أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - ما هو علم النجوم ؟















المزيد.....

ما هو علم النجوم ؟


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 14:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



علم النجوم أو علم التنجيم منهم من يعده من علوم السحر ، ومنهم من يعده من ضمن علوم الفلسفة ثم انشق عنها ، كما انشعت علوم اخرى ، واصبحت علوم قائمة بذاتها . وللفلاسفة في هذا العلم آراء واقوال . فالفارابي يعده علمان وليس علم واحد ؛ بينما يعده ابن خلدون علم واحد ثم يبطله ، ويرد على من يقول به . وفي هذا المقال نستعرض قول الرجلين ، في هذا المعترك ، ونؤيد رأي الفارابي .
يقول الفارابي الذي هو اكبر فلاسفة المسلمين وله يعود الفضل بنقل الفلسفة اليونانية وترجمتها وشرحها ، خصوصا كتب ارسطو : ((اما علم النجوم فإن الذي يعرف بهذا الاسم علمان : احدهما علم احكان النجوم ؛ وهو علم دلالات الكواكب على ما سيحدث في المستقبل . والثاني : علم النجوم التعليمي ؛ وهو الذي يُعد في العلوم وفي التعليم . واما ذاك فإنه انا يعدّ في القوى والمهن التي بها يقدر الانسان على الانذار بما سيكون مثل عبارة الرؤيا والزجر والعرافة واشباه هذه القوى . فعلم النجوم التعليمي يفحص في الاجسام السماوية وفي الارض عن ثلاث جمل :
أولها : عن اشكالها واوضاع بعضها من بعض ومراتبها ومقادير اجرامها ، ونسب بعضها الى بعض ، ومقادير ابعادها بعضها من بعض ، وان الارض ليست لها بجملتها انتقال لا عن مكانها ولا في مكانها .
والثانية : عن حركات الاجسام السماوية كم هي ، وان حركاتها كلها كرية ، وما منها يعم جميعا : الكواكب منها وغير الكواكب ، وما منها يعم الكواكب كلها ثم الحركات التي تخص كل واحد من الكواكب وكم كل واحدة من اصناف هذه الحركات والجهات التي تتحرك وعلى أي جهة يأتي لكل واحد منها هذه الحركة ، وتعرف السبيل الى تحصيل مكان كوكبٍ كوكب ٍ من اجزاء البروج في وقت وقت بجميع اصناف حركاته .
ويفحص ايضا عن جميع ما يلحق الاجسام السماوية وكل واحد منها عن الحركات التي لها في البروج وما يلحقها عند اضافة بعضها الى بعض من اجتماع وافتراق واختلاف اوضاع بعضها عن بعض .
وبالجملة جميع ما يلحقها عن حركاتها خلوا من اضافتها الى الارض ، مثل كسوف الشمس ، وعن جميع ما يعرض لها لأجل وضع الارض منها في المكان الذي هي فيه من العالم مثل خسوف القمر وعن تلك اللواحق وكم هي وفي أي حال واي وقت يعرض لها ذلك وفي كم زمان مثل التشاريق والتغاريب وغير ذلك .
والثالثة : تفحص عن في الارض عن المعمورة منها وغير المعمورة ؛ وتبين كم هي المعمورة ، وكم اقسامها العظمى وهي الاقليم ، وتحصى المساكن التي يتفق ان يكون كل واحد منها في ذلك الوقت واين موضع كل مسكن وترتيبه من العالم ؛ وتفحص عما يلزم ضرورة ان يلحق كل واحد من الاقاليم والمساكن عن دورة العالم المشترك للكل ، وهي دورة اليوم والليلة ، لأجل وضع الارض بالمكان الذي هي فيه مثل المطالع والمغارب ، وطول الايام وقصرها وما اشبه ذلك )). ( الفارابي ، احصاء العلوم ص 84- 85، دار الفكر العربي ، مصر، تحقيق الدكتور عثمان امين ) .
بينما يقول المسعودي المتوفي سنة 955 هجرية : (( وصناعة التنجيم التي هي جزء من أجزاء الرياضات ، وتسمى باليونانية الاصطرونوميا تنقسم قسمة أولية على قسمين: إحدهما العلم بهيئة الأفلاك وتراكيبها ونصبها وتأليفها ؛ والثاني العلم بما يتأثر عن الفلك فليس العلم الثاني ؛ وهو العلم بتأثيرات الفلك وما يتوجب من الأحكام بمستغن عن العلم الأول ، الذي هو علم الهيئة إذ التأثيرات واقعة بالحركات وتبدل الأحوال ، وإذا وقع الجهل بالحركات وقع الجهل بالتأثيرات )) . (التنبيه والاشراف ص 13طبع مصر) .
لكن ابن خلدون في مقدمته لا يتفق مع الفارابي ، ويرى إن مدارك صناعة النجوم ضعيفة وغايتها فاسدة ، ثم يفند هذه الصناعة ، ويقول: ((فالمتقدمون منهم يرون أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها بالتجربة وهو أمر تقصر الأعمار كلها لو اجتمعت عن تحصيله، إذ التجربة إنما تحصل في المرات المتعددة بالتكرار ليحصل عنها العلم والظن . وأدوار الكواكب منها ما هو طويل الزمن ، فيحتاج تكرره إلى آماد وأحقاب متطاولة يتقاصر عنها ما هو طويل من أعمار العالم . وربما ذهب ضعفاء منهم إلى أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها كانت بالوحي وهو رأي فائل، وقد كفونا مؤونة إبطاله)) .(المقدمة ص 601 منشورات دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثالثة سنة الطبع 2006) ثم ينقل ابن خلدون رأي بطليموس المؤيد والمعتقد لعلم النجوم ، وان للكواكب تأثيرات واضحة لا تقبل الشك. يقول ابن خلدون : ((وأما بطليموس ومن تبعه من المتأخرين فيرون أن دلالة الكواكب على ذلك دلالة طبيعية من قبل مزاج يحصل للكواكب في الكائنات العنصرية، قال لأن فعل النيرين وأثرهما في العنصريات ظاهر لا يسع أحداً جحده، مثل فعل الشمس في تبدل الفصول وأمزجتها ونضج الثمار والزرع وغير ذلك، وفعل القمر في الرطوبات والماء وإنضاج المواد المتعفنة وفواكه القناء وسائر أفعاله.
ثم قال: ولنا فيما بعدهما من الكواكب طريقتان: الأولى التقليد لمن نقل ذلك عنه من أئمة الصناعة، إلا أنه غير مقنع، للنفس. والثانية الحدس والتجربة بقياس كل واحد منها إلى النير الأعظم الذي عرفنا طبيعته وأثره معرفة ظاهرة، فننظر هل يزيد ذلك الكوكب عند القرآن في قوته ومزاجه، فتعرف موافقته له في الطبيعة، أو ينقص عنها فتعرف مضادته. ثم إذا عرفنا قواها مفرعة عرفناها مركبة وذلك عند تناظرها بأشكال التثليث والتربيع وغيرهما، ومعرفة ذلك من قبل طبائع البروج بالقياس أيضاً إلى النير الأعظم.
وإذا عرفنا قوى الكواكب كلها فهي مؤثرة في الهواء، وذلك ظاهر. والمزاج الذي يحصل منها للهواء يحصل لما تحتها من المولدات، وتتخلق به النطف والبزر فتصير حالاً للبدن المتكون عنها، وللنفس المتعلقة به الفائضة عليه المكتسبة لما لها منه، ولما يتبع النفس والبدن من الأحوال، لأن كيفيات البزرة والنطفة كيفيات لما يتولد عنهما وينشأ منهما. قال وهو مع ذلك ظني وليس من اليقين في شيء وليس هو أيضاً من القضاء الإلهي يعني القدر، إنما هو من جملة الأسباب الطبيعية للكائن، والقضاء الإلهي سابق على كل شيء)) .(راجع ص 601- 602) . ثم ان ابن خلدون يحلل كلام بطليموس هذا ، ويفنده ويحاول ابطاله ((هذا هو الواجب على من عرف مفاسد هذا العلم ومضاره . وليعلم من ذلك أنها وإن كانت صحيحة في نفسها، فلا يمكن أحداً من أهل الملة تحصيل علمها ولا ملكتها، بل إن نظر فيها ناظر وظن الإحاطة بها فهو في غاية القصور في نفس الأمر)). (راجع ص 604) .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفية الفارابية (2)
- اكتب يا حسين
- الفلسفية الفارابية (1)
- طه حسين .. ووعاظ السلاطين
- الصوم شعيرة جاهلية
- الارستقراطية في الاسلام
- اطالة اللحية – الذقن شعار بدوي
- في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها
- العراق في ظل حكم الشيعة
- ختان النساء عادة جاهلية
- الذبح في الدين والشريعة
- ناظم الثرثار وناظم الغزالي
- المجون في الاسلام(1)
- الحدود في الاسلام (1)
- إبن خلدون ... واقراره بالسحر
- لماذا الغزالي يكفّر الفلاسفة ؟!
- هل كان ابن كثير تكفيري؟
- السحر في فكر الرازي المفسر
- لبيد يسحر النبي !
- تعدد الزوجات نظام جاهلي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - ما هو علم النجوم ؟