|
ملاحظات سريعة حول : اليسار و رهانات ما يسمى (الربيع العربي)
الحسين بوكبوط
الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 05:28
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ظلت العديد من أحزاب اليسار بجميع أطيافه البورجوازية اﻹ-;-نتهازية و البيروقراطية والفوضوية ترتهن لملابسات تأثير و انعكاس ما يسمى ب(الربيع العربي) وإسقاط رهاناته( البرتقالية )على واقع و مصير هاته الشعوب المضطهدة، إلى درجة التماهي في تصويغ و تسويق مفاهيمه و شعاراته اﻹ-;-يديولوجية الليبرالية حول (الحرية و اﻹ-;-ستقرار و حقوق اﻹ-;-نسان و الدولة المدنية.. ) التي سرعان ما إنكشفت أبعادها السياسية و العسكرية لما تبدت تداعياته الكاريثية في العديد من هده البلدان بإغراقها في بحر من الدماء و الحروب والهمجية(ليبيا-سوريا-اليمن-العراق...) و قد استفاذت من هذا الوضع الملتبس ، الحركات الفاشية اﻹ-;-خوانية المدعومة امبرياليا في إحتلال مواقع السلطة و الحكومات في جل دول الشرق اﻷ-;-وسط وشمال إفريقيا ،وذلك على خلفية تهيئة المناخ السياسي المضطرب لتدخل حلف الناتو الأمريكي بفزاعاته (اﻷ-;-سلحة النووية و اﻹ-;-رهاب و خطر الشعوب المقاومة ....) الهدف منها تمويه الصراع الحقيقي وتغليفه بالطابع الإيديولوجي الديني والطائفي و الإثني وإجهاضه لفائدة تحالف اﻹ-;-مبريالية و الصهيونية والرجعية و الفاشية الدينية بأموال البترودﻻ-;-ر ، لتأمين مصالحه الحيوية و السيطرة على المواقع الإستراتيجية في العالم بأسره. ومن الواضح جدا ، أن أزمة الرؤية الفكرية و السياسية اللتين تخترقا أحزاب اليسار المتمركس وهي التي تخلت تدريجيا عن المرجعية الماركسية الثورية و هويتها الطبقية و عمقها الشعبي باﻹ-;-نكفاء في المراجعات التحريفية و اﻹ-;-صلاحية وإستطابت الكسل الفكري تحت سقف ديمومة أزمة النظام اﻹ-;-مبريالي و هيمنته الأيديولوجية : الإعلامية و الثقافية و تكيفه السريع مع التحولات و اﻷ-;-حداث الجاريتين ، قد ساهم بدوره في إعادة هذه القوى الفاشية اﻹ-;-سلاموية إلى المعترك السياسي واستخدامها وفق أجندة إستعمارية تستجيب من جهة ﻷ-;-هداف الكيان الصهيوني في مخططه العنصري اﻹ-;-ستئصالي ﻹ-;-قبار القضية الفلسطينية و التفوق النووي و العسكري في المنطقة (الشرق الأوسط الكبير اﻹ-;-ستعماري)..و من جهة ثانية لمواجهة تحديات اﻷ-;-قطاب اﻹ-;-قتصادية الكبرى في إطار التناقضات الداخلية للإمبريالية مع القوى اﻹ-;-قتصادية الصاعدة( الصين ، روسيا ، دول بريكس...) حول المصالح اﻹ-;-قتصادية و مصادر الثروات و البترول و السباق العسكري و التكنولوجي في العالم. و ضمن هذا اﻹ-;-ستهداف عملت اﻹ-;-مبريالية أيضا عبر عملائها المحليين على استدماج و دعم التوجه اللبيرالي / اليساري في مسار هذه اﻹ-;-نتفاضات الشعبية لما يمثله هذا التوجه الإنتهازي من رؤى إيديولوجية بورجوازية غارقة في مسلكيات التعاون الطبقي و مواقف النذالة والوساطة و المهادنة من خلال : (تسقيف المطالب الشعبية،إجهاض تطور الحركات ، التخابر على الثوار، إحتقار الجماهير...) لتمرير ما يسمى باﻹ-;-نتقاﻻ-;-ت السياسية ﻷ-;-نظمة العمالة و التبعية، بهدف قطع الطريق على أي تحول نوعي للحركة الجماهيرية المنتفضة التي برهنت على قوتها الذاتية وطاقتها الهائلة في التعبئة و الحشد و مواجهة اﻷ-;-نظمة الديكتاتورية و أجهزتها القمعية بالصدور العارية ..إلا أن ضعف القوى الماركسية الثورية التي رغم إنخراط مناضلوها(تها) بوعي سياسي متفاوت يشوبه الحذر و التوجس من سرعة و فجائية هذا الوضع الجديد الذي أتى بالتدخلات الخارجية للناتو و كرس سياسات التبعية للمراكز المالية العالمية وإستباح الثروات البترولية و دماء الشعوب و جعلها تحت شروط الإمبريالية و العدو الصهيوني بمباركة الأنظمة الإستبدادية الفاشية الدينية و العشائرية... جعل دورها صعب للغاية و محدود التأثير في ظل ملابسات و مجريات هذه الحراك الشعبي الذي لم يجد إستراتيجية ثورية حاضنة للطبقات الشعبية الساخطة و لا أجزاب عمالية شيوعية حقيقية لتأطير وعيها المنتفض و شعاراتها الثورية و مطالبها السياسية و اﻹ-;-جتماعية و الديمقراطية بامتلاك الخطط الملائمة و البرامج التاكتيكية الكفيلة بتطويرها في إتجاه تجذير و تثوير المسار التحرري الوطني الديمقراطي التقدمي كمقدمة أساسية لقيادة الصراع الطبقي في بلدانها نحو اﻵ-;-فاق الواسعة ؛ الديمقراطية و الإشتراكية.. وهكذا فإن ما سمي(ربيعا عربيا) ، بقدرما طرح على القوى و التنظيمات الماركسية الثورية ، إعادة تقييم المرحلة السابقة وتحليل الواقع المادي التاريخي و تحولاته السريعة وذلك ببلورة أجوبة تجديد رؤيتها الفكرية والسياسية الثوريتين و بناء كيانها و قواعدها التنظيمية و الجماهيرية ، بسواعد و عقول القوى الإجتماعية الطبقية المحركة للإنتفاضات الحقيقية و الثورات الشعبية وذلك لمواجهة تحالف الإمبريالية و الأنظمة التبعية بإيديولوجيا الفاشية الدينية، فإنه عرى أيضا حقيقة و واقع اليسار الليبرالي و اﻹ-;-نتهازي في العديد من مواقفه و ممارساته و مصالحاته مع الطبقات السائدة و توافقاته مع قوى الرجعية الفاشية الدينية، بإستمالة هاته المعارضات الناعمة المستهترة من أجل تهدئة اﻷ-;-وضاع المتفجرة في صفوف الشعوب و حركاتها المطلبية.. مقابل تحسين موقعها التشاركي / التخاذلي ضمن اﻹ-;-طار الديمقراطي الشكلي لتوازن و سيادة اﻷ-;-نظمة القائمة. كما فضح بالتوازي دور تجار الدين/اﻹ-;-سلام السياسي في إجهاض وتعطيل أي عملية تحول شعبي و تطور تقدمي نحو الآفاق الواسعة للتحرر و الإنعتاق من تسلط الأنظمة الديكتاتورية و التبعية، من خلال دور الكومبارس الذي أوكل لحركة اﻹ-;-خوان المسلمين و توابعها التكفيرية و الجهادية القتلة عبر تجنيد مرتزقة إسلامويين باسم ما يسمى ب(الدولة اﻹ-;-سلامية) كحلقة جديدة و متواصلة في سلسلة الهجوم اﻹ-;-مبريالي في القرن21 على الشعوب و قواها الديمقراطية و الشيوعية (...)
#الحسين_بوكبوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطبقة العاملة ما بين كماشتي الإنتهازية و الباطرونا(نموذج ال
...
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|