أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الروائي














المزيد.....

الروائي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 20:35
المحور: الادب والفن
    


الروائي,معنى أن تكون روائيا,هو الخوف من القول المعتاد كما الشاعر,هروب من الألوان كما الرسام,إنه الخوف من الصخب,دون التهرب منه,فالروائي يحمل معه الضجيج إلى غرفته المظلمة,يقلبه على كل وجوهه,باحثا عما لايريد التصريح به,فلكل روائي أسراره الخاصة,وأسرار الروائيين غير متشابهة,هي تلك الدوافع الخفية التي لايكتشفها الروائي إلا بعد الإنتهاء من كتابة روايته,وربما مجموعاته الروائية,يظهر دلك جليا تجاه النقد الأدبي
عندما يشعر الروائي بقرب النقد مما يعتبره سرا,يدرك الروائي أن نهايته اقتربت,أي موته الإبداعي,ربما لهدا السبب يسعى كل روائي إلى أقصى درجات الكتمان,وإبداع أعمق الرموز وأكثرها غموضا وعمقا في تاريخ الوجود البشري,لتصير بالنسبة إليه كلمة السر,التي لن يبوح بها لأحد,بل إنه يتعمد أحيانا إخفاءها حتى على نفسه,حالما بأن ينساها إلى الأبد,كي لا يتعمق في سره الخاص,بل يظل باحثا
عما لايفكر الناس فيه عادة,هو وحده القادرعلى تأمل المعنى والتشكيك فيه في الوقت نفسه دون أن يصير فيلسوفا أو زاهدا متصوفا,فكيف يتأمل المعاني؟الروائي,مهووس بكل مالا يثير عادة,فهو يدرك صيرورة المعاني دون أن يتحكم فيها,تيدوا تجليا غير واضح المعاني,فيستبق التعبير عنها,بدون يقين,حتى لايتحول إلى كاهن أو سياسي دو طموح إيديولوجي يوهم غيره بكونه سيد أسرار اختطفها من السلطة العليا ,دينية كانت أو دنيوية,ربما لهدا السبب يحدثنا الكثير من التاريخيين عن اكتشافات غريبة,كعثورهم على بعض المؤشرات عليها في روايات القدامى,لكننا في الغالب نكدب مثل هده الإدعاءات,خوفا من أن يصير للروائيين كل هدا المجد,فنصطف أمام المكتبات باحثين في كم لايحصى من الكتابات الروائية,مهملين كتب التاريخ والإيديولجيا ورما حتى السياسة,إن الروائي هنا يشترك مع الرسام التشكيلي في مثل هدا الغموض,فهو الآخر تجد رسومات في لوحاته توحي بالكثير دون أن تقول شيئاواضحا بما يكفي,كأنه يخط بريشته صورا لم لم يدركه إلا هو فيما رآه ويهرب من التعبير عنه بغير ألوانه وأشكاله مهما رجاه الوضوح وأهله,هو خط المزعج في التاريخ وربما حتى في المستقبل القريب والبعيد,وهنا لابأس من التدكير ببعض الصور التي وجدت في الكهوف وجدران البيوت القديمة,وكانت فتحا لأسرار في الأنتروبولوجيا والتاريخ وحتى علم الفكر والرموز,لنعد للروائي فهو موضوعنا حاليا,يستمد الروائي هده القدرة على الترميز من تاريخه المجهول,وربما غير المصرح به لداته وغيره من الناس,هي قدرة الروائيين الحقيقيين,الهاربين من مثل هده النقاشات والمماحكاة المزعجة لهم,فالروائي من هدا الصنف تنشأ روايته في صلب عواطفه قبل أن ينضددها وتصير قابلة للنشر,إنه قبل دلك يسكنها لزمن طويل,يحملها معه ويرغمها على البوح ببعض أسرار الناس الصغيرة,والتي حتما سوف تكبر يوما ما في غفلة من الكل,سادة وساسة وباحثين وحتى مثقفين,كما حدث دائما مع كل الروائيين الحقيقيين كما أزعم
إن الروائي,قدرة لايدركها حتى هو,لكنه يستشعرها في لحظات سرعان ما تغيب عنه,فهي لاتخزن في الداكرة,أو تنشأ في الدهن,أو تسقط فيما عرف باللاوعي,وما شابهه من التفسيرات النفسية وربما حتى الطبقية المرتهنة بما هو إيديولوجي,قد أخيب انتظارات النقاد الدين يعتتبرون أنفسهم قادرين على فك رموز الفكر في الكتابات الروائية القديمة والحديثة,لكن الحقيقة كما قيل أحيانا ,لاتظهر إلا متأخرة حتى للروائي نفسه,وهو تجاه كتاباته الأدبية والفنية,التي تبهره,وقد ينسى معها الغايات الأولى,أي تلك الفكرة العامة والخطاطة التي وضعها قبل بداية الكتابة الروائية,فأن تكون روائيا معناه أنك تمزق من الكتابات الروائية التي تؤلف أكثر مما يصل لدور النشر,والسؤال,لمادا هده المحاولات لايعلن عنها الروائي؟ويسعى باستمرار لعدم الكشف عنها؟



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية حب شبيه بخيانة
- مرة مت
- ذاكرة الشعوب و استبدادية النظم السياسية
- التصوف و السياسة
- التصوف والإسلام السياسي
- عنف الإسلام ,سياسة أم ثرات؟
- رجال التعليم و النقابة الدينية في المغرب
- المثقف عربيا
- الديمقراطية و إعدام مرسي
- بن كيران و الزعامة
- حزب الله,المقاومة و التجديد
- طقوس السلطة و أبعادها
- اختلافات الجهاديين السياسية
- المسأل النسائي في المغرب
- داعش و تدمير الآثار
- السلطة السياسية في المغرب
- أزمة تطور المجتمعات العربية
- الثقافة بين الحياد و الإنحياز
- فاشية القتل حرقا
- الآداب و الموقف


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الروائي