|
عساكر الفصل السادس
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 08:34
المحور:
الادب والفن
وصل الرئيس المصري بركة إلى مطار واشنطن، برز من باب الطائرة كالشيطان، منكوش الشعر، منفوخ السالفين، الطويلين والمصبوغين. قَطَّبَ، ونظر يمينًا ثم يسارًا باحثًا عن رُماة عتيدين، غير واجد منهم واحدًا، فصفع نفسه، ونزل السلم، فرعون الهيئة. كان يرتدي لباسًا عسكريًا، ليبدي اتفاقه الكامل مع الرئيس للهجوم على العراق، حتى قبل لقائهما الرسمي، وكان موظفًا بسيطًا من البيت الأبيض في استقباله. - والرئيس بولوش، أين هو؟ سأل المصري بعدائية. أنا رئيس، خليق برئيس في استقبالي! - هَدّي، يا خول! شخر الموظف الصغير. بولوش مشغول، ليست لديه لحظة واحدة يضيعها. صفع بركة نفسه للمرة الثانية، واندفع في تاكسي. رأته زوجته مَغيظًا، فضحكت حتى جرى دمعها. أخذت مكانًا إلى جانبها امرأة ملتفة من قمة رأسها إلى أخمص قدمها بالبُرقة، الحجاب الأزرق الأفغاني. كانت خديجة، ابنة لاد-لاد. صاحبت السيدة الأولى لمصر بصفتها خادمتها، لترى زوجها، وتلتقي أباها. سخرت سيدة مصر الأولى من زوجها: - الله الله يا الطيار اللي هُوّه إنتَ! - طيار حربي، يا حبيبتي! طيار عسكري، أضاف مربتًا على الشارات والميداليات المعلقة على صدره. - أبدًا لن يعتبروك شيئًا آخر غير طيار، أصرت زوجته باحتقار. من الأفضل أن تنتحر بقذف نفسك وطائرتك على ناطحة سحاب! استغِل الفرصة بما أننا في واشنطن. - لا يوجد في واشنطن أو لا يوجد تقريبًا ناطحات سحاب، يا حبيبتي، تأتأ بركة. - فلنعمل نصف دورة، ولنذهب إلى نيويورك، نيويورك ليست بعيدة من هنا. خسارة أن البرجين التوأمين... - تصرين إلى هذه الدرجة على أن أنتحر، يا حبيبتي؟ - نعععععم، يا خووووول! أجابت، مرهقة. - سعادتكِ، تدخل الموظف الصغير الجالس إلى جانب السائق، إذا كنت تريدين التخلص من الطيار زوجك، فمن اللازم بالأحرى أن تطلبي منه قذف نفسه من فوق نهر النيل عندما يفيض، لأن سماءنا، منذ أحداث 11 سبتمبر، محروسة جيدًا، لا تُخترق. - لا تُخترق، تقول؟ - وَقَوْلي قاطع. - إذن سنرى حين عودتنا إلى مصر. - تصرين دومًا على أن أنتحر، يا حبيبتي؟ - لكني أنا لم أعد أريدك، لأنهم لا يحترمونك حتى ولو أقل احترام، وأنت لا تفعل شيئًا. - ماذا تريدينني أن أفعل، أنا، يا حبيبتي؟ إنهم أمريكيون، آلهة، آلهتنا، وآلهة آلهتنا. - صحيح ما يقوله لمرة، علق الموظف الصغير في غاية الرضى. - ليس لي، ردت السيدة الأولى لمصر. - إذن سعادتكِ، اقتراح: بدلي الرئيس. - صعب: مثلما تراه لاصقًا كما لا يلصق أحد. ثم كيف لي أن أجد رئيسًا جديرًا بلقبه؟ كل الرؤساء العرب خَوَلات، كما تقول. - اتركيني أفعل، سعادتكِ. - تستطيع بالفعل مساعدتي؟ لك علاقات، أنت الموظف الصغير للبيت الأبيض. - أكثر من كل الحكام العرب مجتمعين. ودس في يدها غلافًا يحتوي على صور: - انظري إليها عندما تكونين وحدك، وستحققين أمنيتك. - ما هذه الصور، يا حبيبتي، هل يمكنني أن أراها؟ طلب بركة. ومد يده ليأخذ الغلاف. - هذا ليس شغلك، يا رمسيس، قذفت ضاربةً إياه على أصابعه. - أنا رئيس، لي الحق في رؤيتها. - عندما تكون بالفعل رئيسًا، سأريك إياها. - لكنه لن يكون، سعادتكِ، تدخل الموظف الصغير، أما أنتِ، فسيسمع الكل بك، سعادتكِ، أضاف مربتًا بإصبعه على الغلاف. أطلقت نفسًا سارًا، وزوجها يمد يديه ليخنق الموظف الصغير الذي ينظر محبورًا من أمامه، إلا أنه لا يجرؤ على ذلك. بدلاً من هذا، يمد خده لامرأته، فتصفعه بقوة شديدة، وخديجة التي داومت على صمتها طوال الطريق، انفجرت فجأة ضاحكة. في البيت الأبيض، أدخلوا الرئيس بركة من باب الخدم. قطع المطبخ، فقال له رئيس الطهاة إنها ليست ساعة الغداء للعساكر. عندما أوضح الموظف الصغير أن المعني الرئيس المصري، رد رئيس الطهاة أن للرؤساء العرب لا توجد سوى وجبة واحدة، وجبة العشاء. إذا أرادوا أكل شيء قبل، فما عليهم سوى شراء واحد همبرجر. كان بركة على وشك أن يصفع نفسه، لكن امرأته أمسكته. ابتلع غضبه، وتقدم. اخترقت امرأته وخادمتها المزعومة الجناح الوردي للسيدة الرئيسة، بينما ذهب هو للانتظار أمام المكتب البيضوي، قرب كلبة الرئيس، كما دأب عليه دومًا. تركوه وحده مع البهيمة، فتخيل بركة أن تبادل الوُد مع الكلبة، سيسمح له بالتقرب من أصحابها بسهولة أكثر. تكلم مع الكلبة، سألها إذا كانت تتذكره، لأنه يخلط بينها وبين كلب الرئيس السابق. حاول مداعبتها، إلا أنها قفزت عليه، وعضته. خرج الرئيس الأمريكي على صراخ بركة ونباح الكلبة، وحملها بين ذراعيه بحنو معنفًا الرئيس المصري، سائلاً عما كان باستطاعته فعله لحيوان على مثل تلك الوداعة كي يتصرف بذلك الشكل. أشار الآخر إلى إصبعه المدماة، وأقسم بالله العظيم أنه كان يريد فقط مداعبتها. - ألا تعلم أن كلبتي لا يمكنها شم رائحة العرب وخاصة رؤسائهم؟ - لكني لست عربيًا، أنا مصري! - هذا أسوأ، عندما نعرف أنكم تعبدون آباء الهول. اتخذ وضع أبي الهول، وقذف يدًا إلى الأمام كأسد، ثم نادى ممرضة ضمدت يد بركة. بعد ذلك، أمره الرئيس أن يدين التصرف العراقي في مادة الأسلحة الكيماوية، فهذا البلد لا يساعد مفتشي هيئة الأمم المتحدة في مهمتهم. وعدد حججه الثلاث في صالح الحرب: فبركة أسلحة الدمار الشامل، علاقات صد-صد بالقاعدة، وأخيرًا نسف كل جهود هيئة الأمم المتحدة، التي ينتظر حولها من بركة التأكيد والمصادقة. - لكن ألم تلاحظوا شيئًا، سيدي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ سأل بركة بنبرة مفخمة. ارتديت لباسي العسكري قبل الجميع، أنا أعلن الحرب قبل الجميع على العراق، إلى جانبكم. - نعم، هكذا، قال الرئيس باحتقار. كما أعلنتَ الحرب على السادات قبل الجميع. - السادات كانت السي آي إيه، ليس أنا. - ليس أنت؟ قفاي! - فلنقل تلقيت أمرًا. وخاطرت بحياتي. أؤكد لكم، سيدي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. كان فعلاً كبيرًا شجاعًا من طرفي، بما أن كتفي كانت تلامس كتفه. خاطرت بحياتي، سيدي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. - خاطرت بحياتك؟ قفاي! - فلنقل إذن قليلاً. لكن ذلك كان لصالح مصر، أؤكد لك سيدي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. مليارات دولاراتكم الثلاثة جوهرية لبقاء بلدي الحبيب. - بلدك الحبيب؟ قفاي! - فلنقل مليارين لأولئك المصريين القذرين الذين لا يتوقفون عن شخ الأولاد، ومليار صغير جدًا لي، لقصوري، لعشيقاتي –التفت، الجبان، حوله- سيدة مصر الأولى ليست هنا، ليحرسني ربنا من إيدها، ديه تصفع جامد أوي! أحب أيضًا الأولاد، أنا ثنائي الجنس، يا سيدي الرئيس، نعم، شوية خول إذا أردتم سيدي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (قطّب لازقًا ابتسامة الممحون على شفتيه). نسيت سياراتي الفريدة في العالم، هذا يكلف غاليًا جدًا. - انتهت المقابلة. اخرج! أمر الرئيس. واعمل ما قلته لك. - لكن لم أنته، أنا، سيدي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية... قال حَرِدًا. - قلت انتهى، وإلا... ونادى الكلبة، فأطلق الآخر صرخة. نادي أمه "يا ماما!"، وغادر المكتب البيضوي مسرعًا كأرنب. جاء كوف-كوف، فاستقبله الرئيس بلكمة من صميم قلبه. - عينتك مكان مصري، بطرس-بطرس في حال ما نسيت، لتضعني في موقع من يطلب يد العون من مصري آخر ضد مفتشي خراك وما لست أدري. - معذرة، بريزيدنت، هذه المسألة تتجاوزني! كنت أتجسس على سَلَفِي بالحرف الواحد كما كان يُطلب مني... - لهذا عيناك سكرتير عام للخراء. الأزمة العراقية جاءت بك في 91 إلى السلطة، وهذه الأزمة نفسها ستنزع منك السلطة غدًا. - لا، سيد الرئيس، وإلا... - وإلا ماذا؟ - اعتنقت الإسلام. - أنت، في ثوب مسلم صالح؟ قفاي! - سأعمل كل ما تريد، رئيس. - ابتداء من اليوم، الأمم المتحدة هي أنا. أنا القوة الوحيدة التي تدير العالم، إسلامي أو غير إسلامي، أنا من ستكون له الكلمة الأخيرة، وسأتركك تعتنق البوذية إذا أردت. - هذا لا يلزق، رئيس، أنا أسود. - ماذا؟! لا يوجد بوذيون سود؟ - لا، سيد الرئيس. كل البوذيين هنود، لكن إذا كانت أمي إنديرا غاندي... - ستكون رئيس الهند، وسآتي لأخرأ في نهر جانجك المقدس. انتهت المقابلة. اخرج! هدد، وهو يتقدم بالكلبة التي أخذت تنبح. لنفسه: - لم أكن أعلم أن كلبتي لا تحب السود أيضًا. للكلبة: - أنت لا تحبين السود، يا ابنتي الصغيرة؟ ستعضين بووي-بووي عندما يحين الوقت، طيب؟ هذا القذر الذي يتآمر في ظهري كي يصبح رئيسًا! عند الباب، توجه كوف-كوف بالكلام إلى الرئيس: - يمكنني أن أكون رئيسًا لمالي أو للصحراء الغربية، إذا ما دعمت ترشيحي. رئاسة هذين البلدين الماحلين، أفضل بكثير من أن تكون السكرتير العام لسلطة دولية بلا أي مدى دولي، وسأكون صحراوي، صح... را... وي... نبح مقلدًا الكلبة قبل أن يعيد غلق الباب بسرعة.
خلال ذلك، كان اجتماع لا شكلي يعقد بين السيدات الأُوُلَيَات الثلاث: الأمريكية، المصرية، والإنجليزية. كن يبحثن عن طريقة يدخلن فيها خديجة إلى جناح زوجها وأبيها دون أن يشعر الرئيس. بدافع التضامن النسواني، حفرن أمهات أدمغتهن: - سأقول إنها الخادمة المياومة، اقترحت الأمريكية. - خادمة مياومة محجبة في البيت الأبيض، هذا مشبوه فيه... اعترضت المصرية. - صحيح، زادت الإنجليزية. لا يوجد هذا، سيعتبرها رجال الأمن إرهابية إسلامية. - أو جاسوسة تبحث السي آي إيه عن إدخالها في الأجنحة السوداء للرؤساء العرب، عادت المصرية إلى القول. لن يمشي هذا، سيكتشفها رجال أمن هؤلاء الرؤساء. رمت ثلاثتهن إلى احترام خيارها الحجابي وتقاليدها، ولم يجرؤن على طلب الخروج من بُرْقَتِهَا. حتى وهي محاطة بالنساء، لم تخلعها خوفًا من أن يفاجئها رجل ما. - وإذا ما عملت على إخراج الرجلين من جناحهما للقاء سري في أحد الفنادق الكبيرة؟ اقترحت الأمريكية. - لن يمشي هذا أيضًا، أجابت المصرية. ستعلم الإف بي آي بكل شيء، وحتى بلا لحية، سيكون من المجازفة بمكان في ألا يُعرفا. - هي محقة تمامًا، قالت الإنجليزية. لن يمشي هذا. لنخابر زوجة صد-صد، ستعرف كيف تخرجنا من هذا المأزق. تجاهلتها الأمريكية تمامًا: - وإذا ما أرسلت الرئيس ليمضي عدة أيام عطلة في الشمس قرب الأهرامات؟ - ليس هذا حلاً، قالت المصرية. أولاً لأن الرئيس مشغول جدًا مع حربه، التي ستعلن عما قريب، أليس كذلك؟ لقد ارتدى زوجي لباسه العسكري قبل الجميع، فهو يشتاق إلى مهنة طيار المطارِدات الحربية بشكل فظيع! فوق ذلك، بعد تدمير الورلد تريد سنتر، من اللازم ألا نخاطر بتدمير أهراماتنا بطائرة انتحارية. آه! لو يمكن أن يقودها زوجي! - الأهرامات ذاكرة الإنسانية، قذفت الأمريكية. - حتى بكل دولارات البترول العراقي لن يمكننا إعادة بنائها، أضافت المصرية. - ستكون عند زوجة صد-صد فكرة حتمًا، لنتصل بها، اقترحت الإنجليزية من جديد. - هل يمكنها تخليصي من طياري القديم زوجي؟ - تقوم بالمعجزات، أؤكد لك. طلبتها مرة أن تنصحني بخصوص... أوطأت صوتها، واقتربت من المرأتين الأخريين لتتفادى سماع خديجة لها: - كان ذلك بخصوص الملكة الأم وزوجي، كان بينهما، أنتما تعرفان... دومًا ما كان لرئيس الوزراء زوجي مَيْل للسيدات العجائز جدًا، فاقترحت زوجة صد-صد رميها في نهر التيمز. - الملكة الأم؟! سألت السيدتان الأخريان بصوت واحد. - لا، ابنة الأخت. - لأن كانت هناك ابنة الأخت كذلك؟! - زوجي خجول جدًا، أنتما تعرفان. - وكانت الملكة الأم التي تغطيه؟ سألت الأمريكية. - نعم، إنها الكلمة، كانت تغطيه. ومدام صد-صد هي التي أخبرتني. كانت على علم بذلك من بغداد، تصورا، وأنا، كالبلهاء، كنت آخر من تعلم. - وهل رميتها في نهر التيمز، ابنة الأخت الملكية؟ سألت المصرية. - أنا أرمي أميرة في نهر التيمز؟ لستُ مجنونة. - فماذا فعلتِ؟ سألت خديجة أمام الدهشة العامة. - إنه زوجي من رميت. - في نهر التيمز؟ - لا أدري إذا كان عليّ أن أقول يا للسعادة أو يا للتعاسة، لكن رجال المطافئ كانوا يمرون من هناك، وأنقذوه بفارق قليل. ومنذ ذلك الوقت، لم يعد يجرؤ على مخالطة باكنجهام، ولا أي ماخور آخر. - برافو، مدام صد-صد! قذفت الأمريكية معجبة. أعرف الآن لماذا يريد زوجي غزو العراق. - لم أكن أعلم أنها تساوي كل الذهب... الأسود، هذه المدام صد-صد، اعترفت سيدة مصر الأولى. لنخابرها، ربما وجدتْ لي حلاً للتخلص من المِنَيِّل على عينه طياري. - نعم، فلنخابرها، قَبِلَت الأمريكية أخيرًا، سأطلب منها كيف العمل لرمي... - أنت أيضًا؟ سألت الاثنتان الأخريان بصوت واحد. - ...لرمي مس رز من فوق ناطحة سحاب. - مس رز؟ لماذا؟ ليست مس هذه! - تصورا أنها من تحت مظهرها الذكوري، أغوت زوجي لما كانا شابين، هو الذي كان خجولاً بالقدر الذي كان عليه رئيس الوزراء البريطاني. - أفهم الآن لماذا يريدان شن الحرب ضد العراق، نصفا الرجلين هذان، قذفت المصرية. - فلنكلمها حالاً، أعادت الإنجليزية. و... ثلاثون ثانية فيما بعد، كانت مدام صد-صد على الخط مع ثلاث من النساء العظميات الأكثر في العالم. - إذا كان الأمر لتتوسلن إليّ أن أطلب من زوجي الرحيل لتحاشي الحرب، فجوابي لا، بَدَأَتْ زوجة صد-صد. - لا، والله! نحن لا يهمنا أن يُدمر العراق، نحن نطلبك لأشغال شخصية. - وأنا، يا ماخور الخراء! بصقت خديجة من فوق رؤوسهن. - خديجة، سنتفضى لك فيما بعد، أجابت الأمريكية، أمرك أقل أهمية من أمورنا. - أفهم حاليًا همومكن الحقيقية، نساء عظميات الخراء! - ششششش! وكل واحدة شرحت مشكلتها لسيدة دجلة. - اسمعنني جيدًا، قالت زوجة صد-صد بكثير من النفوذ. على مدام بركة أن تأخذ مكان المدام الرئيسة، التي ستأخذ مكان المدام رئيسة الوزراء، والمدام رئيسة الوزراء مكان مدام بركة. ومشاكلكن أنتن الثلاث سَتُحَل. - كيف هذا مشاكلنا سَتُحَل؟ أوضحي لنا، مدام صد-صد، نحن نبتهل إليك! - واحد، بكونها على رأس البيت الأبيض، ستتخلص مدام بركة من عقدة شعورها بالدونية. اثنان، بأخذها رأس مصر، ستتخلص المدام رئيسة الوزراء من عقدة الخِصاء. ثلاثة، بكونها على رأس إنجلترا، ستتخلص المدام الرئيسة من عقدتها بالنسبة لمس رز. - كيف هذا؟ سألت الأمريكية حانقة. - اسألي سيدة مصر الأولى، ستشرح لك. وأغلقت. استدارت كلتاهما نحو مدام بركة، فقالت: - هذا لا أكثر منه سهولة، سأعمل نفس ما عملت مدام كلينتون عندما علمت أن زوجها يخدعها. - ستخبرين أجهزة الإعلام بما كان بين بولوش ومس رز؟ استغربت السيدة الرئيسة. وماذا ستقولين؟ لما كانت في الكلية، كانت مس رز تكرس كل مواهبها في "الألسنة" لخدمة زوجي؟ ليست مقنعة كحُجة. - ولماذا هي إذن اللسان الرسمي للبيت الأبيض لو لم تكن لها هذه المواهب؟ ولدي حجج مفحمة. أخرجت من حقيبتها الغلاف الذي أعطاها إياه الموظف الصغير، وأبدت صورة أولى. انحنين كلهن على الصورة، واكتشفن لسان مس رز، لسانًا طويلاً، طويلاً جدًا، لاعقًا كلبة الرئيس، والكلبة مستلقية على ركبتيه. - هذا ليس إثباتًا كافيًا؟ سألت سيدة مصر الأولى. - لا، قالت النساء الثلاث اللواتي بدأ المشهد يسليهن. - وهذا، ما رأيكن؟ على الصورة الثانية، رأين مس رز مادة لسانها الطويل نحو بنطال الرئيس، دون الكلبة هذه المرة. - هذا ليس دليلاً دامغًا، قذفت السيدة الرئيسة. - وهذا؟ قالت مدام بركة، وهي تخرج صورة ثالثة. كما في السينما، من اللازم عدة لقطات. امتدت أياد ثلاث في نفس الوقت نحو الصورة، لكن السيدة الأولى لمصر سحبتها في الحال. - هذه سَتَرَيْنَهَا على شاشة التلفزيون، إنها سلاحي لغزو البيت البيض. خاب ظن خديجة، فتركت النساء الأُوُليات يتجادلن في مصائرهن، إلى قاعة الحمام. ونصف ساعة فيما بعد، دفعت الباب، فوقعت النساء الثلاث العظميات الأكثر على وجه الأرض على فتاة ترتدي ثيابًا على الطريقة الغربية، والمساحيق على وجهها تسقسق، ساحرة. صعقتهن بجمالها، وجعلتهن يسقطن مصروعات.
يتبع الفصل السابع
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عساكر الفصل الخامس
-
عساكر الفصل الرابع
-
عساكر الفصل الثالث
-
عساكر الفصل الثاني
-
عساكر الفصل الأول
-
عساكر تقديم الناشر الفرنسي
-
فندق شارون الفصل العاشر والأخير
-
فندق شارون الفصل التاسع
-
فندق شارون الفصل الثامن
-
فندق شارون الفصل السابع
-
فندق شارون الفصل السادس
-
فندق شارون الفصل الخامس
-
فندق شارون الفصل الرابع
-
فندق شارون الفصل الثالث
-
فندق شارون الفصل الثاني
-
فندق شارون الفصل الأول
-
في بيتنا داعشي 5 وأخير الرؤساء والملوك
-
في بيتنا داعشي 4 أمريكا
-
في بيتنا داعشي 3 التعايش
-
في بيتنا داعشي 2 المؤمن
المزيد.....
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|