المرأة العربية الاهوازية و مشاركتها في النضال السياسي

بنت كارون

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

طالما كانت المرأة مضطهدة و مظلومة في بلدان الشرق الأوسط ومنها بالتأكيد إقليم الأهواز حيث الاضطهاد المضاعف فالمراة عندنا تقع تحت ظلم المجتمع و الأسرة أولا والسيطرة الفارسية على الأهواز ثانيا.
فالمرأة الاهوازية عانت من سياسات التجهيل و التفريس الشيء الكثير، كما أنها تعاني من القيود القبلية والعشائرية التي يفرضها المجتمع العربي على المرأة هناك.
و نلاحظ خلال العقود الأخيرة تغيرا جذريا في أحوال المرأة و دورها في المجتمع فقد استطاعت المراة الاهوازية إن تثبت وجودها و بشكل سريع و ملفت للنظر و أن تصل لمراتب عليا في السلّم التعليمي والاجتماعي وذلك من خلال أدارتها لنشاطات ثقافية تفيد بها مجتمعها العربي عبر الشعر و المقالة و مختلف الأنشطة الثقافية الأخرى.
إما عن دورها السياسي نستطيع إن نذكر و بكل فخر واعتزاز مشاركتها في النشاط السياسي وبالامكان لمس هذا النشاط البارز والواضح من خلال الانتفاضة النيسانية المباركة حيث أثبتت المرأة الاهوازية أنها جديرة بان تتولى مهام قيادية على الرغم كل ما عانته من تهميش خلال سنوات النضال السابقة أو بمعنى اصح كان النظام الإيراني يعتقد إن دورها هامشي و لكنها أثبتت العكس و نستطيع إن نُرجع أسباب هذا التطور في صفوف المرأة العربية الاهواية الى عدة امور منها:
ألف:ارتفاع مستوى وعي الأسرة السياسي و الثقافي مما جعل أجواء المنزل مهيأة لتكون للمرأة شخصيتها السياسية وان تقبّل الاشتراك في النشاطات السياسية والاجتماعية.
ب. انخراط الفتاة العربية الاهوازية في العملية التعليمية وارتفاع معدلات دخولها للجامعات الأمر الذي أتاح لها التعرف على مشاكل مجتمعها بشكل مباشر وجعلها تشعر أنها فرد له تأثيره المباشر على المجتمع و بالتالي تشعر بالواجب الملقى على عاتقها إزاء خدمة المجتمع الذي تنتمي له و إن تشارك بجدية في الفعاليات الثقافية، الاجتماعية والسياسية، فالجامعة هي الشريان الذي يغذي المجتمع بالعلم والمعرفة بالتالي يساعد على رفع مستوى المرأة من الناحية الثقافية وصقل شخصيتها السياسية.

ج.تطور وسائل الاتصال الجمعي الحديثة من إذاعة وتلفزيون وانترنيت رغم بطئها في الأهواز إلا انه كان لها التأثير المباشر على وعي المراة فمثلا من خلال الفضائيات او مواقع الانترنت تستطيع إن تشاهد الندوات و البرامج السياسية و أن تطلع على البحوث العلمية والثقافية مما جعلها قادرة على فهم و إدراك الوضع و الحالة السياسية التي تدور من حولها و ان تحلل الأمور و المستجدات السياسية في مجتمعها و عندما تدرك ما يدور من حولها لن تكتفي بلعب دور المتفرجة و إنما ستكون مهيأة للاشتراك والانخراط في النشاطات السياسية هنا نستطيع إن نذكر على سبيل المثال لا الحصر الدور البارز التي لعبتهما للفضائيتين الاحوازية و تلفزيون الأهواز في ارتفاع مستوى الوعي السياسي ليس لدى المرأة وحسب وإنما لدى مختلف شرائح وفئات المجتمع العربي الاهوازي

د .تأثير الفعاليات النسائية في الدول المجاورة على المرأة الاهوازية فعندما تشاهد المرأة الاهوازية دور النساء العربيات في العملية السياسية في بلدانهن ستكتشف انها هي أيضا قادرة على الاشتراك في العملية السياسية فمثلا عندما ترى المراة الاهوازية كيف استطاعت المراة الكويتية ان تنتزع حقها السياسي فهي ستؤمن بأنها هي أيضا قادرة على انتزاع حقوقها من المجتمع و من النظام الإيراني.

ه- تعزيز الثقة بالنفس لدى الفتاة العربية الاهوازية و هنا نستطيع ذكر فضل بعض المؤسسات الاهوازية القليلة جدا و التي تعد على أصابع اليد لأنها فتحت المجال إمام المراة الاهوازية أن تعمل و تشترك في النشاطات السياسية و النشاطات المعنية بحقوق الإنسان مثلا و هكذا استطاعت المرأة الاهوازية خاصة تلك التي تعيش بالمهجر أن تثبت وجودها و إما المراة الاهوازية بالداخل بما انه ليس لديها من الحرية مثل أخواتها في الخارج إلا أنها ومن خلال متابعتها لنشاط الاهوازيات في المهجر و فعالياتهن ستكتسب ثقة مضاعفة و ستشعر بأنها هي أيضا قادرة ان تفيد مجتمعها و أن تتولى مهام سياسية و إنسانية.
وللحديث بقية
بنت كارون

#بنت_كارون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات