أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - يهود وكورد : الرابط الديني ليهود زاخو بأرض اسرائيل















المزيد.....

يهود وكورد : الرابط الديني ليهود زاخو بأرض اسرائيل


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 14:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القسم 5 من سلسلة يهود وكورد في زاخو : تاريخ وذكريات

الرابط الديني ليهود زاخو بأرض اسرائيل
إن هجرة عوائل من يهود زاخو الى أرض اسرائيل كانت قد سبقت إنشاء دولة اسرائيل. إن عامل القربى الدينية العميق بالأرض المقدسة كان المقرّر الساحق في التشكيل الواعي للهجرة ـ العاليا.
في تلك الأيام كانوا يميزون بين ارتباطهم بأرض اسرائيل كقيمة دينية وبين المفهوم المثالي الصهيوني لها.
فحينما سئل يونا صبار المولود في زاخو، متى سمع أولاً بأرض اسرائيل ، يجيب :
"لا أستطيع القول تماماً متى، لكن طبعاً كلّ مرة نقرأ في صلواتنا الكتابية عن أرض اسرائيل، والموضوع هو هنا، حيث من الصعب الفصل بينهما. تماماً مثلما تسمع أول مرة أمك أو أباك. إن أرض اسرائيل لم تكن بعيدة ليكون عليك أن تسمع بها بصورة منعزلة ، ربما باستثناء السياق السياسي الصهيوني . إن أرض اسرائيل كمفهوم ديني، كان دائماً جزءًا من حياتنا. فعلياً ، أعتقد أن كل يهودي من يهود كوردستان، وربما في كلّ مكان ، قد تشربوا (رضعوا) أرض اسرائيل مع حليب أمهاتهم. أن الأمر ليس متى بدأت تسمع لأول مرة بأرض اسرائيل. أما المصطلح في سياقه السياسي فأمر آخر".
بالنسبة ليهود زاخو، عبارة أرض اسرائيل كانت جزءًا عضوياً منهم ومن حياتهم اليومية . إلى درجة أنهم كانوا يمزجون بين أسماء الأماكن الجغرافية، والعناصر اللغوية المتقاربة مع التسميات العبرية التي وجدوها في كوردستان مع أرض اسرائيل.
فأسماء بعض القرى الكوردية كانت تبدو لهم كأسماء أماكن في اسرائيل. فأربيل وعقرة يحملان صدى أسماء اربل و عقرون في أرض اسرائيل، وأن قبر النبي ناحوم يقع في ألقوش كوردستان وليس في ايلقوش الكتابية في اسرائيل.
الأسماء الشخصية يونا وناحوم كانت من الأسماء المنتشرة بين يهود كوردستان لأن هذين النبيين قد دفنا في كوردستان. وبالتأكيد فأن تسميتهم لزاخو بأورشليم كوردستان يعطي الانطباع الأكبر لهذا الهوس والتعلق عضوياً وكيانياً بأورشليم .
الاشتياق القوي لأرض اسرائيل كان يتركز كثيراً بأورشليم. لكن كانت أرض اسرائيل حاضرة في فكر اليهود وذاكرتهم.


العشق والقسَم بأورشليم
كان القسَم (الحلف) هو الأكثر أهمية وشيوعاً وبالخصوص في أفواه النساء، كان القسم بأورشليم.
فحين كانت أمرأة تتلفظ بعبارة أورشليم كقَسَمٍ بها فكان تعبيراً بامتيازعالٍ للعواطف والحماسة والحبّ الكبير لليهود تجاه أورشليم. وربما كان أيضاً تعبيراً عن الطاقة الكامنة فيهم لتحسين ظروفهم وحلمهم بالحرية على الأقل.
ونعيمة شموئيل إحدى الشاهدات من يهود زاخو تقول:
"دائماً كان لنا الرغبة بالذهاب الى أرض اسرائيل ، ولندفأ بقربها. كنا مفتونين ومتيّمين حدّ الخبل بأرض اسرائيل ، وكنّا نُـقسم بأورشليم، فالقسم الصادق كان بأورشليم، وكنا نردد دائماً : "آه لو نذهب الى اورشليم، فقط لو نذهب الى اورشليم، لو لو لو ".
وكان حبهم لأرض اسرائيل ولأورشليم كنارٍ مضطرمة في قلوبهم .
ويهود آخرون في مقابلتهم للباحثة يستخدمون عبارة "العشق" للتعبير عن رغبتهم القوية في الذهاب الى أرض اسرائيل.
ويقول حبيب علوان "العشق لأورشليم كان في قلوبنا جميعاً، والفضل للكتاب المقدس ولشروحات المدراش وللصلوات حيث في كلّ صلاة تتردد عبارة "لو تعيدنا الى أورشليم".

عيد الفصح في أورشليم كوردستان
في عيد "الفصح" وبالخصوص في ليلة "السيدير" كانت المناسبة السنوية التي خلالها تذكر أرض اسرائيل وأورشليم ، حين يتم قراءة الهاجاده .
قبل مقطع الـ "ماه نيشتانا" التي تعني " الذي تغيّر"، كان يتم مشهداً خاصّا حيث يتم إرسال فتىً الى خارج البيت ومعه מ-;-ַ-;-צ-;-ָ-;-ה-;- الماتصا (أو الماتزا) وهو الخبز الفطير غير المخمر، ملفوفاً بقطعة قماش مربوطاً على ظهره.
ويقوم الفتى بالعودة الى البيت طارقاً برأسه على باب البيت،
فتتجه أنظار جميع الحاضرين في البيت باتجاه الفتى الذي يقول لهم :
لتتباركوا بسنين طويلة.
ويسأله الرجل الذي يترأس السيدير : "من أين آتٍ أنت ؟"
فيردّ الفتى :"من مصر".
فيسأله الرجل :"والى أين ذاهب؟"
فيردّ الفتى :"الى أورشليم".
ويسأله الرجل : "ماهي الزوّادة (المؤونة) التي تحملها على ظهرك ؟"
فيجيب الفتى : "ماه نشتانا ، أي الذي تغّير ".
ويضاف الى ذلك أن يهود زاخو كانوا معتادين أن يستقرئوا من الهاجاده ظروفهم الحاضرة ـ في وقتها. فكانت عادة جارية تردادهم المقولة الشهيرة : "العام القادم في أورشليم".
كنا نفكر بكلّ بساطة، كما تقول وردة شيلو، بأننا سوف نكون بالفعل في أرض اسرائيل، لم نفكر أبداً بأننا سوف نعيّد ونحتفل الفصح وليلة السيدير في السنة القادمة في زاخو. فبكل بساطة في كل سنة كنّا متأكدين بأننا سوف نكون في أرض اسرائيل، ولكن هذا لم يحدث لمئات السنين الى أن جئنا مع الـ عاليّه ". والعاليّه : ע-;-ל-;-י-;-י-;-ה-;- ـ هي الهجرة (وكأنها الصعود) باتجاه أرض اسرائيل.
كان عيد الفصح أيضاً مهرجاناً للربيع، ففي اليوم الثامن منه كانوا يخرجون للاحتفال بالسهرانة في الحقول المزهرة حول زاخو. هذا المهرجان كان يوفر مناسبة لهم لمدح أورشليم بالأغاني.
وبحسب نيحميا حوكا: "حينما كنت عضواً في الحركة الصهيونية، قمت بتأليف بعض الأغاني باللغة الكردية. كنا نجلس حول (طاولة) مائدة واحدة نشرب العرق والنبيذ مع المقبلات والمشهيات .. ونغني لأورشليم "انهضوا ودعونا نذهب الى أورشليم".
وفي شهادته يربط نحميا بين التوق أو الشوق الديني مع الصهيونية الحديثة، ويدعي بأنه كان واحداً بين القليلين المتحالفين الى حدّ كبير مع الحركة الصهيونية من خلال فرعها في مدينة الموصل".
أخذ توق يهود زاخو نوعاً من المغالاة أو الصرامة الفريدة من نوعها. ففي حادثة يرويها صالح حوكا حول شخص يدعى رالب الذي جاء من اسرائيل الى زاخو كمرسل لجمع التبرعات والمعونات للأغراض الدينية: "رالب هو من مواليد زاخو وكان قد نشأ فيها، ونعلم جيداً (ماضيه) بأنه كان في شبابه حرامياً ومجرماً حيث نشأ من دون أمّ ومن دون أي سند آخر. جاء الى زاخو في الثلاثينات يحمل بعض المنشورات والرسائل من الرابيين الحسيديم في اسرائيل. فالنسوة في زاخو لسذاجتهنّ وعشقهنّ الكبير لأورشليم ، ومثلهن أيضاً الرجال، ذهبوا ليقبلوا يديه، بالرغم من أنهم يعلمون أنه كان مجرماً سابقاً، وهذا دليل على الدرجة القصوى لعشق يهود زاخو لأورشليم".
للمقال تتمة



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله الصمد : بين نير الحمير العبرية ونير القرآن العربية
- زاخو أورشليم كوردستان
- العلاقة بين الكفر والغطاء والقبغ
- يهود وكورد في زاخو 3 : تجارة وأعمال وقجغجية
- يهود وكورد في زاخو : تاريخ وذكريات 2
- يهود وكورد في زاخو : تاريخ وذكريات 1
- الرئيس الليتواني ينقذ شاعراً يهوديا
- ريادة اليهود في عالم المطابع والطباعة
- الرئيس يعرف الرقص والموت شهيدا على يد الاحتلال
- الرقص في الكتاب المقدس والتقليد اليهودي
- التاجر والمليادير اليهودي - سيلاس العراقي -
- لماذا لا يعرف إله القرآن فلسطين إلا أرضاً لبني اسرائيل ؟
- يهود العراق يعيدون إحياء الشبكة التجارية العالمية للقرون الو ...
- مؤسسة تجارية يهودية عراقية عابرة للقارات في القرون الوسطى
- القرد العبري
- الدف والتف في العبرية وأعمدة الصحافة العربية
- هل المسلمون منزعجون من جيش محمّد سوف يعود ؟
- هل الدين في اليهودية كما هو في الاسلام !! ؟
- ثقافة (الموت) : شهيد كلّ من يقتل اليهود
- موقف نتنياهو من استقلال كردستان ورؤيته لمخاطر داعش


المزيد.....




- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - يهود وكورد : الرابط الديني ليهود زاخو بأرض اسرائيل