|
اسكتوا لا تدافعوا عن أحد!.. إننا نرفع راية فلسطين
يزيد البركة
الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 22:35
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
اسكتوا لا تدافعوا عن أحد!.. أنا أرفع راية فلسطين "اعذرونا،هنا لا يتكلمون عنكم وعن ملحمتكم كثيرا، هنا لا ينشغلون بمبادرة تذكرهم بحصار شعب بأكمله، هنا يخشون التضامن معكم لأن المغرب ممثل بينكم بنائب برلماني من حزب يناصبونه العداء ، هنا ينشغلون " بنضالات " أخرى لا علاقة لها بنضالات الأحرار التي تستلزم التضحيات.انتم ترفعون علم فلسطين، وهم يرفعون التنانير". هذه العبارات ليست للشيخ الكتاني الذي أشاد باعتقال فتاتين بسبب لباسهن مع دردرة غبار الكذب كالعادة مدعيا أن الاعتقال وقع في رمضان، ولكن هي لبرلمانية مفروض فيها أنها نائبة في مؤسسة للتشريع ومراقبة الحكومة ، لا يمكن أن نلوم الكتاني لأنه لا يعترف لا بالدستور ولا بالمؤسسات هو صريح مع نفسه لأنه يريد الخلافة، لكن البرلمانية الملزمة بالدستور وبحقوق الانسان وبتنفيذ البرنامج الذي تقدمت به الحكومة تريدنا الآن أن نسكت على القمع وعلى تزوير المحاضر وعلى اعتقال الضحية وتشجيع ومكافأتها الغوغاء ،لأن جمعيتها "التوحيد والاصلاح" مشاركة في رفع راية فلسطين في البحر الأبيض المتوسط. لنر هذه المقابلة المضحكة بين رفع علم فلسطين ورفع التنانير. منذ أن قدم الرئيس الجديد للتوحيد والإصلاح استقالته من ديوان رئيس الحكومة وكان مستشارا خاصا فيه والرأي العام يتابع خطواته عله يفهم أبعاد هذه الاستقالة هل هي لتمييز الدعوي عن السياسي كما تقول الجمعية أو أن الخطوة تخفي غير ذلك . من متابعة حركة الجمعية يتضح أنها لم تقطع مع الأخطبوط العالمي للإخوان المسلمين ولا مع العدالة والتنمية التركية بل أنها حضرت لقاءات خارجية خصصت للتدخل في شؤون مصر الداخلية . وهي هنا تقوم بدور سياسي لا يستطيع الحزب الأغلبي أن يقوم به وإلا حدثت أزمة داخل الحكومة . التطبيع مع اسرائيل ازدادت وتيرته مع هذه الحكومة وكل الحركة التقدمية والمجتمع المدني أجمع على ضرورة مقاطعة اسرائيل ، فكلما سقطت الحكومة في ورطة سياسية تبين أن العلاقات مع أسرائيل تمشي كما يراد لها، تتحرك الجماعة للتغطية على الورطة وتحدث صخبا وضجيجا في الساحة حتى لا تتم المناقشة بهدوء . إقتصاديا الشعب المغربي مع المقاطعة عندما تظهر بضائع إسرائيلية في السوق ولما لا تجد الحكومة حيلة لطمس الفضيحة تتحرك الجماعة لتدعو الشعب إلى مقاطعة التمور الاسرائيلية في خطوة تبين أن التمييز بين السياسة والدعوة عند الحزب الحاكم والجماعة أن الحزب يسمح بإدخال اليضائع الإسرائلية والجماعة تدعو الشعب إلى مقاطعتها . في المدة الأخيرة ظهرت تحركات غاية في الخطورة تتسم بتصاعد التكفير من السلفية الجهادية المختبئة في الجماعة ومن أعضاء الجماعة أنفسهم وبربط كل ذلك بمعركة اللباس من منطلقات جنسية ( العري ) وقد وقف الرأي العام على أمثلة عديدة في هذا الباب من عدة مدن. ويظهر أن الجماعة تسعى إلى أن توسع التحالف السابق لخوض هذه المعركة بضم جماعة العدل والاحسان وقد ذكرت الصحافة أن لقاءا تم منذ أيام للبحث عن سبل التعاون وسيظهر في القريب إن كانت نجحت في مسعاها أم لا . أما ضم الدعاة التابعين لوزارة الأوقاف فقد سلكت الجماعة طريق الإستقطاب وبلغت فيه شوطا مهما . في هذا الإطار برزت قضية فتاتي إنزكان . جماعة من المتشددين تتقدمهم التوحيد والاصلاح مع خليط من الشباب المائع الذي تحرش بالفتاتين ، فرضوا على الأمن تصورهم للباس الذي الذي يجب أن ترتديه الفتاتان . أي أنهم عاريتان وأيدت النيابة العامة التي يشرف عليها وزير العدل نفس التصور . أنا كنت أتصور أن العري الذي تكلم عنه الفصل 483 من القانون الجنائي هو أن لا يضع الرجل أو المرأة أي شيئ على أعضاءه الحساسة . وحسنا قال الفصل العري المتعمد لأنه من الممكن أن تهرب المرأة أو الرجل من مكان ما عاريا أو عارية خوفا على حياته أو خوفا من الاغتصاب ويمكن أن يرمي أحد امرءا عاريا في أحد الأزقة أو أن يعمد مجنون أو معتوه إلى خلع ملابسه. لكن اتضح أن جماعة التوحيد والاصلاح لها رأي آخر في تفسير الفصل وتأويله لصالح ما تسميه باللباس الاسلامي وضد أشكال اللباس الذي تعود عليه المغاربة قبل أن يدبج الفصل وقبل حتى القانون الجنائي وبعده أيضا . هجم الفكر الداعشي على التنورة، بارك الأمن هذا التصور وبدل أن تأمر النيابة الأمن باحترام القانون قامت هي أيضا بخرقه ومتابعة الضحيتين .فمن يا ترى رفع التنورة ؟ إنها جماعة التوحيد والاصلاح مع حلفائها من عدة تيارات تكفيرية ، وقد رهنت الحكومة في معركة سياسية واقتصادية في غاية الخطورة ، ويمكننا أن نصف هذه الحكومة بأنها حكومة الصاية لأنها هي التي خلقتها وليس من تضامن مع الضحيتين ضد التعسف والشطط في السلطة . من حسن الحظ أن ثلاثة أحزاب مشكلة للحكومة شجبت ما قامت به الغوغاء ويقال والعهدة على الراوي أن الحزب الأغلبي هو أيضا في لقاء جمع الأحزاب الأربعة المشكلة للحكومة لم يقبل أن يسير في الطريق التي دشنتها الجماعة. إن الاتصالات التي تتوصل بها الحكومة من خارج المغرب ليست كلها من المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية بل أن أكثرها من جهتين رئيسيتين الأولى تتعلق بالجهات الحكومية التي تتكلف عادة بتحديد المناطق التي تشكل خطرا على رعاياها لكي تنبههم والثاني يتعلق بوكلاء الأسفار لأنهم ملزمين أن يخبروا كل سائح يريد أن يسافر إلى أي بلد بكل المستجدات المتعلقة بالعادات واللباس والأكل والنوم .... لأن الناس في الخارج منطقيين وواقعيين الشرطة اعتقلت فتاتين بسب اللباس والنيابة العامة تابعتهما ما سيترتب على هذه الخطوة هي أن يأمر وزير الداخلية ووزير العدل إرجاع كل من لم يكن مرتديا للباس الاسلامي من الرجال والنساء من المطارات ومن الموانيء وليكن ما يكون لأن الحزب الأغلبي يعشق التجارة ولو مع اسرائيل ويكره السياحة وكل ما يمكن أن يأتي منها . ومن ألقى نظرة على الحركات الإسلامية بكل تلاوينها في كل البلدان الاسلامية يجد أنها دائما تسارع إلى تحطيم السياحة والهجوم على السياح وهدم الآثار ... بعد أن رأينا أن الحكومة هي التي خلقت مشكلة الصاية عن طريق جهازين تابعين لها هما الأمن والنيابة العامة أي الداخلية والعدل سنرى راية فلسطين التي رفعتها النائبة البرلمانية وسنرى هل فعلا ما أشارت إليه يستحق أن ندع فتاتين ضحيتي التحرش وشطط السلطة لمصير السجن وعلى أساس أنهما أتتا ذنبا عظيما؟ : عندما كنت أشارك في تظاهرات تشارك فيها الجماهات الاسلامية كانت هذه الأخيرة ترفع شعار " خيبر .. خيبر .. يا يهود " وكنت أمتعض من هذا الشعار لأنه شعار عنصري لأنه يجمع كل اليهود في سلة واحدة ، ولكن كنت أقول في نفس الوقت أن المناداة بخيبر معناه أن هذه الجماعات ستعلن الكفاح المسلح ضد الصهيونية في يوم من الأيام عندما تكون في السلطة وستعلن الحرب على اسرائيل لكن ما أشارت إليه النائبة البرلمانية ليس هذا بل أن كل حصل هو أن أربعة سفن فيها ناشطون من عدة دول أوروبية وعربية قررت أن تفك الحصار عن غزة وهذا مهم جدا لكن كيف ستفك الحصار ؟ هنا مربط الفرس . بتظاهرة سلمية في البحر الأبيض المتوسط أمام البحرية الاسرائيلية المدججة بالسلاح والطيران والصواريخ . لم تبلغ هذه المحاولة الثالثة حتى ما بلغته الثانية عندما تم رفضت السفينة أوامر التوجه إلى ميناء أسدود ورفض السماح للبحرية بالنزول على سطحها وهدد الناشطون بمواجهة أي قوة تحاول النزول وكانت النتيجة سقوط 9 شهداء من الأتراك ، اليوم تحرك سلمي لعل وعسى يسمح الجيش الاسرائيلي بعبور السفن ، لقد تبخرت خيبر وتحولت اسرائيل إلى دولة ديمقراطية ملتزمة بالقانون الدولي النتيجة لعدم تقدير طبيعة اسرائيل هي السيطرة على السفينة السويدية وجرها إلى أسدود وأسر النشطاء بمن فيهم الرئيس السابق لتونس وعودة السفن الباقية والسماح في المرزوقي ورفاقه. في النهاية تم نقل النشطاء العرب إلى الأردن والأوروبيين إلى أإوروبا والمرزوقي إلى فرنسا . إن اسرائبل كيان استعماري وعنصري واستيطاني ، الاستيطان في جنوب إفريقيا وزيمبابوي وغيرها لم يبلغ ما بلغه الاستعمار الإسرائيلي إنه يشبه إلى حد بعيد الاستيطان الذي تم في أمريكا الإبادة والطرد واحتلال الأرض بدون سكانها . استعمار بهذا الشكل لا يمكن لأي أحد أن يتصور أنه يمكن أن ينجح معه برفع الرايات في البحر الأبيض المتوسط لا يصلح معه إلا الكفاح المسلح . لو كانت النائبة البرلمانية جهزت مركبا بعدة مناضلين مسلحين تسليحا جيدا وتوجهت بهم إلى مقابلة الجيش الإسرائيلي في هذه الحالة يمكن أن نضحي بالمسكينتين ونواسيهما ونقول لهما إن إمرأة برلمانية ممن يناهضون لباسكن تقود حاليا معركة مقدسة لفائدة ملايين مضطهدين منذ 1948 وأنتن إثنتين فقط لا بأس لنصلي جميعا من أجلها لتنجح ولتعود سالمة أما وأن الأمر لا يعدو أن يكون إلا نزهة في عرض البحر فلا يمكن الحديث عن رفع راية فلسطين بل عن تزويق طبيعة اسرائيل والبحث عن المجد المبني على الأساطير . الأختان نادية وغيثة برادلي المغربيتان امتطيتا الطائرة من باريس إلى تل أبيب لتنفيذ عملية فدائية كبيرة وأعتقلتا وخضعتا للتعذيب أربعة أشهر وقضتا سنوات طويلة في السجن هاتين المناضلتين فهمتا طبيعة اسرائيل . لقد شاركنا في مقاومة الجيش الاسرائيلي بالسلاح ربما حتى قبل أن تولدي ونحس دائما بالحرج أن نتكلم عن هذا الموضوع وأنت لم تشاركي حتى في النزهة ومن شارك لم يتكلم وأنت إعطيت لنفسك الحق أن تتهكمي على نضال الآخرين . لما نخرج إلى المظاهرات لفائدة الشعب الفلسطيني هنا في المغرب أو خارجه على اعتبار النساء اللواتي انتقلن للتضامن معه في لبنان والأردن مثل الرابطة الديمقراطية لحقوق الانسان أيام الهجوم المكثف على الضفة والقطاع نفعل ذلك ليس لأننا نتوهم أن اسرائيل دولة ديمقراطية ستسمع لنا وتنهي الحرب على الشعب الفلسطيني بل نفعل ذلك لتحريك الرأي العام الدولي والضغط على الأمم المتحدة . والحقيقة أننا كدنا أن ننجح مع كل الشرفاء في العالم لولا فكر الحركات الاسلامية القائم غلى العنصرية لأنها لا تريد أن تفهم أن كل أحرار العالم لا يمكن أن يؤيدوا أية حركة تحمل هذا الفكر . خلاصة لكل هذا لا تدفعينا أن نفتخر بما قدمنا لقائدة الشعب الفلسطيني ولا للشعب المغربي ، قومي بما تستطيعين أن تقومي به واتركي الآخرين لحالهم من أراد أن تكون الأولوية لما هو قومي له ذلك ومن أراد أن تكون الأولوية لما هو وطني له ذلك .
#يزيد_البركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام السياسي المغربي والرأسمالية
المزيد.....
-
خوارزميّات توظيف لا ترى النّساء
-
للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بال
...
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|