أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح4














المزيد.....

رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


تبادل النظرات التي توحي بشيء جديد ومتتواصل بين السيد والسيدة فيما العظيم إبليس يسترق النظرات لهم معتزا ومفتخرا بما فعله بهم ,في سره هناك نشوة أنتصار ومساحة للفرح وهو يعرف بالتأكيد أنه لا ينجو من الحساب , فقط ما يطمئنه ويجعله أكثرا أستقرار أن كل شيء سيكون لاحقا وبين الآن ولاحقا مساحة ومسافة تمتد لما لا يعلمه من حد, لكنه يعلم أنها مملؤة عفو ومغفرة ويظن بما يعرف عن الله أن لا يبخل بشي عند أمتداد رحمته , الغبي عنده آدم لأنه يعرف أن الله غفور ومع ذلك فهو قلق .
مر كثيرا من الترقب والأنتظار لا أحد يعرف للزمن معنى ولكنهم يعرفون أن شيئا ما سيحدث شيء ما سيكون , شيء ما قد يحدث أنقلاب يغير النظام ويطيح بكل ما في الجنة من واقع قد تتحول إلى مجرد ذكرى أو مجرد خيال في ضمير وعقل المتواجدين هنا ,بالمناسبة ما زالت عيون الماكر السيد إبليس ترصد كل حركة أستعدادا وتهيأ لأي حدث , التجربة الغنية التي ميزته عن آدم أنه قضى وطرا طويلا من الرفقة القريبة من الله لذا فهو صاحب عمق في كل تصرف أو حركة أو حتى السكون يفسره ويعرف أسبابه وعلاته عكس السيد المتأنق بزهو وهو متسلح فقط برغبة الرب في أظهار حكمته للذين قالوا وما لك بآدم ونحن لك راكعون ساجدون مسبحون ,الفرق بين التجربة والخبرة وبين الرغبة والجعل دون أن يخوضوا ظرفا واحدا هو واقع التنازع بين الوتر والشفع .
المشاهدون على المدرجات يقينا يؤمنون بأن الجميع هنا في لحظة خطيئة وأقصد الجميع السيد والسيدة آدم والسيد والسيدة إبليس بالمناسبة ما لم يصرح به أحد أن إبليس لم يكن ذكرا منفردا عن الخلق كله فقد أكتشفت ومن خلال جولة في حقيقة ما حدث أن الله لم يخلق خلق منفرد واحد أحد مطلقا ,وكما أطلق على آدم السيد الأول وهما أثنان ذكر وأنثى أطلق على غريمه إبليس وهما أيضا ذكر وإنثى وإلا لا يمكن أن تستمر القضية بينهما على النحو الذي وصلنا دون أن يتمتع بفعلها أيضا السيد إبليس بذات الرغبة التي زرعها وأججها في ذات السيد الوالد الأب الأول وهو لم يجربها أصلا .
ما حدث وما سيحدث في ذاكرة الأبطال هنا ستبقى أساس ما سيكون لكليهما وكأن اللحظة التي تعرى فيها آدم وزوجه أمام إبليس وزوجه المتعريان أصلا لحظة دهشة وتيه في آن واحد ,وفيها عرف آدم الفرق بين ماكان وما سيكون من ملاحظة ما نتج من تلك الثمرة الأثمة ثمرة الخطيئة التي حولته من بشر سوي إلى كائن يمكنه أن يخرج من أستوائه نحو السيرورة الأخيرة التي أرادها الرب أن تكون , لذا فهروبه من مكان الحادث وزوجه والبحث عن ورق لم ينسه مشاهدة ما ظهر به إبليس من كينونة ستبقى تتوالد تلقائيا لمجرد أن يلد لآدم ذرية , تناسلت الذاكرة كما تناسل الطبع بالرغبة في فعل مدهش أثار حفيظة الرب ليس لأنه فعل الرغبة فقط بل لكون هذا المخلوق أصبح من الآن قادرا أن يعصي ويأثم ويرغب في ذلك مع خشيته من العذاب.
مثلما تمر الأفكار على أبطال الصراع في داخل الحلبة (الجنة) يستمتع المشاهدون تماما وينفعلون مع مجريات الحدث الأستعراضي أمامهم , هكذا فسرت لهفة الملائكة لمتابعة المشهد بين عائلة السيد آدم وعائلة السيد إبليس ,بين الناس والناس بين من يريد أن ينفذ المشيئة ولكن بطريقته الخاصة وبين من يدفع جبرا من غير دراية ليكون الخديعة التي بها يستظهر الحق ,أول خديعة مبررة كانت وأول مكر مغلف جوهرها إرادة حتمية سطرها المشهد هنا وكأن الوجود مجرد أحداث مرتبة تنتهي بنهاية أرتضاها المخرج بعد أن تشاور مع المؤلف ,والأبطال عليهم فقط أن يرقصوا في وسط المسرح وعليهم أن يتحملوا لوحدهم أما زعيق الجمهور أو تصفيقه ,هنا ولدت كل الحكاية وأنتهت رواية الوجود .
أعتمد السيد الأب في أول تصرف حكيم له هنا وهو في موضع المسئولية سياسة التراضي وطلب الرضا ليس لأنه مذنب ,الحقيقة التي متأكد منها أن ما جرى ليس بجريمه إرادية هناك وصية ونهي من باب النصح أن لا يقرب الشجرة وهو يعرف أيضا أنك عندما تضع كائن في معرض حاجة لا يعرف أسرارها وتقول له ليس من مصلحتك أن تعرف سرها إنك تدفعه بالرغم منه لأن يكتشف عالم السرية ويتحمل بذلك مسئولية لم يصنعها خارج قانون مركب سابق فيه ,السيد والسيدة الطينيان يعرفان أنهما لا بد أن يقعا في منزلق لذا تجنبا طيلة فترة الأختبار أن يفعلا ما يثير عليهم الرب لكن موضوع الشجرة بقى هو ما كانا يحذرانه حتى جاء القسم بأن هذه الشجرة شجرة الملك الذي لا يبلى ولا يندثر وهما يعلمان أن فيها سر ’ تغلب طبع الطين وأنتصر طبع النار وكانت إرادة الرب في محل التمام , فلم يخشى أحد أن يتهم المشد بجريمة بل الجريمة الحقيقة أن تخفي الحقيقة وتسمي الأشياء بغير ألوانها .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح3
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح2
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح2
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح1
- محاولة للتوسل بالرب
- مشتاق للبكاء
- نصائح خشبية لرحلة أبدية
- سر سماوي _ قصيدة نثر
- المال ورأس المال والإشكالية التوظيفية
- قيمة العمل والتشغيل في الفكر الإنساني
- الله مع الخير أم ملتزم الصمت في الصراع البشري ?.
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح2
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2
- الفهم الديني بين العقلانية والتجريبية
- عقلانية التجريب
- تكاملية ودقة النظام الكوني ونفي فكرة الحظ أو الفرصة
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح6


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح4