خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 08:20
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
خليل الشيخة
مع طفلتها عبرت الشارع. أحكمت يدها على الطفلة خشية سيارة طائشة، ثم اتجهت إلى مقبرة الشهداء. في الطريق مناظر حية، هذا طابور للخبز، هذا للبرتقال وآخر لحليب الأطفال. هناك شيخ بطيء الخطى يحضن طفلاً ويبكي، وعجوز ترفع يديها إلى السماء والصخب المجلجل الآتي من المحركات والسيارات يقتل الصمت في الشوارع الطويلة. تمر سيارة أنيقة تحمل رجلاً معتصماً وراء نوافذ الروزرايز والمكيف البارد ينيمه في قيلولة الظهيرة. تصريحات متشعبة من الخارج:" الحصار مستمر، الحليب مفقود، الأدوية محظورة، وبلد متحضرة جداً تطالب بسقوط المعتصم. ما زالت الأم تمشي في الأزقة تمسك بيد الطفلة. تسأل الطفلة أمها عن باقات الزهور التي تحمل في السلة:
لمن هذه الباقة ؟ تجيب الأم باقتضاب : لأخيك الذي مات في حرب ال (......) ثم تسأل ثانية:
_ وهذه الأخرى لأبيك الذي استشهد في حرب (......) ... والأخرى لأختك الطفلة التي ماتت من الجوع ...
صمتت الطفلة وكأنها فهمت شيئاً ما، ثم رنت إلى واحة خاوية أمامها اعتادت أن ترى فيها أطفالاً يلعبون، لم تسأل أين ذهبوا لأنها تعرف، لكنها تمنت في سريرتها لو تناولت كأساً من الماء البارد في قيظ الصيف.
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟