|
لعنة النفط
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 20:34
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
من الأفضل ؟ ان يعيش الأنسان فقيرا ًولكن فاضلا ًلايعتدي على أحد ، أم ان يكون غنيا ًولكنه يوزع الشر والموت والدمار في كل مكان يستطيع الوصول اليه !ّ وهذه الجدلية ليست حتمية بل انها تعتمد على عوامل مهمة رأينا تطبيقات لها على واقع الحال في الحياة ،فشعوب تشبثت بأيديها وارجلها لكي تحصل على الثروة فتخلق حياة جميلة جديدة متطورة تحمل لها ولأجيالها الأساس الثابت المتين في كفاح الحياة ،وشعوب زهقت في الخير والثروة التي توفرت لها بطريق سهل ،فتحولت بها ومن خلالها الى بؤر فتنة وخراب لها ولماجاورها ،ومايهمنا من هذه هو ماحصل ويحصل في منطقتنا التي من الله عليها بثروة جارية من تحت الأرض هي ثروة النفط ،فهل احسنت التعامل معها ،وهل تصرفت بالحكمة التي كانت تتصرف بها ايام الفاقة والعوز . بلدان الخليج مثالا ً : مالذي يدفع دول الخليج لان تتدخل في صراعات كبيرة ثبت ان لاناقة ولاجمل لها فيها ،فمثلا سُجّل على هذه الدول تدخلها في ما حل بليبيا من خراب ودفعها الأموال لأجل انجاز هذه المهمة ،ثم كانت احداث مصر وكان بعضها يؤيد الرئيس المخلوع حسني مبارك وبعضها الآخر أيّد الأتجاهات التي واجهته والأحزاب التي شنت ضده مقاومة واثارت الشارع المصري عليه . وفي سوريا وقف الخليج أمام العالم يطالبون مجلس الأمن الدولي بضرب سوريا وانهاء السلطة الشرعية فيها وترجوا تكرار ماحل بليبيا من خراب في سوريا ،غير ان هذا لم يتسنى لها بعد وقوف روسيا والصين بالضد من تطلعاتها ، فأستمرت بدعم الفئات الظلامية والتجمعات الأرهابية حتى وصل امر سوريا الى ما وصلت اليه اليوم . وهكذا هو الحال في العراق فقد دعمت صدام بكل قوة وطيلة الحرب مع ايران التي استمرت لثمان سنوات ،غير انها انسحبت وبشكل مفاجئ من اي دعم له بعد توقف حربه مع ايران ،وبدأت تآمر واضح لم يتحمله صدام انذاك فأجتاح الكويت ،واصبحت السعودية حاضنة للقوات الأجنبية من مختلف دول العالم والتي توجهت لقتل العراقيين واحتلال بلادهم وتخريبها ،ثم استمر العمل التخريبي في الداخل العراقي وفرض الحصاروإثارة النعرات المذهبية والطائفية والفتن بأنواعها ثم استقبال الجيوش الأجنبية ثانية وتدمير العراق كرة ثانية واستمرار التآمر وفتح صفحات الأرهاب المنوّع ،من بناء اوكار المجاميع الأرهابية والتي كان أغلبها سعوديون الى انتحاري المفخخات والأحزمة الناسفة ثم دعم كل صوت متمرد ينعق داخل البلاد يدعو الى الفرقة والتفكك ،ثم ابتداء صفحات داعش التي ثبت انها فكر صهيوني غربي بأموال خليجية . لعنة تجلب أخرى : فأموال النفط جلبت الى المنطقة الحلفاء الذين لاضمائر لهم و لاتهمهم سوى مصالحهم ،والحلفاء ساندوا مشايخ عفى عليها الزمن وتحجر فيها الفكر رغم تناقض الأفكار والمعتقدات لأجل استمرار جريان النفط الى بلدانهم ولأجل إدامة سيطرتهم على المنطقة ،واصبحت تلك المشايخ سلطات قوية ذات شوكة نافذة في المنطقة ،ولكي تدعم مواقعها في وجه حركة الزمن وتطور الحياة فقد تدرعت بأعلام مضلل وشيوخ تطلق فتاوى ماأنزل الله فيها من سلطان ،فبلبلت عقول الشباب الذي بدأ بدلا عن ان يفكر بالتفوق في الحياة وبناء مستقبله ،بدأ يطمح لقتل نفسه في جموع الأبرياء لينال الثواب التكفيري الأرهابي . لقد صنع الغرب قبل ذلك تنظيم القاعدة الإرهابي، فماذا كانت النتيجة؟ ألمْ يضربهُ في عُقر داره؟ في نيويورك ولندن ومدريد وغيرها؟. وفي حقيقة الامر، فان الغرب لم يصنع الارهاب وإنما وجده جاهزا ً فمكّنه واستخدمه لأغراضه ، ان الذي صنع الارهاب هو الفكر الإرهابي التكفيري الموجود بقوة في الذهنية المريضة لفقهاء بلاط نظام المشايخ المحميّين بنظام سياسي رجعي وبأموال البترودولار والاعلام المظلل ،والذي يغرس في عقول الشباب حتى في المنهاج الدراسي للطلبة السير في طريق الأرهاب والتكفير ، فكان للغرب الذي أشاح بوجهه عنه دور التّمكين للارهاب . ولايمكن للغرب من التخلص من الأرهاب الحالي الذي انتشر وتعملق حتى ظهر في اروقته وساحاته الداخلية وأخذ ينذره بنذر الخطر ، بدون ان يتدارس بجد الخطر المحدق بسلامة العالم بأكمله بسبب الأحتمالات الخطرة المتوقعة : ماذا لو تمكن عناصر التكفير أولئك الذين يقتلون الوف من البشر بدم بارد،من امتلاك اسلحة التدمير الشامل ،هل هناك أحد يتصور انهم سيفكرون بروية وعقلانية أم ماذا ستكون النتائج ؟ ان على العالم بأجمعه تدارك منابع الأرهاب الحقيقية وتجفيفهابنية حسنة وضمير كون لا أحد سيسلم من شرها ،لاكما يحدث اليوم من ضحك على الذقون ،حيث ان التحالف الذي انشئ ليكافح ويصد الموجات الأرهابية مكون من ذات الدول التي دعمت وانشئت ولاتزال تمد وتدعم الموجات التكفيرية الأرهابية .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
داعموا الأرهاب يشربون من كأسه
-
نحو إقتصاد متين
-
المنطق في الأعجاز القرآني (7)
-
أغرب فوضى في الأقتصاد العراقي
-
الأقتصاد الأخضر والدول العربية (2)
-
الدينار والدولار بين الحلم والواقع
-
الأقتصاد الأخضر والبلاد العربية (1)
-
امم بلا ذمم (5 )
-
امم بلا ذمم (4)
-
أمم بلا ذمم ( 3 )
-
أمم بلا ذمم (2)
-
امم بلا ذمم (1)
-
المرأة العاملة وقسوة الحياة
-
تشخيص واقعنا والعلاج
-
المرأة العاملة والأسرة
-
عاملة بعمر المراهقة
-
تقسيم العراق حلم صهيو- أمريكي
-
صفات مخلوقات الفضاء (2)
-
صفات مخلوقات الفضاء من غيرنا ( 1)
-
حسم المعركة ضرورة وطنية كبرى
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|