أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان شيرخان - حارس اللغة














المزيد.....

حارس اللغة


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 18:41
المحور: الادب والفن
    


هو الدكتور مصطفى جواد، عالم فذ وقامة شامخة من قامات العراق ورمز من رموزه الكبيرة، شخصية تنوعت اختصاصاتها فهو مؤرخ، اديب، عالم في اللغة العربية والتراث والفولكلور، حباه الله بحفيظة وفطنة وذكاء اجاد استخدام هذه الملكات في البحث والتدقيق والتمحيص والكتابة.
ولد العام 1904 ببغداد (محلة القشل)، دخل الكتاتيب قبل المدرسة وتعلم حروف الهجاء وقراءة القرآن الكريم، يتنقل بين مدارسها ومدرسة في قضاء دلتاوه (الخالص) الذي ينحدر منه، الى ان قبل في دار المعلمين العالية، ليتخرج العام 1924، ويعمل معلما ابتدائيا في الناصرية والبصرة ثم بلدته دلتاوه، ويستقر الحال به في الكاظمية.
ينقل بعدها الى ديوان وزارة المعارف العام 1934، ويتم اختياره لبعثة دراسية الى اميركا، ولكن رغبته بالدراسة في فرنسا جعلته يتقدم بطلب الى وزير المعارف عبد المهدي المنتفكي الذي قال عنه (فتح هذا الرجل الطيب باب البحث العلمي بعد ان كان مقصورا على ناس باعينهم). نال شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون العريقة في باريس العام 1939، واختار موضوعا تأريخيا لرسالته (سياسة الدولة العباسية في اواخر عصورها).
يرجع المحب لوطنه العراق العام 1939 استاذا في دار المعلمين العليا، تختاره العائلة المالكة العام 1942 وتكلفه بتعليم الملك فيصل الثاني، يعلمه القراءة والكتابة وهو في سن السابعة، ويجتهد في تعليمه ويلقنه الخطابة، حتى قيل ان الملك راح يقلد اسلوب استاذه في نطق الحروف والكلمات. وفجأة تستغني العائلة المالكة عنه، ويصدر امر انهاء تكليفه ويرجع الى دار المعلمين. وسبب انهاء التكليف يشرحه بقوله : ( كنت اود جاهدا ان اجعله ملكا يشبه بالاقل صغار الملوك، الذين قرأت سيرهم في التاريخ الاسلامي. الا ان اهليه لم يسمحوا لي في ذلك، فقد كانت المسكنة تظهر عليه حتى في طلب حاجياته المدرسية، وكان يشكو من ذلك)، وخافت العائلة من تربية العلامة للملك الصغير وبث روح الاستقلال في نفسه فصرفوا النظر عنه.
ويواصل مصطفى جواد التدريس والكتابة والبحث والتحقيق في المخطوطات، ترك وراءه عشرات الكتب ومئات المقالات والبحوث واضعافها مخطوطات لم تر النور، كان كثير السفر محبا للعلم والتحقيق، اختير عضوا في المجمع العلمي العراقي والمصري والسوري، واصبح نجما معروفا في بلدان عدة.
اما في العراق فلا يزال برنامجه الاذاعي (قل ولا تقل) يذكر بخير، واصبح قرين اسمه وماركة مسجلة لصالحه، وقد تحول الى كتاب اعيد طبعه عشرات المرات، وتبعته بعد ان ذاع صيته برامج بالمسمى نفسه في دول عربية. البرنامج الآخر الذي عرف الجمهور بمصطفى جواد كان برنامج ( ثقافة الاسبوع) التلفزيوني 1958، ثم تغير اسمه الى (الندوة الثقافية) مع صديقيه الاستاذ سالم الالوسي (1925ــ 2014)، والدكتور حسين امين ( 1925 ــ 2013)، وقد استمر عرضه لاكثر من عشر سنين.
بدأت صحته بالتراجع العام 1967 وكان يقول ـ رحمه الله ـ انه مصاب بمرض (القلاب) اي علة في القلب، عولج في لندن وبلغاريا، وفي 17 كانون الاول 1969 سلم الروح الى بارئها، ودفن بوادي السلام بالنجف الاشرف.
رحم الله عالمنا الجليل، الذي قدم هويته الوطنية العراقية على بقية الهويات، وفي حديث معروف للدكتور حسين امين يقول فيه ( صرح لي ان اصله من مناطق بالقرب من كركوك، قد تكون (قره تبه)، وان اصله تركماني). ويقول فيه سالم الالوسي ( لم يلمس اي من اصدقائه ومحبيه اي ميل له لاي طائفة، انه عراقي وطني اصيل)، لقد كان مصطفى جواد ولا يزال حارس اللغة العربية الامين كما وصفه الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين.



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - زد-
- المحاصصة والحكم الرشيد
- - انفعالات رهيبة -
- - جزيرة السعادة -
- استنزاف
- البحث عن نشيد وطني
- منتدى وشهادات
- لقاء ساخن مع السفير الاميركي ستيوارت جونز
- -تخدير المواطن- ..
- - موتني .. !!-
- قوارب الموت
- مذبحة سطيف
- هل تراجع أداء منظمات المجتمع المدني؟
- في ظل غياب القيم الديمقراطية
- بقايا واذناب ..
- مولده يوم عالمي للاعنف
- امتحان الخدمات العسير
- انتخابات ونتائج
- عام المعجزات
- محنة العيد والعطل الطويلة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان شيرخان - حارس اللغة