إيمان حجازي
الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 08:14
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بذلت المرأة فى شتى أنحاء العالم، ولا تزل، الكثير من الوقت والجهد فى سبيل الحصول على حرية ما تنشدها متمثلة فى حفنة من الحقوق: "حقوق المرأة"؛ وهى مجموعة من الاستحقاقات تم الاتفاق عليها ليتمتع بها كل النساء فى العالم طبقًا لرؤية كل دولة. فنجدها موثقة فى شكل قوانين فى بعض الدول أو فى شكل عادات وتقاليد، بينما قد تهمل تمامًا فى بعض آخر. واستقلت تلك الحقوق بذاتها عن الحقوق العامة للإنسان لما كان يصم الأخيرة بالتحيز للرجال- دون النساء- كنتاج طبيعى للعديد من الموروثات. ومن أهم وأولى الحقوق التى سعت لها المرأة هى أن يكون لها السيادة على جسدها وقراراتها. ذلك الحق الذى انبثقت منه بعد ذلك شتى المطالب من حق فى التصويت، والقيام بأعمال خدمية عامة، والعمل، والمساواة فى الأجور، وحق امتلاك الأصول، والتعليم، وحق التجنيد، وأخيرًا اثبات الحق لها ككيان قانونى صحيح.
لكن، وعلى الرغم من كل تلك المطالب المشروعة، إلا أن المرأة عجزت عن تحقيق آمالها على النحو المنشود، مستظلة بشىء من الفشل، طالما صاحبها فى حروبها الباسلة ولا يزل. لذا كان لابد من وقفة لدراسة هذه الظاهرة الفريدة؛ ظاهرة كائن اسمه المرأة؛ ينتمى لبنى البشر، بل هو أكثر من ذلك؛ فهو أحد أسباب استمرار هذا الفصيل على الأرض منذ أول الزمان وحتى آخره. ذلك الكائن الذى خلقه الإله فى الأصل حرًا طليقًا وملكه الكون وسخره له بكل ما يحويه من تفاصيل، ثم بدأ ينفض عن نفسه تلك الحرية المطلقة لأسباب مجهولة حتى يومنا هذا. ومع مرور الزمان، توالت الحضارات وتتابعت الثقافات، تلك التى بدأ ذلك الكائن، من خلالها، قبول تقييده بقيود ما أنزل الله بها من سلطان. وبهذا تحول إلى كائن مشوه بعجز لم يخلق به؛ فشل مع الوقت فى تفقد أسباب من هول ما بلغته من تعقيد وإحكام. فما لبث إلا وهو يرثى حاله ويبكى على اللبن الذى سكبه بنفسه.
#إيمان_حجازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟