ستار جبار سيبان
الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 08:43
المحور:
الادب والفن
عند ذهابي صباح كل يوم الى عملي ، لابد عليّ ان اقطع طريقي بين الباعة المتجولين ، الذين افترش البعض منهم بضاعته في الشارع ، فيما اتخذ البعض الآخر ( الچنابر ) لترفع بضائعهم عن الارض ، وقبل ان ادلف الى الممر العريض الذي يتوسط السوق ، يتعالى بشكل كبير صوت الاهازيج والصفگات الاسلامية والأناشيد الحماسية من ( الچنبر ) الكبير الذي يتوسط الشارع ، وقد علق في احدى زواياه شاشة كبيره ، تعرض شباباً لبسوا زياً عسكرياً مرقطاً أسدلوا شعورهم السوداء اللماعة ، وزينوا وجوههم بلحىً سوداء حددت أطرافها بعناية شديدة ، ينشدون للحرب وللدين والوطن ، انها اغاني المعركة ، كنا نغني للمعركة ، صلاح عبد الغفور يرتدي بدلته الزيتوني ، رافعاً احدى يديه وباصابعه الشبه معقوفة ، يصيح ويستريح ( تقدم واحنه وياك اثنين .. جيشين لصدام حسين ) ، وما أن تنتهي حتى تبدأ اغنية متشنجة اخرى يؤديها اكثر المطربين تشنجاً بلون بشرته الداكنة ، وبشواربه الكثة التي توحي لك بأنه قابض بين فكيه على غراب أسود ، يصيح ولايستريح ( كل احنه جنود ياريس .. بالدم نذود ياريس ) هذه الاغنية التي سرعان ماتحولت كلماتها الى ( كل احنه صلوخ ياريس .. نشرب وندوخ ياريس .. وندور ف... ياريس ) ، وما ان تنتهي حتى تظهر على الشاشة طفلة اسمها بيداء عبد الرحمن وهي تنشد للمعركة ( هسه يجي بابا البطل متخيل الدبابه ) ، لكن بابا لن يأتي بعد ان ذاب جثة هامدة او محترقة مع ملح هذه الأرض التى ادعى اخواننا العرب انها البوابة الشرقية للوطن ، ولم نكن نعلم ان للوطن الف باب كل باب يتسع الى الف الف باب من الجحيم .
#ستار_جبار_سيبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟