أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - امل كاظم الطائي - نحن والعولمة















المزيد.....

نحن والعولمة


امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)


الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 00:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نـحـن والعـولـــــــمة


العولمة بمعناها الواسع تعني أن يكون جميع سكان المعمورة أسرة واحدة شركاء في هذا العالم بكل ما يحويه من مصادر طبيعية وخيرات وغلات زراعية ومصادر معدنية وووووو ,
وان نتعايش مع الطبيعة في توازن يضمن لنا كينونة البقاء والاستمرار لاعمار الأرض ومحاربة كل ما من شأنه إن يدمر هذا الكوكب اللطيف والمحافظة على الجنس البشري من الكوارث الطبيعية المدمرة والتآزر من اجل خلق توازن طبيعي مع ما تبقى من موارد طبيعية ومعدنية في الأرض شريطة إن يكون الجميع شركاء في ذلك ما داموا أسرة واحدة تستظل يفئ المعمورة التي في نظري لم تعد معمورة !!!

من ناحية أخرى يرى الكثير إن الدخول في هذه الشراكة منقوص وغير متكامل وبالنتيجة سيكون للدول الصناعية المتطورة الحق في التصرف بمكنونات الأرض بما تملكه من معدات ومن تطور وستقف الدول الفقيرة مكتوفة الأيدي إمام هذا المد العارم لدعم العولمة .

العولمة بمعنى آخر تعني إلغاء وإذابة القومية والعادات والموروثات وإلغاء القيم الدينية والروحية أيا كانت وإحلال ثقافة الحرية المزيفة محلها والتنوع والتعايش السلمي مع الهيمنة بمكنونات الأرض لصالح الدول المتطورة صناعيا .
ولا تنتهي خطورة العولمة عند هذا الحد وإنما خطورتها تنبع من ضرب لب المجتمع (الأسرة ) وإحلال مفردة الإنسان محلها , ليس لاجل ما تعنيه كلمة إنسان كما يدعون بل من اجل إن تعم الروح الفردية و الأنانية محل الأسرة والترابط الاجتماعي ويرى الكثير من الباحثين انه كلما زاد التطور في الاتجاه الايجابي والتكنولوجي رافقه تحلل وتفسخ اسري او بمعنى آخر كلما اعتمد الفرد على ما يقدمه له التطور الصناعي من أسباب الراحة كلما قل الترابط الأسري ,
وذلك صحيح إذا نظرنا إلى المجتمعات المتطورة صناعيا نرى إن مفهوم الأسرة عندهم بدأ ينحل والترابط الأسري يقل لانشغال الوالدين في العمل الذي يمتد لأكثر من ثمان ساعات فينشأ الأطفال بعيدا عن ذويهم وتتبنى الدولة موضوع الطفل بدءا منذ اليوم الأول لولادته لحين بلوغه سن معينة ويكون طبعا مشمول بالرعاية الصحية والاجتماعية وبالتالي ينشأ الطفل بعيدا عن والديه وتكون للدولة الكلمة الفصل في رعايته وليس للوالدين وفي الدول المتطورة توجد العديد من المؤسسات التي تراقب عن كثب علاقة الطفل بوالديه وهذا شئ حسن لان للطفل حقوق وقد لا يكون الوالدين قادرين على تنشئته بالشكل الصحيح لعدة أسباب وتعد ظاهرة وجود هذه المنظمات التي ترعى حقوق الطفل ظاهرة صحيحة إذ تحمي الطفل من الاستغلال أو من تشغيل الطفل في سن مبكرة مما يؤثر بشكل سلبي على شخصيته .

إن إبعاد الطفل عن إلام ولهاث الأبوين لتوفير لقمة العيش والوصول إلى الرخاء الاجتماعي والجري وراء كل ما هو مسلي وجديد ومواكبة الموضة, كل ذلك أدى إلى قلة الوقت الكافي لمتابعة الطفل من قبل الوالدين والاعتماد في اغلب الأحيان على أناس غرباء قد لا يكونوا أمناء في رعاية الطفل وذلك يجعل الطفل لا يشعر
بحنان والديه وبالتالي يقل الترابط الأسري .

إن تبديل مفردة الأسرة والتي تمثل اللبنة الأساسية لبناء مجتمع قويم وإحلال مفردة إنسان مكانها يعني ضرب المفاهيم القديمة برمتها ويعني ذلك إن الجيل الجديد لن ينشأ بظل أسرة مكونة من أم وأب وأطفال, ولكن يمكن إن ينشأ من مجموعة إفراد قد لا تربطهم إي رابطة وممكن إن يتعايشوا تحت سقف واحد فمن خلال ترديدهم " إن العالم أسرة كبيره يرعى بعضها البعض " يتضح مدى خطورة ذلك على مجتمعاتنا .

و مما لا شك فيه إننا سوف لن نصمد أمام هذا المد الهائل لدعم العولمة وكما قال الكاتب الفذ علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري" إن المجتمعات كي تتطور لابد من وجود فئتين متعارضتين إحداهما تؤمن بالتطور وتسير في ركابه والأخرى تؤمن بالمحافظة على العادات والتقاليد ولا تسير بركاب التطور بل تسير بالاتجاه المعاكس"
وانا أرى إننا بحاجة لكلتا الفئتين كي يكون التطور متوازن ولا نسير بسرعة مجنونة في مواكبة كل ما هو جديد الذي من الممكن يؤدي بنا إلى الهاوية السحيقة وبنفس الوقت لا نسير ضد التطور الذي يخدم البشرية وان كان سلاح ذو حدين .

ولأننا جزء من هذا العالم الذي نتأثر به ونؤثر فيه يجب ان نعد العدة إما لنكون جزء من العولمة ونرضى بها كواقع حال أو نجهز أنفسنا ومجتمعنا ونحافظ على كينونتنا ,

إن ذلك لا يعني إن كل مفردات أو ما نادت به العولمة سيء ولكن نظرة عامة للوضع ندرك من خلاله ان العولمة جاءت لتدعم هيمنة الدول الكبيرة بحجة أو ذريعة إننا نعيش معا كأسرة واحدة ويستظل بعضنا ببعض لان هذه خدعة كبيره لالتهام خيرات الدول الغنية ومواردها وبالتالي فالعالم الكبير الذي كلنا أسرة به سيعود بالضرر على هذه الدول المغلوبة على أمرها ولن تستفيد من خيراتها بل و اكثر من ذلك فقد بدأت مجتمعاتنا فعلا بالتأثر بالعولمة من خلال ما تبثه القنوات الفضائية وشبكات الانترنت من مفاهيم جديدة وغير مألوفة بل وشاذة بالنسبة لنا وبدأت تزحف هذه المفردات إلى عقول شبابنا وفتياتنا بل وحتى أطفالنا بدءا من مفاهيم الحرية ودعم الحرية الفردية وإشاعة التمرد على كل ما من شأنه إن يهدم مفهوم الأسرة عندنا بمعناها التقليدي .

هم يدعون إننا أسرة واحدة ولكن أين هم من المجاعة التي يعاني منها الأفارقة على الرغم من تمتع أراضيهم بخيرات ما انزل الله بها من سلطان ؟؟؟

إن الدول الغربية والرأسمالية على وجه خاص عندما يكون لديها ا فائض في الغلة الزراعية يلجئون الى إغراق المنتوج بالبحر بدلا من نقله او تصديره الى الأفواه الجائعة ولكن من ناحية أخرى نرى أنهم يتضامنون مع الدول الفقيرة بالتبرع لهم من خلال التجمعات او الجمعيات الخيرية والإنسانية ان هذا التضاد في التعامل يعكس لنا وجهين من التعامل

. الوجه الأول يمثل الشركات الاحتكارية والرأسمالية والتي لا يهمها القيم الإنسانية ولا تبالي أصلا بالدول الفقيرة او دول العالم الثالث كما يسمونها بل ويطلقون أسماء وصفات لا تسر الآخرين كلقب خنازير غينيا على مجتمعات الدول الفقيرة ووو

.اما الوجه الأخر فهو يمثل الترابط والتعاون بين سائر البشر بكل ما تحمله كلمة الإنسانية من معان بل إنهم يجسدون الإنسانية بذاتها .

من هنا نشأ الصراع الحقيقي بين طرفين طرف يدعي العولمة ويصر عليها ليس محبة بالناس والإنسانية بل من اجل فرض الهيمنة الكلية على موارد المعمورة التي يدعون إننا جميعا شركاء بها ,
ولكن للشراكة شروط فليس لمالكي الأرض الحق بالتمتع بثرواتهم وفي كل يوم يموتون جوعا والمرض يفتك بهم ويعانون من الفقر والحرمان والحروب والعنف ويتمتع الآخر بالضمان الصحي والاجتماعي ورفاهية لا يمكن إن نتصورها بل وأكثر من ذلك فهم ينعمون بالراحة والأمان ويلجئون إلى التبذير والإسراف بحجة الرفاهية ودعم الحرية الفردية .

إن الشراكة التي يزعمون إياها منقوصة وخالية من اي ضمانات بين المهيمن بالقوة على الأرض والذي يدعي ان الأرض قرية صغيرة وبين مالك الأرض وثرواتها وكي تكون مبادئ العولمة صحيحة ومقبولة لابد ان تكون لها شروط معينة منها مشاركة الدول المتطورة في تقنياتها ومواردها الطبيعية وان نشاركها في خزينها النفطي وترسانتها النووية بل دعونا نترك ذلك هل تقبل اي دولة متطورة ان ترعى المرضى وان توفر لهم الحد الأدنى من الرعاية الصحية التي توفرها لرعاياها... طبعا لا .

ان نظرة متفحصة وشاملة لما تعنيه العولمة في قاموسهم يبين ما ترمي إليه الاطراف الأخرى وذلك يعني السيطرة على جميع موارد الأرض من مياه وموارد طبيعية أخرى ومعادن تكون تحت هيمنتهم بشروطهم وحينها ندرك سقوط أهم شرط في تعريف العولمة الذي يدعونه هم من إن العالم أسرة كبيرة يعيش تحت سقفها جميع مخلوقات المعمورة اما الحقيقة انهم بعيدون كل البعد عن الجانب الإنساني الذي يدعونه ويصوروه وكأنه حل سحري او كأنه مارد علاء الدين الذي يخرج من قمقمه لينفذ ويلبي جميع رغبات علاء الدين وعلي بابا وينهي جميع أزمات ومعاناة الآخرين .

ان ما يبثوه عن العولمة من جانب مضيء وانساني وانه سيحل المشاكل العالقة في خلق توازن بين كم البشر وبين ما استنفذناه من موارد طبيعية لا يمكن ان تجود به الارض مرة اخرى هو كذبة كبيرة لا تنطلي على كل من يراجع تاريخهم بدءا من اكتشاف العالم الجديد من قبل كولومبس ولحد الان .
• ان اتفاقية (ريو دي جانيرو) والتي عقدت تحت سقف الأمم المتحدة في سويسرا عام 1992 التي تم بموجبها إقرار العولمة وتمخضت عن إقرار أجندة 21 والتي تنص:
على انه يجب استحداث الطرق والاليات والتقنين في استخدام المصادر الطبيعية الموجوده في الارض من مياه صالحة للشرب ومعادن كي تساير الزيادة السكانية في الارض ويستطيع الجميع العيش بسلام هي كذبة كبيرة تختئ خلفها حقيقة مرة علينا التنبه لها.

• ان من حق الأجيال القادمة التمتع بالتطور والرفاهية والتكنولوجيا التي نتمتع بها الان وذلك لن يتم مالم نوقف استنزاف المصادر الطبيعية التي اهدر الكثير منها منذ بدء الثورة الصناعية في اوروبا في العصر الحديث وماتلى ذلك من حروب عالمية التهمت اكثر من نصف المصادر الطبيعية التي جادت بها الارض والتي تكونت خلال ملايين السنين ولكننا لم نكن حكماء في استخدام هذه الموارد التي لن تستطيع الارض ان تجود بها وتكوينها لملايين من السنين المقبلة.

ان القاء النظر على هذه المشكلة له جانبان

الاول جانب حقيقي ويتعامل مع الواقع بالمستندات والأرقام الدلائل وجانب جيولوجي لايمكن ان ننكره
وجانب اخر يمكن الدول الغنية والمتطورة صناعيا من الاستحواذ على ما تبقي من مصادر في ارجاء الارض والتحكم بها بغية المحافظة عليها للاجيال القادمة كما يدعون؟!!!

صحيح هم يسلطون الضوء على الجهود المبذولة من اجل الخلاص من مشكلة الاحتباس الحراري التي تعاني منه الأرض ومشكلة الأوزون ومشكلة قلة الموارد المائية ويريدون إيجاد مخرج لذلك ولكن نظرة فاحصة لكل ما قلناه سيفسر لنا كيف إنهم وليس غيرهم مسؤول وبشكل مباشر عن ما تعانيه هذه المعمورة التي يتباكون للحفاظ على بيئتها , لان أسباب الاحتباس الحراري إنما ناتج عن زيادة نسبة ثاني وكسيد الكربون في الجو من جراء التجارب النووية لإخافة الدول التي لا تملك هذا السلاح الفتاك الذي من شأنه تدمير قارة بأكملها في غضون دقائق قليلة والذي هو حكر عليهم والويل كل الويل لمن يمتلكه دونهم.
ومن جراء المعامل التي تنتج مواد مصنعة لسنا بحاجة لها وقد تكون كمالية وطبعا يتم تزويق هذه المنتجات المملوءة بالسموم ولكنهم يلبسونها حلة تبهر العيون ونقع نحن في الفخ فيسوقوها لنا بأسعار ما انزل الله بها من سلطان بحجة أنها ماركة عالمية .

ونصل إلى نتيجة مؤلمة هي ان الدول التي تمتلك ثروات طبيعية كالنفط وما شابه ليست الا البقرة الحلوب التي تدر الحليب لهم ويجاملونا لا لشيء بل لإدرار المزيد من الحليب الذي يشترونه منا بابخس الإثمان ويبيعونا علف سيء وبأسعار تفوق مئات المرات سعر الحليب الذي نبيعه لهم .
واللبيب .... .

بحث للمهندسة امل الطائي
25 حزيران 2015



#امل_كاظم_الطائي (هاشتاغ)       Amal_Kathem_Altaay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - امل كاظم الطائي - نحن والعولمة