|
ًعنها فقط و لأجلها...
فاطمة الزهراء فكار
الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 19:17
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عنها فقط أتكلم، و عن الذين أنكروها أحمل في وجوههم قلما بفتيلة نار مشتعلة بوقود الظلم و القمع... عنها فقط أتكلم ولأجلها سأتكلم، عن الجنينة، الرضيعة، الطفلة، الفتاة، المراهقة، الشابة، الراشدة و العجوز... عن المرأة أتكلم يا سادة، عن الأنثى أتحدث يا قوم... ما ذنبها يا ترى ليتم وأدها ؟ بأي قلب تم إغتصابها و قتلها؟ بأي سبب تم تطليقها و سلب حقها؟ بأي منطق تم حرمانها و لازال يتم قمعها؟ أ نسيتم فضلها ؟ إسألوا التاريخ يجيبكم عن معنى المرأة الحقيقية ... من أنتم يا رجال، ماذا تخالون أنفسكم يا أشباه الرجال، يا مدعي الرجولة ؟ كفاكم تفاخرا بفحولة ما هي إلا جملة إسمية دون فعل و لا فاعل... قلبتم الآية رأسا على عقب و حرفتم محتوى القاع حين جعلتم من أنفسكم أسياد العالم و نحن الخادمات و نسيتم بأن أصل الملك العظيم طفل يبكي و بأن خادم الرجال سيدهم... فنحن الأسياد و أنتم الأطفال. عنها فقط أتكلم و لأجلها أرفع صوتي مع تكرار الصدى لعل وسخ أذنكم يزول و تسمعون كلاما لطالما أعرضتم عنهم، فهذه وظيفتكم الهرب و التهرب من الحقيقة أنا لا أكره الرجال ، بل أطالب بقيام ثورة نسائية تخرج من سجن الأنوثة مقتحمة قصر الرجولة الوهمي لتطالب بحقها كإنسان خلقه الله مكرما و ليس مقهورا... لا أريد خلق الفتنة و قيام الحرب بين الجنسين، أريد شيئا مسلوبا يدعى"المساواة " ، أريد إعطاء كل ذي حق حقه، أريد تكافئ الفرص و العدل و العدالة. لكن يظهر لي أن الرجال يخافون مما قاله سقراط : "يوم تصبح المرأة مساوية للرجل تمسي سيدته " لقد قتلتم المعاني فينا حتى أصبحنا مجرد أجسام تشتهونها فتتهافتون عليها كأننا سلعة تعرضونها في المزاد العلني -من يدفع أكثر يأخد- بأي حق تتاجرون بأرواحنا و أجسادنا؟ من منحكم رخصة إمتلاكنا غصبا كقطعة أرض محفضة ؟ حقا، إنكم تبعدون عن الوعي و الضمير بمسافة آلاف السنين الضوئية ... و ما يزيد الطينة بلة أن أغلب النساء يرضين بهذه المفارقة تحت شعار "الرجل ليس كالمرأة " ما هذا الهراء !! أي عقل سيستوعب فكرة لا أساس لها من الصحة بتاتا ؟ فعلا، صدقت أحلام مستغانمي حين لقبتكم بالنساء الغبيات ، تطاردون الأرانب الفارة، إنه أرنب، أرنب يا غبية ، سيستبدلك بقطعة جزر حالما يجوع ، فلماذا كل هذه الطاعة حد العبودية؟ يقولون عن أحلام أنها أكثر من ظلم الرجال، و أنا أقول أنها أكثر من أنصفت النساء. أنت إنسان مثلك مثله و ربما أحسن منه بكثير ... كفاكن غباء أنتن أيضا ، كفاكن تربعا على الأرض جنب قدميه و هو مستلق على الأريكة بإسترخاء. إستيقظن من سباتكن فلا شيء يعلو على الكرامة و النخوة ، تستحقن ما يستحقون بالتمام و الكمال. لا يحز في قلبي سوى سذاجة نساء العرب، فالمرأة الشامية تلقب الزوج ب"تاج رأسي" و المصرية تنعته ب"سيد الناس" و المغربية تناديه ب"مول الدار" بينما الذكر من هؤلاء لا يكلف نفسه أن يناديها حتى بإسمها... أ رأيتن الفرق الآن ؟ أ لا تعلمن أن طاعة الزوج في حسن المعاملة من كلا الطرفين و ليس في إستعباد أحد الأطراف، و لعلك أنت الطرف المستعبد... من أنت يا رجل لتتفنن في رسم رجولتك على وجها ببقع زرقاء و حمراء و تنفخ صدرك و تتمختر في مشيتك كأنك ضربت إسرائيليا إحتل أرضك و الحال أنك لا تشعر بالرجولة إلا بعد تخطيك لعتبة منزلك فقط ؟ من أنت يا هذا الذي تغضب عند ولادة الفتاة و تطير فرحا إن رزقت بولد، فما علاقة العار بالفتاة ؟ هل الولد معصوم عنه مثلا و نحن لا نعلم ؟ عنها فقط أتكلم و لأجلها ، قولي لي يا إمرأة ، يا من تخضعين لسلطة الرجل و أنت مبتسمة ، يا من تخطئين عن غير قصد و تعاقبين لتنسي الأسى بعدها ، قولي لي : أ ليس هذا الرجل الذي يذبح أخته المخطئة هو نفسه الرجل الذي يخطئ مع أخوات الرجال؟؟ أ ليس هذا الذئب الذي يخدع الطفلة البريئة هو نفسه الذي يحبس إبنته و يقيدها ؟؟ أ ليس هذا الرجل الذي يخون زوجته هو الرجل الذي يذبحها دفاعا عن شرفه؟؟ قولي لي يا من تخافين من المجتمع و تنساقين وراء آراءه ، قولي لي : أ ليس هذا هو المجتمع الذي ينبثق منه الحرام هو المجتمع نفسه الذي ينصب المشنقة لكل من إرتكب الحرام؟؟ أ ليس هذا هو المجتمع الذي يرجم بالحجارة العاهرات هو نفسه المجتمع الذي نصف إقتصاده من سياحة الدعارة؟؟ ترين في نفسك الضحية و يتهمونك بالجانية و الحال أننا كلنا جناة و ضحايا فكر يريد نسف العقل الذي يفكر. لا تعتقدي و لو لبرهة أن ما يفعله الرجل لك و بك هو غيرة و خوف عليك -غبية- إنه يخاف على نفسه أن تلحقي أرنبا غيره. هناك رجال لا تجوز فيهم المحبة و لو لوجه الله و هناك نساء يلزمهن سطل مياه مثلجة ليستيقظن من غيبوبة إتباع قوانين أكل عليها الدهر و شرب . فلتعلمي أنك أكثر من إبنة و زوجة و ربة بيت و أم ، أنت كيان و وجود، أنت سيدة مجتمع تحتاج للصقل و نفض الغبار من على فكرك . و لتعلمي أيضا أنك أخير من الرجال قلبا و قالبا ، و لا تظني أن الرجل يخاف عليك فعلا، بل إن أشد ما يذعر له المجتمع الذكوري هو أن تثبت المرأة تفوقها في التعليم و العمل و المجالات العلمية و الفكرية، و سبب الذعر هو خوفهم من أن تتذوق النساء سعادة العمل الفكري و لذته و ينجرفن في ذاك الطريق و لا يجد الرجال من يخدمهم في البيت و يطبخ لهم و يغسل سراويل الأطفال كما قالت نوال السعداوي. أذن لا تكوني مجرد جسد خادم كوني ثائرة أنت أيضا بصوتك ،بأنوثتك ، بقلمك، بكتاباتك، بأمومتك، بعقلك، بشرفك ، بعلمك و تعلمك، بجهلك و ثقافتك. كوني ثائرة. عنها فقط و لأجلها : أيتها المرأة... ثوري على الغرب على الشرق... على الشمال على الجنوب... ثوري على حضارة الجسد و كوني عقل هذا العالم...
#فاطمة_الزهراء_فكار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا، بين البداية و النهاية
-
و لأني من النساء
المزيد.....
-
بين القابلة والطبيبة النسائية.. قيود اجتماعية تعيق وصول النس
...
-
مقتل سيدة على يد شريكها.. إسبانيا تسجل أول ضحية للعنف ضد الن
...
-
من تعدد الزوجات الى التطاول الجنسي على الأطفال
-
“رابط متاح” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال
...
-
بالصور| وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ضد تعديل قانون الاحوال
...
-
رابط مُفعل للتسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بالج
...
-
ضجة فيديو ممرضة ترقص فوق رأس مريض.. شاهد ماذا كان مصيرها
-
استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة كراميش بترددها الجديد 20
...
-
قافلة الاطفال الجرحى والمرضى وعائلاتهم تتجه الى معبر رفح للع
...
-
فادي الخطيب يرد بـ”تصريحات كاذبة”.. ضبط رسائل تهديد في هاتفه
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|