أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - يملك الشرف الرجال وتدفع ثمنه النساء














المزيد.....

يملك الشرف الرجال وتدفع ثمنه النساء


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 23:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



فى "بيروت" كان مؤتمر الجامعة اللبنانية الأمريكية (11يونيو 2015) بعنوان المرأة والحرب، لكنى أعطيت لكلمتى عنوان "المرأة والحرب والثورة" فالحرب تقوم غالبا لقمع الثورة الشعبية داخليا أو خارجيا، وتقوم الثورة الشعبية غالبا لتحرير النساء والفقراء، وقد تميزت بعض الجامعات، منذ منتصف القرن العشرين، بإنشاء أقسام للدراسات النسائية، قدمت منهجا جديدا فى البحث، يقوم على الربط بين روافد المعرفة أو بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، لا يمكن فهم قضية المرأة دون الربط بين التاريخ والفلسفة والطب والأدب والاقتصاد والدين والجنس والسياسة والحرب، ولا يمكن فهم قضية الحرب أو أى قضية أخرى دون هذا الربط، وتحتاج قضية المرأة بالذات لهذا المنهج المترابط لجميع التخصصات، فهى تربط بين الخاص والعام والشخصى والسياسى والجنسى والنفسى والأخلاقى، لهذا تميزت بعض الدراسات النسائية بالعمق الكاشف لجذور الاستغلال والقهر الطبقى الأبوى للنساء والفقراء فى التاريخ، فى كلية الطب قمنا بتشريح الجسد (المرأة والرجل) دون أن نتعلم شيئا عن المشكلات الحقيقية لهذا الجسد، تعلمنا الطب من كتب إنجليرية وتخرجنا أجهل مما كنا، فلم يعد الإنسان كيانا متكاملا فى مجتمع حى، بل مجموعة من الأعضاء المنفصلة الميتة، وأجزاء بعضها مبتور من جسد المرأة، لقد أخذنا الطب عن الاستعمار البريطانى مع قيمه البيوريتانية الدينية.
نقدت هذا الطب فى كتاباتى منذ نصف قرن، لعدم قدرتى على قبول الازدواجية والتناقض، أو الفصل بين العقل والجسد والروح والمجتمع، ونقدت أيضا العمليات الجراحية التى تقطع أجزاء سليمة من أجساد الأطفال (الإناث والذكور) تحت إسم الطهارة أو الختان، الربط بين الحرب والنساء والثورة ذكرنى بطفولتى، فلا شيء يشجع على التفكير الحر مثل تنشيط الذاكرة، وربط الماضى بالحاضر بالمستقبل.
شهدت فى طفولتى الحرب العالمية الثانية وكانت مصر مستعمرة بريطانية يتقاتل على أرضها جيوش الحلفاء والأعداء، تصبح مصر (مثل غيرها من المستعمرات) ضحية حرب ليست حربها، ومصالح ليست مصالحها، يتحول الحلفاء لأعداء والأعداء لأصدقاء، وتبقى المستعمرات كما كانت منذ العبودية، يرثها الاستعمار الجديد من الاستعمار القديم، وتدفع شعوبها ثمن الحرب، خاصة النساء والفقراء، تستولى الطبقة الحاكمة الأجنبية على كل أرباح الحرب إلا الفتات، الذى يعطى للطبقة الحاكمة المحلية نظير خيانتها لمصالح شعوبها، ويمنح الملك (أو الرئيس) الأوسمة (أو جوائز الدولة) على نخب المثقفين والأدباء والعلماء الذين صمتوا عن الظلم والفساد، أو أيدوا الحاكم بالخطب والكتابة، وخدعوا المقهورين بقصائد التضحية، من أجل الله والوطن، تحظى النساء بأكبر نصيب من الخداع والتضحية، تحت اسم الأمومة والأنوثة وطاعة الأب والزوج والرب، تدفع النساء، خاصة الفقيرات، ثمن الحرب والسلم، بسبب انعزالهن بالبيوت تحت السيطرة المطلقة لرجالهن.
لا تحظى النساء بقوة سياسية جماعية لتغيير أى قانون لصالحهن، بسبب عدم وجودهن كقوة منظمة داخل الأحزاب السياسية التى يسيطر عليها الرجال، ونشهد اليوم فى الانتخابات البرلمانية كيف يسهل لرجال الأحزاب تهميش العضوات النساء.
وبعد ثورتين كبيرتين شاركت فيهما النساء، لا يحق لهن تكوين حزب سياسى فى مصر حتى اليوم، رغم أنهن نصف المجتمع وأكثر، وبالرغم من أغلبيتهن العددية فإنهن يعتبرن أقلية، بل أدنى من الأقليات، ومنها أقلية تسمى "السلفية" تخرق الدستور الجديد، وتشكل حزبا سياسيا يستعد لدخول البرلمان المقبل،
يحق للنساء تشكيل جمعيات نشاطها اجتماعى فقط بالقانون، هذا الإقصاء السياسى للنساء، أو هذا الفصل بين الاجتماعى والسياسى موروث عبودى قديم، فالتنظيم السياسى الجماعى هو مصدر القوة الوحيد للنساء أو العبيد.
ليس للنساء قوة سياسية قادرة على تحقيق العدالة داخل الأسرة أو الدولة، هناك فقط أفراد نساء طموحات يصعدن للحكم بالخضوع للأحزاب المسيطرة والقيم السائدة، وقد تصبح المرأة رئيسة دولة، دون أن تغير جوهر الاستغلال الواقع على النساء والفقراء، وبالمثل يمكن لرجل أمريكى أسود أن يصبح رئيسا للدولة، مع ذلك تنفجر المظاهرات ضد حكومته بسبب اضطهاد السود والفقراء كما نشهد اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية.
هناك ترابط وثيق فى التاريخ بين القهر الاقتصادى والجنسى، الذى أدى الى اشتعال الحروب ضد الثورات الشعبية المستمرة، والتى يتم قمعها بالقوة المسلحة والإعلام المضلل.
هناك اتجاه أكاديمى تقليدى يرى الحرب صفة ذكورية أو صراعا بين الذكورة والأنوثة، كأنما الحرب عملية بيولوجية تتعلق بالهرمونات داخل الجسد، وليست نظاما قمعيا مسلحا ومضللا للعقول بالثقافة والإعلام والتعليم، فالحروب المسلحة لا تقوم دون خطة ثقافية تعليمية وإعلامية مضللة، تغطى الأهداف المادية بأهداف دينية وروحية.
ولأن المرأة أقل الفئات قوة فى ظل النظام الرأسمالى الأبوى، فإنها تدفع ثمنا أكبر فى الحروب، ويعتبر اغتصابها جنسيا، بواسطة الجنود المنتصرين، جزءا من الحرب النظامية المشروعة، ويدور فى المحاكم الدولية حتى اليوم السؤال: هل اغتصاب النساء فى الحرب جريمة؟
بمثل ما يدور فى المحاكم المحلية السؤال: هل قتل النساء فى قضايا الشرف جريمة؟
وفى الحرب والسلم، يملك الشرف الرجال بالقوة، وتدفع ثمنه النساء بالدم.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة الأطفال المحرمة وتجديد الفكر الدينى
- تقتل الموت وتنتصر الكتابة
- المسكوت عنه فى السلوك؟
- وضحكت الطفلة بدموع كالبكاء
- الوجه الآخر لنيلسون مانديلا
- منذ اكتشف الرجل -الإسبرماتوزوم-
- إنه الدم -2-
- بشائر صوت الكروان
- لم يعد يراها
- من وراء ظهرها فى فراشها؟
- فتيات الصين والثورة الثقافية
- الإبداع والثورة والحدس باللا معقول
- ثقافة الخرافة فى تونس
- زينة وهدى ودموع التماسيح
- الثورات والتحرر من اللامعقول
- تاريخ الشعوب غير المكتوب
- جبل الثلج تحت الماء
- ثلوج النرويج ونساء العالم
- داعش ومخ الإيبولا
- الاشتراكيون فى لندن وغاندى


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - يملك الشرف الرجال وتدفع ثمنه النساء