رغد علي
الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 09:21
المحور:
الادب والفن
جلس الكاتب الى مكتبه ليكتب مقالته الاسبوعيه ,حمل القلم و قبل أن يهبط به على الورقه البيضاء النقيه,وقفت أمامه كل حروف العربيه ..مترتبه واحده قرب الاخرى ,كأنهن فى مظاهرة عارمه شعبيه ..قال لهن :ما هذا؟ ما بالكن تجتمعن على فى لحظة ؟ان الرجل لا يقوى على حرب امرأة واحدة فكيف بثمانيه وعشرين ؟؟
نطق حرف الألف بنبرة كئيبه :اننا فى حالة اعلان الحداد ,تجمعنا لنخبرك بواقع الحال فلا تعقد علينا الأمال ..استغرب الكاتب فما معنى أن تعلن الحروف الحداد ؟!
هزأفيهن وقال :أى حداد هذا ؟ دعكن من هذا الهراء ,وترتبن فى كلمات ,وانتظرن تسلسل الأفكار ,لننهى كتابة المقاله الأسبوعية ,دفع حرف الباء الألف ولرفيقه قال :دعنى أحاوره ,عله يفهم منى !! أيها السيد ألا تعرف أن الحداد الحقيقى للحروف هو ألا تهبط على الأوراق..ان أعمق الألام هى التى لا نرسمها ,لا لعجزنا انما الصمت أحيانا أبلغ اللغات ,فاحترم حدادنا واترك قلمك لا جدوى معنا ..!
ضحك الكاتب وقال :والى متى سيستمر حدادكن انشاء الله ؟فتقدم الحرف الاخير فى العربيه ,حرف الياء ,والتفت نحو الكاتب وقال :لا تستهزئ بأحزاننا,اننا معشر الحروف نشعر آلامكم حين تحاولون جمعنا على الورق ,ونحس ارتجاف الأقلام بين أصابعكم وأنتم تسطرون احزانكم ,ونصاب بالبرد والقشعريرة حين تبللنا دموعكم ,نحن مرآة ذاتكم ,كلما نظرتم اليها اكتشفتم انفسكم ,لأننا نرى ما لا تروه ,فكيف ننسى أنك فى حالة حزن عميق ,اننا نشعر أبعاد الامك ,فآثرنا أن نعلن الحداد معك ,احتراما لك حتى تهدأ, وتنتظم أفكارك ..واذا بصديقنا الكايب يشعل سيجارة و ينفث الدخان فى الهواء ..فعلا ان الحروف مخلصة جدا ..ترك قلمه وقام من مكتبه
2000- ايلول .
#رغد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟