طوني سماحة
الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 23:43
المحور:
الادب والفن
أماه، أين أبي؟
قد اشتقت لوجهه الاسمر.
أتراه يعود يضمني،
يلاعبني، يداعبني،
أكثر وأكثر؟
أين أختي؟
أين أخي الاكبر؟
لماذا لم يأتوا إلينا؟
هل تراهم غادرونا ونسونا؟
أماه،
لا تغضبي مني،
إني قد مللت بكاء أخي الاصغر.
امي، اخبريني، ما سر وجهك الاصفر؟
ما سر عينيك ودمعك الأحمر؟
أضايقتك بنزقي، بجهلي، بطيشي الأخرق؟
ما سر ثوبك الاسود،
أنت سيدة الاناقة،
أميرة الزهر،
صديقة الارجوان،
ساحرة البنفسج،
مبدعة الالوان،
وعاشقة الرداء الطويل والمعطف الاحمر؟
أماه، لماذا نحن هنا؟
في هذا الجرد القاحل،
حيث أصبح بيتنا العنبر؟
أين بيتي، أين غرفتي وألعابي،
أين حديقتي التي يفوح من ارجائها نعناع وزعتر؟
أين الينابيع قرب حديقتنا،
ماؤها عسل، عصيرها كوثر؟
أين ألعابي،
أين رفاقي،
أين ليث، حسام وأنور؟
أمّاه، أين كتابي؟
أين مدرستي ولوحها الاسود؟
أين ممحاتي، مسطرتي،
أين قلمي الاصفر؟
أين معلمتي،
صاحبة الشعر الطويل،
ذات المعطف الاخضر؟
أماه، لماذا أنت صامتة،
قولي كلاما،
أعطي جوابا،
أخبريني أين أبي؟
إني قد اشتقت لوجهه الاسمر.
#طوني_سماحة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟