مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:15
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
نفى السيد محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين انه قد هدد بقطع لسان اى مطالب بإلغاء البند الثاني والخاص باعتبار الشريعة الاسلاميه هي المصدر الرئيسي للتشريع قائلا انه لم يقل هذا الكلام وانه من حق كل إنسان في مصر إن يتحدث كيفما شاء وان يطالب باى شئ وعلينا إن نقبل أو نرفض هذا في إطار المواطنة والديمقراطية ليس أكثر ويضيف سيادته قائلا إن الأمة التي ليس لها مرجعية تبحث لها عن مرجعية واصل وجذور وانه إذا كانت البلدان الاشتراكية لها مرجعيتها والرأسمالية الغربية لها مرجعيتها فمن الأولى إن تكون لنا مرجعيتنا .
وهذه مغالطة كبيرة أراد الدكتور محمد حبيب إن يقنعنا كمسيحيين بأننا نعيش وسنعيش في جو ديمقراطي ومن حقنا إن نعبر عن رأينا كيفما نشاء ويحاول أيضا إن يقنع إخوتنا المسلمين في مصر بأنه لأحل إلا بالرجوع إلى سيرة وتصرفات السلف الصالح كما يقولون وان في هذه السيرة وهذه المرجعية خلاص لنا من كل المشاكل التي نعيشها في هذا العصر كالديكتاتورية والفساد والفقر وغيرها .
فهل يعيش الأقباط الآن جو ديمقمراطى كما تقول يسمح لهم ولغيرهم بان ينادوا بما يريدون وما يرون انه في صالحهم وصالح الوطن ؟
اعتقد إن هذا الأمر غير صحيح والدليل ردك على كل المطالبين بإلغاء بند الشريعة الإسلامية بالتهديد بقطع الألسن وحتى وان كنت تريد نفى ذلك الآن إلا إن أداء وتوجهات الإخوان المسلمين لم تتغير منذ نشأتهم وللان:
1 أداء التيار الاسلامى فلازلت اذكر أيام دراستي الجامعية عندما كانت تخرج مظاهرات من طلاب التيارات الإسلامية والتي كانت تخرج هاتفة لا شرقيه ولا غربية إسلامية إسلامية وكانت هذه المظاهرات تحارب جميع التيارات الأخرى المتواجدة في الجامعة سواء من حيث الندوات والاجتماعات والحفلات التي كانت اى تيارات تحاول إقامتها كان التيار الاسلامى يحاول إجهاضها بكافة السبل الشرعية وغير الشرعية وأنت كأستاذ في جامعة أسيوط ادري بكل ذلك فهل تريد من الطلاب الأقباط الذين تم إقصاؤهم من النشاط الطلابي في الجامعات في السابق أيام سيطرة التيار الاسلامى على الأنشطة الطلابية هل تريد منهم إن يقتنعوا الآن إن لهم مكان ومواطنة كاملة في ظل حكم الإخوان ؟
2 أداء الإخوان في النقابات المختلفة وأهمها نقابتي المحامين والأطباء وإقصاؤهم لجميع التيارات الأخرى المخالفة لهم كالتيارات القومية والناصرية والليبرالية ناهيك عن الاستبعاد المطلق للأقباط وتوزيعهم المناصب والامتيازات المختلفة على أعضاء تيارهم فقط وتفريغهم العمل النقابي من مضمونه فهل بعد ذلك تريدون من المحامون والأطباء والمهندسون الأقباط والمسلمين من التيارات الأخرى إن يصدقوا الآن إنكم قد تغيرتم وتؤمنون بالديمقراطية ويوافقوا على طرحكم وعلى برنامجكم الانتخابي وانتم تسعون لاستبعاد الجميع ؟
3 أداء أعضاء مجلس الشعب من الإخوان فهل في هذا الأداء ما يشجع عموم الأقباط على الموافقة على برنامجهم فهم ولوحتي من باب المجاملة ومن باب ذر الرماد في العيون لم يحاولوا وهم اكبر تيار موجود في مجلس الشعب بعد الحزب الوطني لم يحاولوا إن يتناقشوا في هذا المجلس اى قضية تهم الأقباط من قريب أو من بعيد على العكس من ذلك نرى إن أعضاء مجلس الشعب من الإخوان يتهمون الأقباط في أحاديثهم الصحفية إن الدولة تتساهل مع الأقباط وتعطيهم أكثر من حقوقهم فهل ياترى في هذا مايشجع الشعب القبطي في مصر على قبول الإخوان وطرحهم ؟
الإخوان الذين يحاولون خداع العامة في مصر بدغدغة مشاعرهم واللعب على مشاعرهم بالشعارات الدينية التي يتقنونها في محاولة منهم للوصول لكرسي الحكم باى طريقة ويقولون لنا إن للدول الغربية وللشرقية مرجعيتها ويجب إن تكون لنا مرجعيتنا في الأصل والجذور التي لنا فمن قال لك إن الدول الرأسمالية أو الاشتراكية لم يكن لها جذور وأصول مثلنا وحاولوا إن يتقدموا من خلالها فلم يتمكنوا ولم يفلحوا في ذلك ومع مراحل تطورهم المختلفة كمجتمع انتقلوا من مجتمع اقطاعى زراعي يتحكم فيه الأمراء ورجال الدين إلى مجتمع صناعي أيام الثورة الصناعية ثم بعدها انتقل هذا المجتمع إلى الراسماليه التي نراها ألان والتي هي السبب في تقدمه ورقيه وعندما لجأت الدول الشيوعية الشرقية سابقا إلى الانتقال السريع من مرحلة إلى أخرى اى من المجتمع الاقطاعى الى المجتمع الشيوعي دون المرور بالمراحل المختلفة لتطور المجتمع فشلت هذه النظرية ولم تنجح فهل تريد منا الآن أن نعود الى الجذور مرة أخرى ونترك كل ما وصل إليه العلم وكأننا لا نريد أبدا إن نتعلم من تجارب الآخرين بل لابد لنا من العودة الى الوراء أربعة عشر قرنا من الزمان وبدل من وجود مائة عام فرق بيننا وبين الغرب في الرقى والتقدم يريد الإخوان المسلمين منا إن نوافقهم على برنامجهم الذي يجعل هذا الفرق يتسع الى 1400 سنة .
الإخوان يروجون الآن إنهم بوصولهم للحكم سيقضون على الفساد والمفسدين متناسين تجاربهم في النقابات المهنية وإغداقهم الهدايا والمزايا على أعضائهم فهل ياترى سيقضون على المفسدين وطبقة رجال الإعمال الفاسدين ليأتوا لنا بالأمراء وما أكثرهم والذين لن نستطيع مناقشتهم إذا فسدوا لان من يعترض عليهم يعترض على صحيح الدين الذي يقول (أطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم) وكلنا رأينا تجربة شركات التوظيف الإسلامية وفضائحها وكشوف بركتها .
الإخوان يروجون أنهم سيخرجون مصر من التبعية الامريكيه ولم يقولوا لنا من أين سياتوا لنا بالغذاء والسلاح الذي ياتى لنا من المعونة الأمريكية فهل سيعتمدوا على السعودية التي بدأت تكشف ألاعيبهم وتتهمهم بأنهم هم السبب في الإرهاب التي تعيشه السعودية ألان ؟ أم سيجعلوننا نفتقر أكثر ما افتقرنا ونعتمد على موائد الرحمن والصدقات لمعيشتنا ومعيشة أولادنا ؟
الإخوان الآن يروجون أنهم يقبلون بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومع ذلك يقولون أنهم حتى لو شاركوا في الجبهة المعارضة الموحدة فأنهم لن يتخلوا عن شعارهم وبرنامجهم ويتركز في الإسلام هو الحل وكأنهم يريدون اختصار واحتواء جميع الأحزاب والحركات تحت رايتهم كما فعلوا سابقا مع حزب العمل الاشتراكي الذين دمروه وفرغوه من محتواه ولكن فطنة د. رفعت السعيد أفشلت مسعاهم الى الآن .
هذا هو برنامج الإخوان غيبيات في غيبيات غير واضح وغير قابل للتحقق أو غامض لكي يسهل اللعب والتلاعب مع الجميع فهل هناك عقل بشرى يقبل هذا البرنامج سواء كان مسيحي أو مسلم ؟
مجدي جورج
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟