفعوا شعارات التسامح والسلام، وإذا قيل لهم أن داعش هي إفراز طبيعي للعقلية العربية والتراث الديني يقولون أن داعش لا تمثل الإسلام..

حسنا..لو كانت داعش لا تمثل الإسلام لديكم.... لماذا صدعتمونا بالحرب الصليبية والتطرف المسيحي ومحاكم التفتيش وكهنوت العصور الوسطى؟..لماذا صدعتمونا بالخطر الشيعي وسب الصحابة وجرائم الرافضة ؟..لو داعش بريئة لديكم فلا يحق لكم اتهام المسيحية أو التشيع بالمثل، وإلا فهناك نماذج مسيحية وشيعية مبشرة تدعو للسلام والتعايش والانفتاح..فلماذا إذن تحملون أديان ومذاهب الخصوم حماقات بعضهم..بينما ترفضون تحميل دينكم حماقات البعض منكم؟

إن هذا الاستطلاع لهو نموذج على أزمة ثقافية كبرى تهدد مجتمعات العرب، لم يعد فيها مجال للمهادنة، ولم تعد قوى الردع العربية فاعلة في تحييد أخطار هذه الأزمة، وتتطلب ردعاً فورياً بنشر الحريات والفكر النقدي وفقه المحاسبة ونقد التراث، وتوظيف الإعلام بمهمته الرئيسية وهي التثقيف والتنوير..بدلاً من المهازل التي تحدث الآن من الإعلام الذي أصبح بوقاً للفتنة أكثر من كونه آداة للتواصل والانفتاح..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب اليمن وسوريا واغتيال النائب العام
- لماذا الأزهر والسلفيون يتمسكون بالبخاري ؟
- الوعظ الكاذب
- القوى غير المرئية في عمليات التنوير
- الموقف الذكوري من المرأة
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (3)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (2)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية
- الإسلام وضرورة التنوير
- حقيقة نسب..(إذا صح الحديث فهو مذهبي)..للشافعي
- ماذا بعد نهاية عاصفة الحزم ؟
- الغزو المقدس..ورطة السعودية في اليمن
- من مكاسب عاصفة الحزم
- السيسي في تحالف المذاهب والجبناء
- شعب مينستريم صحيح
- البُعد المذهبي في حرب اليمن
- العدوان السعودي على اليمن..إلى أين ؟
- ماذا حدث في اليمن ؟
- المشهد السياسي في اليمن
- البخاري عدو النبي (3)


المزيد.....




- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - تعالوا بنا نجرح مشاعر المسلمين..!