كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 03:59
المحور:
الادب والفن
قصيدة متعدد الأصوات ( بوليفونية ) تعبيرية
مزاميرٌ تناكدُ عذريتها
كثيراُ ما تسألُ أزهارُ شرفاتها العالية : هل مازالَ يحبّها ذاكَ المتولّهُ للآنَ ويتراكمُ في روحهِ عشقٌ حدَّ الجنون ..؟ ولماذا حبّاتُ البَرَدِ كلّما تتساقطُ تكسّرُ أوراقنا الفتيّة فــ يخبّئها النهرُ المتدفق في حديقتها الشاسعةِ بـ الحلمِ أمامَ أنظارِ البلابلِ وهي تغرّدُ فمنذُ عشقتها إخضوضرتِ عينيها تفتحُ أزرارها تردّدُ الوَلَهَ الجاثمَ على حافةِ الحلمِ وتبعثُ العطرَ يصهلُ عالياً يداهمُ القلقَ المتسارعَ في الخريف , كانَ عاصفةً هوجاءَ تكنسُ مِنْ قلبهِ شيطاناً يتسلّلُ عنوةً يفضحُ قصائدي الوجعُ ظلَّ يناكدُ اللهفةَ المشرئبةِ وراءَ أسيجةِ الوحشةِ تطرقُ أبوابها كلّ ليلةٍ ونحنُ نرتّلها قصائداً جامحةً كــ الخيولِ تحتَ شبابيكها العالية , خيولهُ الحمقاءَ مهزومة يشتكيها الفجر حينَ يهربُ مِنْ فراشها الوثير , ترتبكُ خطواتُ خيوليِ المخزيّةِ على أنغامِ مزاميري المتلعثمةِ , في المجهولِ تتلاشى حسرة كمْ تمنّتْ تمسحُ الغبارَ المتراكمَ حولَ مائدةِ الأنتظار ... حتى شجرةَ التوتِ العجوزةِ أمستْ تئنُ مِنْ غرابٍ راحَ يشاهدهُ يشحذَ خنجرهُ على أحجارِ بيتها يتأمّلني ينتظرُ ساعةَ الهزيمةِ .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟