سامي بن بلعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 21:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القبور تحكم
عندما تتجمّد الثقافة ويتوقف الإبداع ويسري النقل والتقليد ويتوارث الناس كل المفاهيم والعادات البالية التي تصنع الشتات والتمزيق يكون في علم المؤكد إن أهل القبور هم من يحكم
.. تكرار قاتل يذكرك بحرب البسوس وداحس والغبراء ودخول عبيد معاوية في أرض الزبير , يذكرك أتفه الخلافات والنزاعات منذ آلاف السنين منذ ايام الخلفاء وما قبلهم وما بعدهم ويجرها عبر العصور ويضعها في محط إهتمام وتركيز وعقبة شلّت ثقافة الامة وجهودها وجعلتها تعيش العناء وتكابد الجهل والتخلف والتعصب والصراع والحروب والحقد والانتقام والفساد لحتى أصبح العقل والمنطق غائبا مدحورَ وأصبح الباطل والفساد حاضرا مذكورَ وأصبحت ممالك وإمارات وسادات الفساد تغتصب كل شيئ جميل وتمارس القهر والإبتزاز للمال والسلطة وتمارس التنكيل والتمزيق ضد من يقف في طريقها مستخدمة كل الاسماء والمصطلحات القدسية والسياسية والقبلية مع إرتباط وثيق مع قوى التوسع الدولي كضامن لبقاء من يحمي ثرواتها ويضرب الشعوب إذا هي أستيقظت في أي وقت ما
هناك شعوب فكّت إرتباطها مع كل آلام الماضي وأكتفت بالإحتفاظ بالجميل منه ونظرت الى الجانب المشرق من الحياة وطورت آليات المفاهيم الإنسانية الأصيلة وأضافت اليها الجديد والمتجدد ومزجت ذلك بقوانين مدنية عقلنت كل شيئ وقوّت إرتباطها بالعقل وأوصلت الشعوب الى حالات إستقرار وتطور ورفاه
هناك شعوب فكت إرتباطها بالعقل فتفككت وأصبحت تعيش جاهلية التعصب والانفعالات العاطفية وراء ردود الأفعال التي يصنعها القادرون على الفعل من خارج الديار العربية
ومع إن أبناء الشعوب العربية يرون الفارق والهوة الكبيرة التي تفصل بينهم وبين شعوب العالم المتقدم إلا انهم يتلذذون في نفس عالم الضياع والصراع والفتنة لانهم لم يتمكنوا من إدراك سر ذلك الفارق الكبير
ما من شك إن هناك سجون ذاكرة مجتمعية قاهرة مليئة بالاحقاد تزرع بذورها في كل يوم تطلع شمسه وما من شك إن هناك قيود خطيرة وممنهجة قيدت الشعوب وجعلتها تحت إدارة قوى الإستعمار المباشر والغير مباشر ومن يساعدهم من حكومات الفساد العربي التي شكلت لها جيوش من البلاطجة في مختلف مناحي الحياة , يقضون على كل صوت حق وعلى كل كلمة عقل وعدل وحرية ويسدون الأبواب أمام أي مجال للإبداع وصناعة الاستقرار والتنمية وبناء الانسان ويفتحون الأبواب لكل انواع الصراعات والفتن من جهة ومن جهة أخرى يفتحونها للإنحلال والضياع والسطحية التي لا تزيد المجتمع إلاّ ضياع وتمزّق وتشريد
ما هي بعض الحلول التي تضمن إيقاظ الشعوب من الحالة التناحرية التي تعيشها وتظن انها تصنع الأمجاد والانتصارات ؟
لسنا بصدد صناعة الحضارة المقابلة للغرب والشرق !!! نحن بصدد صناعة الافكار التي تمكن الشعوب من إدراك واقع حياتها الأليمة وإدراك الأسباب التي جعلتها تعيش في مستنقع الفتن والإحتراب ؟
إذا تمكنت من معرفة أسباب الفشل بكل تأكيد ستتمكن من معرفة مقومات النجاح والبناء ...
#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟