حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 14:34
المحور:
كتابات ساخرة
قرر أحد ملاكي ألأراضي أيام زمان التحايل على التاجر الذي يستلف منه بعد أن تحولت ديونه ألى أضعاف مضاعفه حسب قواعد الربا المشرعن آنذاك , فقد تقدم (نوح) (بمرحمه) للقضاء يطلب فيها تأجيل سداد الديون الى الموسم القادم باعتبار إن موسم هذه السنه قد تعرض للاضرار بسبب العواصف الرعديه التي أحرقت المحصول , استصحب معه شاهدي إثبات أيدا حدوث ذلك أمام القاضي , وتمت أحالة ألأوراق لمأمور الحجز كي يجري المشاهده العيانيه ويقدم تقريره للقاضي ليصدر قراره على ضوء ذلك .
عاد نوح الى أهله على أمل وصول ألمأمور , إذ كان يرقب مقدمه بالباص الخشبي كل يوم في موعد أيابه الوحيد قُبيل الغروب , وفي اليوم الثالث جاءت البشرى ووصل المعني وهش وبش الملاك بالقادم الكريم مهنئا بسلامة الوصول واستصحبه الى مضافته حيث أُعد العشاء المناسب , ودار بينهما حديث طويل حتى غلب سلطان النوم على الضيف العزيز ليستيقظ في صباح اليوم التالي على وجبة إفطار دسمه , ليغادر بعدها المضافه متوجها نحو المقاطعه المعنيه رافضا مصاحبة الملاك له لضمان حيادية الكشف , ولأنه يعرف موقع المقاطعه ولن يحتاج لدليل , وكان نوح مطمئنا على النتيجه مسبقا فقد أحرق بقايا المحصول (الجل) بعد الحصاد ليعطي دليلا على حدوث الكارثه , ولأمر دُبر بليل كان التاجر قد قدم سرا الى القريه بإتفاق مسبق مع مندوب الحكومه وأرسل من يرافقه الى مقاطعة أخرى ليس فيها أثر لحريق وبقايا الحصاد تثبت جودة الموسم , كتب ألمأمور تقريره على ضوء المعاينه كما أرادها التاجر , وبعد مرور إسبوع جاءت الشرطه لتبلغ الملاك وشاهديه (سالم وعبد الحسن) بالحضور أمام القاضي إذ قررحبس الشاهدين لمد 6 أشهر بتهمة (شهاد الزور) وألزم نوح بتسديد ما بذمته مع تحميله تكاليف إجراء الكشف ودفع أتعاب المحاماة للمحامي الذي وكله التاجر .
كان الشاهد (عبد الحسن) يُردد على مسامع السجناء : (ياناس هذا مغالب حراميه أنه شورطني بيه ؟) , أما الشاهد الثاني المهوال (سالم) فقد قال :
تشرفنا ينوح بطبة المامور
لاخله حليبه ولا بكايه طيور
عكب سرب الدجاج البيت بيه زرزور
و(سالم) بالحبس والتهمه شاهد زور
وسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلامتكم
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟