أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الجبار نوري - ثورة العشرين---- صفحات مضيئة في الذاكرة العراقية















المزيد.....

ثورة العشرين---- صفحات مضيئة في الذاكرة العراقية


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 18:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



مفهوم الثورة هو التغيير الجذري للكيان سياسياً واقتصاديا وأجتماعياً وآيديولوجياً والقائمون بها مصممون على التغيير الشامل بوعي وأرادة أما نكون أو لانكون وخلوها من الحلول التوفيقية ورسم هيكل تنظيمي سياسي جديد ورفض القديم كالثورة الفرنسية 1789 ، والثورة البلشفية 1917 أذ كانت ثورات كبيرة تركت أثراً في سفر التأريخ البشري ، ومثل هذه الحركات الثورية حدثت في العراق وأخمدت لأسباب تتعلق بخلل تكتيكي في نواة الثورة أوقيادتها أو القوة المفرطة عليها من أعدائها ، مثل ثورة الزنج في البصرة سنة 869م – 883 م تلك ثورة الجياع وجامعي الملح بالسخرة ، وثورة الأمام الحسين ضد جبروت الحكم الأموي سنة 680م، وهو القائل لا أرى الموت ألا سعادة والحياة مع الظالمين ألا برما أو سأما ، والحركة النهضوية الآذارية سنة 1991 ضد أعتى دكتاتورية عرفها التأريخ حين يسميها أحد منظريها ب( جمهورة الخوف) وجميع هذه الحركات الثورية من أجل " الحرية " والتي قال فيها أحمد شوقي { وللحرية الحمراء بابٌ-------بكلِ يدٍ مضرجة يدقُ } .
ثورة العشرين في ذكراها ال 95 ، لماذا نحي ذكراها المئة ؟ لأنها ** عبرت عن وحدة وتلاحم أطياف الشعب العراقي بأثنوغرافيته المجتمعية ، أنّها لم تكن صنيعة حزب أو كتلة أوطائفة وحتى لم تكن لها جغرافية محددة مقفلة بل كانت مساحتها العراق --- والعراق كله ، وأردُ بشدة على دوافع بعض الكتاب النفعيين المصابين بالعمى الأيديولوجي ومن أصحاب القرار الذين حكموا العراق محاولين تجيير تلك الثورة العظيمة لمطامع أحزابهم وكتلهم الفئوية ، لا يا سادة ويا كرام { فقد أشترك الشعب العراقي بكل أطيافهِ وقواه الوطنية بمساحة جغرافية العراق كما ذكر لنا في هذا المجال) الدكتور علي الوردي / في كتابه " لمحات أجتماعية من تأريخ العراق الحديث ج/5" { --- يمكن القول على أي حال أنّ ثورة العشرين هي أول حدث في تأريخ العراق ، يشترك ف العراقيون بمختلف فئاتهم وطبقاتهم فقد شوهدت فيها العمامة إلى جانب الطربوش والكشيدة إلى جانب اللفة القلعية والعقال إلى جانب الكلاو وكلهم يهتفون " يحيا الوطن " وهذا الحراك الوطني الشامل هو التصميم على الخلاص والتغيير بالأعتراف بدولة أسمها العراق } ، وهنا تبرز أهمية الثورة في أفهام الشعب بنوايا بريطانيا الخبيثة في " تهنيد العراق " وألحاقه بدول التاج البريطاني ( الكومنولث ) .
أشهر المعارك لثورة العشرين وهي شهادة تأريخية للمشاركة الشاملة للعراقيين وهو البعد الوطني للثورة
معركة الرارنجية ، حصار الكوت ، معارك العارضيات والهاشميات ، معارك الكفل والحلة ، معارك عشيرة زوبع وقطعهم سكك الحديد بين بغداد وسامراء ، معارك العشائر الكردية ، لذا لم يكن الكرد في معزلٍ عن ثورة العشرين فقد تحركت القبائل والعشائر الكردية تضامناً مع العشائر العراقية الأخرى ، وهب ثوار كردستان في السليمانية وهاولير وعقرة وسنجار وخانقين وكفري ( وفي كفري بالذات وقعت معارك طاحنة بقيادة القائد الكردي " ابراهيم خان " نهاية 1920 وأستولوا على مدينة كفري وقتل قائدهم ( كوردن) و معارك اشتركت فيها عشائر من "الكرد الفيليين" مع أخوانهم من العشائر العربية في ديالى ومندلي وخانقين وبدره والحي والنعمانية والصويرة ، ومعارك سنجار وتلعفر بمشاركة أتراكها ومسيحييها .
أبرز العشائر التي شاركت في القتال
عشيرة الظوالم ، قبيلة الجبور ، عشيرة زوبع ، عشيرة بني تميم ، عشيرة العزه ، عشائر ربيعه ، عشيرة شمر الفرات الاوسط ،عشائر السعيد ،عشائر القرنة ، عشيرة العوايد ، عشيرة آل فتله ، وعشيرة البو نمر من قبائل الدليم ، وعشيرة البو محل ، والجغايفه من عشائر الجبور ، عشيرة بني عارض ، عشيرة بني زريج ، عشائر أكراد السليمانية وهاولير ، وعشائر الكرد الفيلية .
من شعارات الثورة وأهزوجاتها المضيئة في صفحات الذاكرة العراقية
الأهازيج والهوسات هي تقنيات الحرب الأعلامية أستعملها الثوار في ثورة العشرين كمحفز ومصدر أعلامي لبطولاتهم ، وكأرشيف أحتفظت به الذاكرة العراقية لشحذ الهمم وتفاخر الأحفاد بها ، وكان الأديب الشاعر " محمد مهدي البصير " أبرز شعراء الثورة حتى سموه ب{ ميرابو الثورة} وهو صاحب النصيحة الثورية ( لا بخطب المنابر ننتصر بل بالثورة المسلحة) .
** يا لترعد بالجو هز غيري---- هزج بها بطل معارك الشامية الشيخ " مرزوك العواد من عشيرة العوايد " حين كانت الطائرات البريطانية تقصف منطقته وعشيرته ، وألقت مناشير تدعو للأستسلام .
** الطوب أحسن لو مكواري------ أحد الفلاحين في معركة الرارنجية تسلل إلى مكان الطوب وهو المدفع الذي كان يقصف الأهالي ، وقتل صاحبهُ وهو يهزج .
** هزيت أو لوليت الهذا ----- هزجت بها الشاعره " فطيمه" من عشيرة الظوالم حين سألت أخيها عن أبنها فقال لها ( لا جن هزيتي أو لوليتي ) ففهت قصده بأنّ أبنها قتل وضاع تعبها فأجابت بهذه الأهزوجة مفتخرة ، وتعني هذا اليوم .
** كل جابت خابت بس آنه----- أحدى النساء العراقيات شاهدت أبنها مرمياً على الأرض ، وقالت هوستها هذه .
** حل الفرض الخامس كوموا له ----- عندما هاجم الشيخ شعلان أبو الجون القوات الأنكليزية في الرميثه قالها .
** بس لا يتعذر موش آنه – فأجابها / خلوني أبحلكه أو كلت آنه ------ حكاية الشاعره "عفته بنت صويلح " من عشيرة الأزيرج أسر العدو أبنها وقد مروا به عليها عندما شاهدته خشيت أن يناله الجبن وربما يلوذ بالأنكسار فأفهمته بالهوسة .
عطاءات الثورة
1-صحيح فشل الثورة عسكرياً لفقدان التكافؤ بين الطرفين في كل مقومات الحرب ، ولكنها سجلت بعداً سياسياً في المحافل الدولية ، وأصبح العراق رقمأً صعباً يجب الأعتراف به كوجود والتفاهم الحواري السياسي معهُ ككيان مستقل ، هذا ما جاء في مقررات مؤتمر القاهرة 1920 الذي حضره وزير المستعمرات البريطاني " ونستون تشرشل " وأهم ثمار الثورة هو { البعد الوطني } بتبلور الوعي الوطني بالولاء للعراق فقط والأنتماء أليه ، بغض النظر إلى الأنتماءات الفرعية كالقومية والطائفية والمناطقية ، وهذه ما أشار لهُ الدكتور علي الوردي في نفس الكتاب{ لم تكن مفاهيم الوطنية والأستقلال وأمثالها مألوفة لدى العراقيين في الماضي غير أنها أصبحت متداولة بينهم في أثناء ثورة العشرين وما بعدها ويهتفون لها ، ومن الممكن أعتبار ثورة العشرين " المدرسة الشعبية الأولى " التي علمت العراقيين تلك المفاهيم ، وكانت البداية للوعي الوطني الذي أخذ يتخذ بعد ذلك بين الناس بمرور الزمن .
2- ومن النتائج السياسية لثورة العشرين هي حصول أنتقادات واسعة في مجلس العموم البريطاني ضد سياسة بريطانيا في العراق أضافة إلى الضغط الشعبي الجماهيري الواسع ضد المحتل البريطاني والوعي للتخلص والتغيير قررت بريطانيا أن تحكم العراق بصورة غير مباشرة : في أ/ أقامة ملكية عراقية وسمّت لها الأمير فيصل أبن الشريف حسين في 23 -8 -1921 بموجب أستفتاء شعبي حصل الأمير على 96 % تاييداص له ، ب/ تشكيل أول حكومة مؤقتة برئاسة عبد الرحمن الكيلاني وهو من اشراف عائلة النقيب ، ج/ وفي 19-10-1922 صدرت الأرادة الملكية بتشكيل الوزارات العراقية والمؤسسات الحكومية ، وكتابة الدستور ، وهذا يعني : نجاح بعدها السياسيعندما رسمت ملامح العراق الحديث ،
3- حصلت الثورة على بعدين ديني ووطني سياسي وذلك حسب فتوى المرجعية الشيرازية بالجهاد وأستعماله كلمة " العراقيين " فأنّها تعني هنا جميع العراقيين معنيين بالجهاد والمقاومة ليس فقط المذهب الجعفري ، والتأريخ يعيد نفسه اليوم في فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية الرشيدة بصيغة " أيها العراقيون ----" لتخليص الارض والعرض والعباد من المحتل داعش .
المجد لشهداء أجدادنا العظام شهداء ثورة العشرين
وتحية أكبار لشهداء الحركة الوطنية العراقية
في / 3تموز / 2015



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات ألف ليلة وليلة/ الفانتازيا والخيال العلمي
- ويكليكس---- - عاجل - وطن للبيع في بورصة آل سعود
- ناصر القصبي ------ رسالة ملغومة إلى الأرهاب
- أستهداف العُملة الوطنية / سلاح أضافي لداعش
- أردوغان ------ وسوسيولوجية جنون العظمة
- منهجية ال- سي . آي . أي -وحوار الطرشان !!!
- تولستوي الروائي الروسي المعجزة ----- أضاءات صدق الرؤيا
- أيها العراقيون ------ أحذروا وزير الخارجية القطري !!!
- الأيفادات الحكومية بوابةٌ للفساد وهدر للمال العام
- الحرب الأسبانية - برؤية أممية وقراءة منهجية يسارية
- لماذا فقدنا الموصل والأنبار بدقائق ؟ ؟ !!
- مُتسولون سياسيون من بلادي
- شذرات من ملامح - راهب بني هاشم - الأمام موسى أبن جعفر
- النزعة الأنسانية عند الفنان - يوسف العاني -
- واقع التربية والتعليم في العراق بعد 2003
- حانت ساعة الغضب للرد على الكونكرس الأمريكي
- يا بطالة العراق أتحدوا !!!
- لمحات تحليلية سيسيولوجية الملوك السبعة
- شكر وتقدير وأعتزاز
- يوم المسرح العالمي / خواطرالزمن الجميل في أبجديات المسرح الع ...


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الجبار نوري - ثورة العشرين---- صفحات مضيئة في الذاكرة العراقية