أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة














المزيد.....


فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 13:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد تساءلتُ طويلا عن جدوى دراستي الفلسفة، وأنا الذي رسبتُ في اختبارها الجديّ الكبير في حياتي، ذلك المتعلق بأقرب الناس إلى روحي، لقد رسبتُ في اقناعه بالخطر الذي هو سائر إليه، وأنا (مزوار محمد سعيد) المشتغل في المجال الفلسفي، الذي أخذ على عاتقه إقناع العالم بالحجة العقلية والدليل الفلسفي، بأنّه لا يزال هناك أمل في الأفق.
في لحظة ما، يتوقف الزمن عن المسير، يحمل الفرد الإنساني عواطفه ويصرخ بكافة قواه، ألاّ وجود لأمر يستعصي عن المسير، عن السير نحو أهدافه، ولو كان هناك ألم فهو حتما من احترامه لذاته، فهو ضريبة الشرف في مكان يأبى أن يخوض في أي شرف لشريف الكبرياء؛ في تلك اللحظة فقط، تذوب الحياة في دوامة الأفكار، وتتقد المصائر كالنار، فيصبح الرجل مضطربا، غير عارف أو محتار: إنها مرصد الجدية بعد الاختبار.
مصاب جلل عندما يشعر الفرد الإنساني بأنّ ما يبنيه هو هش للغاية، يحاول البكاء على مصيره المحتوم ولو كان مكتوما إلا أنه كالإبر التي تزيل وشم مشاعره عن جسده، يتنهد عن أعماقه محاولا بنَفَسِه الضعيف أن يحمل بين ثنايا أزمته عراقة الفلسفة، تراث سقراط، كتابة أفلاطون، طبيعة أرسطو وعجلة هيغل أو تمرّد نتشه؛ لكن بلا جدوى، عندها يفرك خده الاسلامي لعله يجد بين شعيرات لحيته ما ينقذه من الحد الالهي لسوط يجلد روحه بعنف، سوط أحبه رغم ما ينزله بفؤاده، سوط يكون دائما غدق بين قطع الليل الغريق، سوط يتكلّم حكمة فقط ليغطي وجه لا ينتسب للحكمة في أية صلة؛ هنا البداية تتجلى في ثوب العذراء، محاولة الأخذ بما يكون لها من نصيب تصنع مصيره عبر محياها، لكنها تأبى أن تكون هي، في الوقت الذي تطالبه هي بأن يكون هو.
يا أيها العالم عذرا فأنـا من ظلم نفسه: إن ما وقعت عليك صخرة ما فأخرج تلك الصرخة المدوية حتى يتزلزل ضميرك، فهي مريحة جدا، هي تزيح الكثير مع أنها يعلق بها الكثير أيضا، ليستريح الفرد الإنساني عليه أن يكون ميتا بين الأحياء، عليه أن يمتطي حصانا أعمى، عليه أن يكون جاهلا يما يدور فيه وبه، وعليه أن يترك ذاته في ظلمتها ليقف في طابور الخبز فقط.
لمّا رجعتُ إلى التاريخ وحاولتُ جمع أوصاله حملتُ في نقاطه المظلمة دهشة ليست كغيرها، إذ أنّ هفوات بشرية هي التي حملت عناء تذكير البشرية ببشريتها عبر تغييرها لتفاصيل الوجه الأممي للعالم؛ لم أصدّق نفسي عندما وجدتُ بشرا عظماء ينثرون عظمتهم على تفاصيل بسيطة للغاية، يجعلون من ألقابهم في مهب الرياح لا لأمر سوى لأنهم قصدوا ما يريدون ولو كان مهلكا لهم ولمن معهم.
ما أسلم الناس عندما يعودون إلى غرقهم الباهي بلا تردد أو رجوع، هي الكلفة التي تصنع الإنسان، هي القدرة الكامنة التي قد تتحرّك في أية لحظة، في لحظة الصراخ ذاك.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولاس تي ميزون
- مشكلة الثقافة وثقافة المشكلة عند مالك بن نبي
- تسابيح متجددة بتجدد ما لقيصر فهو لقيصر
- مايكل لايزال نشيطا
- بختي بن عودة: الكتابة ضد حراسة المعبد
- الانتصار والانحدار
- أليزيا مفترسي الأفكار
- الفرق بين الأحمر والأسمر
- كلامي فرحة من أجل الحياة
- كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي
- بربريّ أنا
- فلاسفة بوظيفة هرمون التستوستيرون
- عمادة التفكير
- دفاعا عن التحضر
- الديموقرا-فكرية
- غوانتنامو الفلسفة الجزائرية
- لماذا أفكر؟
- حرج مشروع
- خذ دولارا واترك الميدان
- مأتم العيد


المزيد.....




- سوريا.. فيديو حراسة موكب أمير قطر بدمشق ولقطة مع أحمد الشرع ...
- -سيفعلان ذلك-.. تصريح جديد لترامب عن مصر والأردن وخطة استقبا ...
- الحوثيون على قائمة الإرهاب: ماذا يعني ذلك لليمن؟
- بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خ ...
- تحذير لمكاتب الكونغرس الأمريكي بعدم استخدام تطبيق -ديب سيك- ...
- اليونان.. قرار بإزالة طوابق فندقية مخالفة قرب معبد الأكروبول ...
- الصليب الأحمر يدعو إلى عمليات نقل -آمنة وكريمة- للرهائن
- قنبلة نووية في متناول اليد!
- السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن ...
- -بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة