|
الميل الجنسي والاداء الوظيفي - تداعيات على مقال الزميل كمال غبريال
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 13:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الميل الجنسي والاداء الوظيفي تداعيات على مقال الزميل كمال غبريال البروفسور عوزي ايفن ، حاصل على البكالوريوس والماجستير في الفيزياء من التخنيون ، وعلى درجة الدكتوراة من جامعة تل –أبيب . وقد أدّى خدمته العسكرية ، كعالِم ذرة في المُفاعل النووي الذي في ديمونة (مدينة في الجنوب الإسرائيلي ) ، وحصل في خدمته العسكرية على رتبة ميجر جنرال . وكان بروفسور ايفن قد كتب عن السلاح النووي الاسرائيلي بأنه ضمانة لأمن إسرائيل . في سنة 1968 ترك عمله في المفاعل النووي وانضم الى "مكتب العلاقات العلمية " ، وهو جهاز للتجسس تحت اادارة وزارة الدفاع، وقد كتب البروفسور ايفن الكثير من المقالات يُحذُر فيها من قِدَم المفاعل النووي في ديمونا وأعترف بأن هذا المفاعل قد يتسببُ بكارثةٍ ككارثة تشيرنوبيل . وبروفسور ايفن عضو في طاقم كلية الكيمياء (او مدرسة الكيمياء ) التابعة لجامعة تل –ابيب ، وقد قام بتطوير نوع من الموليكولات (كيمياء ايضا ) والذي يعتبر الافضل على مستوى العالم .(لا تلوموني على الابهام ، فانا غير ملم بالكيمياء !!) . وكان الزميل كمال غبريال ، قد كتب مقالا بعنوان : الليبرالية ومأزق المثلية ، وهذا رابطه : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=474075 جاء فيه ما يلي : "لكن لتغفروا لي توجسي من تولي "بعض المناصب" في الثقافة والتربية والتعليم، من قبل من لديهم نوازع مخالفة للطبيعة، حيث من الوارد أن تؤثر نوازعهم هذه على أدائهم الوظيفي المجتمعي، فالمسألة هنا ليست خيار أفكار يفتقد للمرجعية، وكل حر فيما يعتقد، لكنها خيار استخدام غير طبيعي لأعضاء لها وظيفتها وتكوينها الطبيعي " . وبالعودة الى بروفسور ايفن ، الذي تكتسب سيرة حياته أهمية قصوى في مقالتنا هذه ، فهو أول عضو كنيست منتخب في تاريخ اسرائيل، يُصرح بأنه مثلي الميول الجنسية . وهو من أوائل المثلين في اسرائيل الذين تزوجوا ، وهو الوحيد على حد عِلمي الذي تطلق من شريكه، في العلن .. بروفسور ايفن العالم الذي أشغلَ مناصب أمنية حساسة ، كان "مُعرّضا " للإبتزاز على خلفية ميوله الجنسية ، بل إنه قال في احد اللقاءات التلفزيونية معه ، بأن قوى الأمن الاسرائيلية قد حققت طويلا في خلفيته ، وإذا لم تخُني الذاكرة ، فقد كان اسحاق رابين – قائد الأركان حينها هو الذي " وافق" بل واصدر امره ، بقبول عوزي ايفن للعمل في المفاعل النووي ومن ثم في مكتب التجسس !! رغم كونه مثلي الميل الجنسي ، وقد يكون ضعيفا أمام الابتزاز ، كما يعتقد ذوي الميول المغايرة !! وبروفسور ايفن أستاذ جامعي في واحدة من خيرة جامعات البلاد ، ويتتلمذ على يديه العديد من الذكور والاناث . ولن نسمع عن شكوى أو تذمر ضده من أحد ، على عكس فضائح الاساتذة غير المثليين (وعددهم 11) الذين يعملون في جامعة القدس والذين ثبتت عليهم تهم التحرش الجنسي بحق طالباتهم . وبودي أن أسأل الزميل كمال غبريال ، ما هو الضرر الذي يتوقعه من اساتذة مثليين على طلابهم ؟ هل سيقوم الاساتذة المثليون بتغيير ميول تلاميذهم الجنسية ، مثلا ؟ أم أنه "يشك " باحتمال ان يقوم الاساتذة المثليون بالاعتداء على طلابهم !! وبما أنه لم يوضح للقاريء ، سبب توجسه من تولي هؤلاء المثليين مناصب تربوية أو ثقافية ، فليس لنا إلا التخمين والتخمين فقط .. إذا كان الاستاذ خائفا على الطالبات والطلاب من تعرضهم "لعلاقة جنسية مثلية " مع استاذهم او معلمتهم المثلية ، فنقول بأن هذا الامر مستبعد لأن الميل الجنسي لا يعني بالضرورة أن يكون المثلي معتديا جنسيا ، والاعتداءات الجنسية ، نوع من الاضطراب النفسي .. والمثلية ليست اضطرابا !! إنها ميل لم يكن لصاحبه فيه يد !! هكذا وُلِدَ وهكذا يموت . وكما نعلم فالميل الجنسي مولود ، وانا ضد الفخر بالميل الجنسي ، وكتبتُ عن ذلك مقالا منشورا ، فأنا والاستاذ كمال وُلدنا مع ميل جنسي مُغاير (ذكور نميل الى الإناث ) ، ولم نختر هذا الميل ، وهذا هو الحال مع المثلي . لذا لا خوف على الطلاب والطالبات من أن يقوموا "بتقليد " استاذهم في ميولهم الجنسية !! وإذا كان هناك "سبب" يمنع المثلي من العمل في التعليم والثقافة ، فهذا "السبب" موجود عند غير المثلي أو صاحب الميل المغاير ، فهو قد "تؤثر " عليه نوازعه الطبيعية التي وُلد معها . فالطبيعة هنا وفي هذا السياق ، هو الميل الذي وُلدتَ معه ..!! الطبيعة زودت المثليين بميل جنسي مثلي .. فالمثلية بالنسبة للمثليين هي الأمر الطبيعي ، وغير ذلك هو الشذوذ بعينه .. أما بخصوص وظائف الأعضاء الجنسية ، فالاستاذ كمال "حصرها " في وظيفتها الجنسية المُغايرة فقط .. وهنا لي بعض الملاحظات : اولا : الأعضاء التي تسمى اعضاء جنسية هي في حقيقة الأمر وفيزيولوجيا جزء من الجهاز البولي ، ووظيفتها الاساسية هي اخراج البول ، عند الذكور والاناث ، وهي وظيفة أهم بكثير من الجنس . ثانيا : بالتمعن في الطبيعة ، نرى بأن هذه الأعضاء الجنسية ، وفي عالم الحيوان ، يتم استعمالها كأعضاء جنسية لأيام معدودة وفي مواسم التكاثر أو السفاد .. ثالثا: الإنسان وفقط الانسان هو الذي يمارس الجنس من أجل المتعة أيضا ، بل وتفوق نسبة ممارسة الجنس بهدف المتعة ، نسبة ممارسة الجنس بهدف التكاثر . رابعا : الطبيعة زودتنا بأعضاء تناسلية بهدف الحفاظ على النوع . خامسا : المتعة هي "حيلة " الطبيعة لتشجعنا على ممارسة الجنس ، لنتكاثر . سادسا : في عالم الحيوان هناك ظواهر مثلية . سابعا : في الجنس المثلي (وهكذا يخيل الي ) يحصل الشريكان على المتعة ، التي يحصل عليها ذوو الميول الجنسية المُغايرة مع شركائهم وشريكاتهم . ثامنا : جميعنا نحصل على المتعة الجنسية بطرق متنوعة ومختلفة ليست بالضرورة بواسطة الاعضاء الجنسية ، أو بأعضاء أُخرى . تاسعا : العلاقة المثلية هي علاقة "عقيمة " ،إذا لا تنتهي بإنجاب ، وهذا هو اختلاف جوهري عن العلاقات "الغيرية " .. عاشرا : لا يتخلى المثليون عن رغبتهم بإمتلاك "ابناء وبنات " ، لذا يتبنون ويؤسسون عائلة، يُطلق عليها "العائلة المثلية ". في المحصلة لا يختلف المثليون عن غيرهم ،إلا "بطريقة " حصولهم على المتعة الجنسية ، وأظن بأن هذا الإختلاف ، لا "يمنعهم " من تأدية ادوارهم في كل مناحي الحياة ، والدليل بروفسور ايفن !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رمضان والبطيخ
-
تعزية لزميلنا الكاتب شاكر فريد حسن .
-
الجشع وسِفاح المحارم ..
-
مكانة عرب إسرائيل وواقع الحال ..
-
أُوباما : أسود وخفيف !!
-
الكُنى والأسماء المُستعارة
-
وحَطِّمِ آلأصنامَ تحطيماً ..!!
-
بين الفخر والإزدراء ..
-
ثقافة السرقات الادبية ..!!
-
لآقْعُدْ على دربك ..وآرُدك ..!!
-
-قوميسارة- الادب والفن ..!!
-
المجرم الضحية
-
التطرف القومي والأوغاد ...
-
ألديك والحِمار ..
-
ألبومات النصر ..وذاكرة نكسة ..
-
مِنْ -فضل آلرحمان - ..
-
ألسيوطي والكاماسوترا ..
-
مُجتمع الرجولة ، الكرامة والشهامة ..!!
-
مسيرة -الشرموطات - في القدس .. والنقاب !!
-
ألعجوز والتيه .. قصة قصيرة
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|