لباس برتبة جريمة

ميساء أجزناي

الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 15:49
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

تتحول الضحية إلى جاني، هذا ما يحدث حين تنقلب الآية.. نتفاجئ بحادثة عادية-نظرا لتكرارها- انتهت بنتائج غير عادية بالمرة، فبدل اعتقال المتحرشين تم اعتقال الضحيتين و التهمة؛الاخلال بالحياء العام في نهار رمضان.
في حين كانت فتاتان تتجولان و هما تلبسان الفستان في أحد أسواق جنوب المغرب منتصف الشهر الجاري قام مجموعة من الشباب بالتحرش بهما ثم تفاجئتا باعتقالهما من طرف الشرطة و متابعتهما قضائيا بتهمة باطلة. تركت هذه القضية ردود فعل واضحة لدى مختلف الفئات خاصة العنصر النسوي الذي وضع هاشتاغ لبس الفستان ليس جريمة إلى جانب صورة شخصية بالفستان على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك).
يستمر مسلسل تحميل المرأة أوزارا في عرض حلقاته كلما سنحت المناسبة لذلك، ففي الوقت الذي يلزم التركيز على معضلات اجتماعية متنامية تتمدد كل يوم، نجد انفسنا مرغمين على الحديث في موضوع متجاوز لأنه يتعلق بالحرية المحدودة للفرد ضمن مجتمعه و التي تعتبر من أبسط الحقوق التي يحق له التمتع بها. إن كان اللباس في معظم التعريفات يحيلنا على كونه ثقافة اكتسبها الكائن البشري بعدما تحول إلى كائن اجتماعي و ثقافي فإن ذلك لا يعني أنه يخضع لمقياس ثابت أو معيار مقنن، لكن حين يتم اعتباره جريمة يتوجب إخضاع الفرد بسببه لمحاكمة قانونية تعيد للحياء العام هيبته و شرفه الضائع فذلك لا يعني سوى أن القانون يحضر معكوسا، لأن الشباب الذين قاموا بفعل التحرش لم يتابعوا بتهمة التحرش الموجبة للعقاب و لكن الفتاتان توبعتا بسبب ممارسة حقهما في اختيار اللباس. و أنا أقرأ عن الحادثة أول الأمر تساءلت كيف يعقل أن تعتقل الحرية الشخصية في هذا الوطن بهذا الشكل التمويهي؟ بينما المستحقين للاعتقال هم الطلقاء !
تغيب العدالة دائما حين يتم استغلال القانون بنية خفية ،هذا ما قد يظهر واضحا وضوح الشمس في نهار صيفي. فحتى لو افترضنا أنه تم اخلال بالحياء العام للمجتمع ألم يكن مستحبا للصائمين غض أبصارهم كما جاء في الاية القرآنية؟ و لو أقررنا بخطأ الفتاتين في لبس الفستان لتجنب إثارة الصائمين، أليس على الذكور تجنب لبس السروال القصير لتجنب إثارة الصائمات؟ أستبقى المرأة في المجتمع هي المشجب الذي يعلق عليه كل الزلات و الخطايا و أي شيء أمر موجب للنهر و العقاب؟ أستبقى هي الجاني و لو اتضح أنها الضحية؟ و على سبيل التحديد، الفستان برتبة جريمة !

#ميساء_أجزناي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات