|
وان عدتم عدنا ...قراءة في الإصدار الإجرامي لداعش
مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)
الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 21:25
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
وان عدتم عدنا ...قراءة في الاصدار الإجرامي لداعش
نشر تنظيم "داعش" مقطع فيديو جديد، تحت عنوان "إن عدتم عدنا"، يظهر إعدام 14 عراقياً، باستخدام ثلاثة طرق بشعة، الأولى هي تفجير السيارة التي يركبونها، الثانية هي الإغراق حتى الموت، والثالثة هي تفجير أعناقهم بالديناميت. الفيديو الجديد الذي تبلغ مدته سبع دقائق ونصف، أصدره فرع "داعش" بولاية نينوي، ونشره في أحد المواقع الإعلامية التابعة له، وقد شهد الفيديو تقنيات تصوير عالية الجودة، وأناشيد جهادية استعملت كموسيقى تصويرية، ومونتاج احترافي. وذكرت شبكة سي ان ان، أن سبب إعدام العراقيين الأربعة عشر، هو "تجسسهم لصالح الحكومة العراقية وتحديدهم لمواقع التنظيم"، حسب ما جاء في الفيديو.. وقد تخللت الفيديو مقابلات مع الضحايا، يعترفون من خلالها بالمنسوب إليهم، قبل إعدام ثلاثة منهم بالتفجير داخل سيارة بقذيفة أر بي جي، وخمسة بوضعهم في قفص وإغراقهم، وستة بتفجيرهم عبر استخدام الديناميت. وتماماً كما فعل مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة، عمل التنظيم المتطرّف على تصوير بشاعة الإعدام، إذ يظهر الأسرى المعدمين غرقاً وهم يحتضرون تحت الماء، كما تظهر أشلاء المعدمين باستخدام الديناميت، وهي تتناثر لحظة تفجيرهم، مقابل الإبقاء على أسير وحيد حياً. غير أنّ النجاح الأكبر للفيديو كان في قدرته على إخفاء طبيعته كـ«سينما»، إذ تلقّاه أغلب الجمهور وعلّق عليه كأنه يشاهد «حدثاً» التقطته الكاميرا، لا فيلماً سينمائياً. نقول إن الإعدام كان سينمائياً ليس بمعنى أنّ التصوير كان «رفيع المستوى» و«هوليوودياً» وما الى ذلك، بل بمعنى أن المشهد برمّته، ككلّ إصدارات «داعش»، هو مشهدٌ سينمائي بحت: لا ترى إلّا ما يريد المخرج لك أن تراه، وأي ردّ فعلٍ اختلج فيك أثناء عرض الشريط لم يكن نتيجة تفاعل مباشر وحرّ مع حدثٍ يدور أمامك، بل هو تجربة مصممة مسبقاً، ومدروسة، حتّى تولّد فيك هذا التأثير بالضبط، كما في أيّ فيلمٍ آخر. هذا، في النهاية، فيلم تمّ تمثيله، وهكذا يجب أن نفهمه؛ موقع الإعدام خيار إخراجي، وكل من يظهر في الشريط هم فعلياً ممثلون يؤدون أدواراً محددة (بمن فيهم الضحية). أمّا تمكّن «داعش» من جعل صورته السينمائية (التي ينتجها هو) تطغى على «حقيقته» وتأخذ مكانها - لدى مناصريه وأعدائه – فهو يمثّل النجاح الأكبر للتنظيم. أرعب تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» العالم بفيديوهاته التي تصور عملياته الحربية و إعداماته مع ما يرافقها من دعاية و خطاب معلن و آخر مبطن , و أدهشت هذه المقاطع المرئية متخصصي الإعلام و التصوير لما تحمله من احترافية في التصوير و الاخراج تضاهي أفلام هوليود و وتقنياتها! .كيف يخوض تنظيم الدولة «داعش» حربه الاعلامية وما هي وسائله و استراتيجياته و أهدافه؟ما أهمية الصورة و ما دلالات الرموز و الكلمات في خطاب «داعش» الاعلامي؟
استنجت الدراسات التناول الإعلامى لداعش والتضخيم منها وتصوير رؤوس الجثث وعمليات الذبح والمواكب والإعلام والرايات يحفز للأسف الشباب فى الانضمام ويلقى الرعب فى قلوب من يواجههم وهو نوع من الحرب النفسية وتعتمد هذه المنظمات على تصدير هذه الصور عن طريق اختراق العديد من دوائر الإعلام خصوصا الإعلام الالكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى وهذا يعتبر تطبيقا حديثا لحروب الجيل الرابع والحروب النفسية. تنظيم الدولة الجمهور الذي يخاطبه إلى قسمين رأيسيين؛ وبالتالي يختلف خطابه الإعلامي تبعًا لذلك، والقسمان هما:
القسم الأول: الجمهور المحلي ويخاطبه بإعلام داخلي، ينطلق في أساسه من المساجد ويخاطب عوام الناس فيه "محليًا ومناطقيًا"، ويتخذ أيضًا شكل التجول في الشوارع والدعوة والتوجيه إسلوبًا رئيسيا له ، ولهذا نرى في هذا النوع من الخطاب أخطاء أحيانًا وهفوات وزلات وتسريبات.
القسم الثاني: الجمهور الخارجي، ويخاطبه بإعلام دولي ويوجهه لجميع من يسكن خارج إطار أرض تنظيم الدولة، ويحرص التنظيم أن يصل هذا الخطاب الى أوسع شريحة ممكنة من خلال استخدام أهم اللغات العالمية "العربية، الإنجليزية، ... إلخ". كما يهتم تنظيم الدولة أيضًا بنوع الجمهور وفئاته، فهو يستهدف بالأساس فئة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 - 30 عامًا، وهي الفئة الأكثر تواجد في وسائل التواصل الاجتماعي من جهة، والأكثر انفعالاً وتأثرًا بمنهج التنظيم. كذلك لا يهمل تنظيم الدولة باقي فئات المجتمع الأخرى وإن كانت بنسب متفاوتة، كما يحرص على شريحة النساء والتي تعد سندًا قويًا له. الشباب والفتوة .. الصورة النمطية لتنظيم الدولة المتابع لإصدارات تنظيم الدولة يجد أن الشباب والقوة والفتوة عناصر حاضرة بقوة في إعلام تنظيم الدولة، وهي رسالة مهمة مضمنة داخل هذه الإصدارات، جيل جديد يجيد استخدام أنواع الأسلحة، يجيد استخدام أنواع مختلفة من التقنية، وبنفس الوقت مؤمن بفكرته وهدفه.
#مهند_نجم_البدري (هاشتاغ)
Mohanad__Albadri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانون العفو العام ..خنجر بظهر المصالحة الوطنية
-
صوم سياسينا ..والدولار
-
صوم سياسينا ..والدولار
-
مناقشة وتحليل قانون الحرس الوطني ..الفرص والمعوقات
-
هل يدخل القصبي موسوعة غينس؟
-
بسبب داعش وماعش ..العراقيون نازحون ومهجرون
-
لفرض سياستها المليشيات العراقية وغيرها سلاح ايران الجديد
المزيد.....
-
حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة
-
الكويت.. فيديو -سري للغاية- ومداهمة أشخاص بمؤسسات ودوائر يثي
...
-
-بطائرة سعودية خاصة-.. أحمد الشرع يثير تكهنات بصورة توجهه إل
...
-
مسيّرات إسرائيلية تستهدف مخيم النصيرات
-
الرئيس الصومالي يهنّئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
-
نتنياهو يفاخر بأنه أول زعيم يلتقي ترامب بعد انتخابه (فيديو)
...
-
بزشكيان: قدراتنا العسكرية هي للدفاع وليست من أجل الهجوم على
...
-
الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فديديوه
...
-
توسيع العملية العسكرية بالضفة والأزمة الإنسانية تتفاقم بغزة
...
-
الكرياتين: مكمل رياضي يعزز الصحة النفسية ويخفف أعراض الاكتئا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|