باسم الهيجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 09:42
المحور:
الادب والفن
وكان يدرك
حين يمر بلا وردة
أنه يتراكض فارغ اليدين
ويعبر كل الشوارع التي بلا شجر
هي الطقوس التي فُجّرت عند أول زاوية ترتفع
ليعبر نشيد الوطن في داخله
وكان ذلك في العام السابع قبل الانتفاضة الأولى
حين عبر من بين سياج القتلة إلى وطنه
وعاد
يحمل ترانيم جديدة
لا تعرف الانحناء
ولا تمر في ممرات ضيقة بلا نوافذ
فانقشع الغمام
وجاء اليمام على نافذة محاصرة
ليشعل الهديل
فغاب عن جسده ثلاث أعوام مُرّة
ألِف ظلمة الأسر
وصلافة السجان
وعاد
ليحمل هماً كبيراً بحجم البلاد التي أرضعته
وليوقظ فيها حنين السنين التي غاب عنها
ينسى نفسه تارة
ويعيد الملامح للذاكرة تارة أخرى
هنا لعب
هنا توقف مندهشاً
هنا نام يتفيأ ظلال الشجر البري
وهناك
حيث يقيم الآخرون
كانت له ذكريات منسية
لطفولة منسية
وحين استيقظ من نومه المتشابك
تذكر
ثمة زهرة داستها الأيام
تئن الآن وهي تتذكر رحيق الحياة
غير أن القطار الذي لم يتوقف
لم يتوقف
وسامر الشيب اسوداد الشعر
رغم الأحلام التي لا تتوقف
كالقطار الذي لم يتوقف
تساوره تارة
وتنشد له أغاريد عصافير تارة
وتهدهده لينام تارات كثيرة
وحين يعبر القمر من سماء قريته
ينظر إلى عينيه
يصرخ بتوجع
ـ المسافات يا صديقتي
ولا نرسم خطانا لنعبر الطريق
خطانا هي هي
والطريق هي هي
غير الزمان هو عندليب أسرارنا كي لا نتوه في زحمة المدن التي بلا شجر
ومتسعة هي المساحات التي تؤلف
وتكره أن لا يمر النسيم صباحاً
من وردة تتراكض نحو الحديقة
لتعبر وتتقن الإقامة في الحنايا
تلك الوردة هي أنت
وذلك المشرد في حقول الذاكرة والأسئلة
هو
أنا
#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟