الفنان - التعبيري التجريدي - آرشيل غوركي وتقنية الرسم الآلي

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 11:55
المحور: الادب والفن
    

قبل الحديث عن الفنان الأمريكي " أرميني الأصل " آرشيل غوركي أود أن أتوقف قليلاً عن المدرسة " التعبيرية التجريدية " التي نشأت وتطورت في مدينة نيويورك الأمريكية بين أربعينات وستينات القرن الماضي. وقد مثلّها عدد من الفنانين الأمريكيين البارزين، من بينهم جاكسون بولوك، وروثكو، وغوركي، وهانس هوفمان، وفرانز كلين، ولي كراسنر، وهيلين فرانكنثالر، وأدولف غوتليب، وفيليب غوستن،، وفولير بوتر، إضافة إلى فنانين آخرين وفدوا إلى أمريكا من بلدان أخر لعل أبرزهم آرشيل غوركي الذي هرب من مجازر الإبادة الجماعية التي اقترفتها الدولة العثمانية بحق الشعب الأرميني المسالم. وكان آرشيل غوركي هو أحد هؤلاء الضحايا الذين بلغ عددهم مليون، ونصف المليون. كما أود الإشارة إلى أن تعريف الأسلوب التعبيري التجريد قد اقتبسته عن الموقع الأليكتروني لموسوعة " Wikipedia " الأمريكية والتي تقول. إن " التعبيرية التجريدية هي شكل فني يعبّر بواسطته الفنان عن نفسه بصفاء من خلال الشكل واللون. أنها شكل فني تجريدي، لا يتضمن موضوعاً محدداً، وهذا يعني أنه ليست هناك موضوعات واقعية على السطح التصويري. وهذه المدرسة الفنية باتت مشهورة على نطاق واسع في العالم وغالباً ما تقترن هذه الحركة باسم آرشيل غوركي، وليم دي كوننغ، وجاكسون بولوك. يمكن تقسيم هذه الحركة إلى مجموعتين، جماعة الرسم الحيوي " الآلي " مُمثلة بالفنان جاكسون بولوك، دي كوننغ، وفرانس كلين وفيليب غوستون الذي يركز على الحركة الجسدية " الآلية " في الرسم، وهناك جماعة الرسم في الحقل اللوني ويمثلها مارك روثكو وكينيث نولاند إضافة إلى فنانين آخرين، ويعنون بالبحث عن تأثير اللون الخالص على الكانفاس.". يخشى بعض من النقاد الخلط بين هذه المدرسة الفنية التي نشأت في أمريكا وشقيقتها التي نشأت في فرنسا، والتي يُطلق عليها اسم " تاشيزمه "، وهي اللفظة البديلة لـ تاشيزم المشتقة من الكلمة الفرنسية " تاشيه " وتعني يبقّع أو يلطّخ. وهذا أسلوب فني فرنسي في الرسم التجريدي شاع في أربعينات وخمسينات القرن العشرين. وهو أسلوب أوروبي موازٍ للتعبيرية التجريدية الأمريكية. ومن الأسماء الأخر لهذا الأسلوب هو " لا آرت أنفورمل " وهو مشابه تماماً للرسم الآلي والتجريد الغنائي. كان هذا الأسلوب " تاشيزم " هو رد فعل للتكعيبية ويتميز بعفوية ضربات الفرشاة، أو التنقيط، أو التقطير، أو بقع العصارة اللونية التي تخرج من أنبوبة اللون مباشرة. ومن بين الأسماء التي مثلت هذه المدرسة الفرنسية نذكر جان دو بوفييه، وجان فوارتييه، وسام فرانسس، وجورج ماثيو، وهنري ميشو، وبيير سولاج، و وولز.
ولد آرشيل غوركي في قرية خوركم، التابعة لمقاطعة " فان " الأرمينية، في 15 أبريل " نيسان " عام 1904. واسمه الحقيقي هو " فوسدانك أوديان " . اضطرت عائلة غوركي برمتها لطلب اللجوء إلى أمريكا بسبب الغزو التركي لأرمينيا، وإبادة شعبها في مجازر جماعية لا عهد للإنسانية بها من قبل.غادر غوركي نفسه مدينة " فان "عام 1915 ووصل إلى الولايات المتحدة في الأول من مارس " آذار " عام 1920. مكث بعض الوقت مع أقربائه في واترتاون، ماسوشوستس، ثم مع أبيه الذي استقر في جزيرة روده. وفي عام 1922 عاش في وترتاون ودرس في المدرسة الجديدة للتصميم في بوستن. في عام 1925انتقل إلى نيويورك وغيّر اسمه إلى أرشيل غوركي. دخل المدرسة المركزية الكبيرة للفن في نيويورك كطالب، ولكنه سرعان ما أصبح معلماً للرسم. ومنذ عام 1926 وحتى 1931 كان عضواً في الجامعة. وخلال فترة العشرينات من القرن العشرين تأثر غوركي برسومات جورج براك، وبول سيزان، وبشكل كبير برسومات بابلو بيكاسو. في عام 1930 كانت لوحات غوركي من ضمن الأعمال الفنية التي تُعرض في متحف الفن الحديث في نيويورك. وفي الثلاثينات اقترنت أعماله بستيوارت ديفس، ووليم دي كوننغ، وجون غراهام. ثم شارك دي كوننغ في الأستوديو في نهاية العقد ذاته. أقيم أول معرض شخصي لغوركي في غاليري ميلون في فلادليفيا عام 1931. ومنذ 1935 إلى 1937 عمل ضمن مشروع الفن الفيدرالي " دبليو بي أي " وأنجز جدارية لمطار نيوآرك. واستمر تعامله مع هذا المشروع حتى عام 1941. أول معرض شخصي لغوركي في نيويورك أقيم في غاليري بويّر عام 1938. كما عرض له متحف سان فرانسيسكو للفن بعض أعماله عام 1941. في 1940 " ات " تأثر كثيراً بأعمال الفنانين السرياليين الأوروبيين، وبالأخص خوان ميرو، وأندريه ماسون، وماتا. وفي عام 1944 التقى أندريه بريتون وأصبح صديقاً لبقية السرياليين المهاجرين في هذا البلد. كان المعرض الأول لغوركي في غاليري يولين ليفي في نيويورك قد أقيم في عام 1945. ومنذ عام 1942 وحتى 1948 عمل لوحده عدداً من السنوات في ضاحية " كونيكتيكت " أو فيرجينيا. ثم حدثت له سلسلة من الفواجع التراجيدية بضمنها الحريق الذي شب في محترفه ودمر أغلب أعماله الفنية، وإنفصالع عن زوجته التي حرمته من رؤية أولاده. كما أجريت له عملية خطيرة في رقبته بعد أن تعرض لحادثة دهس بسيارة قبل أن يقْدم على الانتحار في 21 يوليو " تموز " عام 1948 في شيرمان، كونيكتيكت. لتنتهي حياة هذا الفنان المثابر الذي خلد في ذاكرة الناس من محبي الفن التشكيلي ومريديه.

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات