أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - سوريا .. وتعدد المسارات والخيارات!!














المزيد.....

سوريا .. وتعدد المسارات والخيارات!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 14:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عندما خرج الشعب السوري إلى الشارع منادياً بالحرية والكرامة وذلك على نظامٍ مستبدٍ ظالم، مارس القمع والإذلال وسياسة التنكيل بحقه وعلى مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن أفقده؛ (أي للمواطن السوري) الكثير من القيم والصفات الأخلاقية النبيلة، بل ووصل الأمر إلى تدمير الشخصية الوطنية بحيث بات الإنسان السوري يشعر بضرورة الإنتماء إلى المكونات الماقبل الوطنية وذلك بحكم ممارسة ما كان يمكن أن تسمى بـ"المؤسسات الوطنية" _الأجهزة الأمنية والسياسية والقضائية_ لأبشع أنواع الإرهاب بحقه حيث جعلته الواقع السياسي والأمني المافيوي في البلد لأن يلجأ إلى تلك الأشكال القديمة من الحواضن الإجتماعية؛ (القبيلة والعائلة والطائفة أو الأديان والإنتماءات العرقية الإثنية) وذلك كنوع من طلب الحماية المجتمعية.

وهكذا فإن غياب الدولة الوطنية في سوريا عمقت تلك الإنقسامات المجتمعية داخل البلد، لكن من دون ظهور تلك العلامات على سطح الواقع وخاصةً في ظل الإرهاب الأمني في دولة مافيوية من جهة _كما قلنا سابقاً_ وكذلك لتغطية ذلك ببعض الماكياجات المدنية والحزبية من مؤسسات خلبية مجتمعية مدنية ومنها الأحزاب المنخورة داخلياً والتي أثبتت الأحداث بأنها لا تملك أي رصيد شعبي جماهيري في الشارع وذلك من خلال الأزمة التي عصفت بالبلاد بإستثناء بعض التيارات والأحزاب الكوردية والتي أثبتت قدرتها على إدارة المناطق الكوردية مما أعطى صورة إيجابية للغرب والعالم بأن المجتمع الكوردي أكثر مدنيةً وقدرةً على التنظيم والإدارة في مقابل الغالبية العربية والتي فرزت العديد من القوى الإسلامية الراديكالية، بل والعديد من التيارات السلفية التكفيرية.

بالتأكيد إن حالة كل من الحاضنتين أو بيئتي المجتمع الكوردي والعربي لهما خصوصيتهما الثقافية والحضارية؛ حيث المجتمعات العربية ما زالت تجتر ثقافة الماضي وهي في حالة ما يمكن أن تسمى بالشوق والحنين إلى الماضي المشرق و"زمن الرسالة" وخاصةً بعد الإنتكاسات التي منيت بها مشروع الحداثة والتنوير في العالم العربي والذي شكل ردة للقوى والأحزاب العربية اليسارية والقومية وخاصةً بعد إنهيار كل من المنظومة الإشتراكية العالمية وكذلك ذهاب الدولة القومية في الوطن العربي إلى المزيد من الفاشية والعنصرية. وهكذا وبعدما كانت الثورة السورية _وكذلك الثورات العربية_ هي حركات إحتجاج وثورات تمرد وعصيان على حكومات ظالمة مستبدة والتي أخرجت الجماهير للشارع وهي تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الإنسانية، فإذ بها وبعد أن تحولت المواجهات بينها وبين النظام إلى المواجهات المسلحة، أنحرفت إلى حركات دينية راديكالية متطرفة.

وهكذا ومن خلال نظرة سريعة لتلك القوى والمجاميع العسكرية التي تحارب النظام وباسم "جيش المجاهدين" والذي هو أحد فصائل الجيش الحر وليس الفصائل الإسلامية الراديكالية المتشددة، بل يعتبر من الفصائل المعتدلة ومنها مثلاً؛ (جبهة أنصار الإسلام، فرقة الحمزة، لواء شهداء الإسلام، فرقة فجر الإسلام، لواء أنصار السنة، ألوية الأنصار، لواء المهاجرين والأنصار، لواء توحيد كتائب حوران، لواء شباب السنة، لواء الأنفال).. ومن ورائهم سياسياً حركة الإخوان المسلمين وعدد من الدول العربية والإسلامية، ناهيكم عن الجماعات والتيارات الإسلامية المتشددة وعلى رأس القائمة وأكثرهم وحشيةً وإرهاباً وتكفيراً (تنظيم الدولة الإسلامية "داعش") وأخواتها من (جبهة النصرة) و(جند الشام) وأخيراً وليس آخراً (جند الأقصى) فهي بالتالي تثبت أين تذهب بنا هذه المجاميع الدينية المتشددة بالواقع والمجتمع السوري ولذلك فلن نستغرب إن توجس منها الغرب وحاول الإبقاء على النظام أو على الأقل تلك المؤسسات المافيوية للدولة السورية وذلك لأطول فترة زمنية ممكنة وكنوع من حالة التوازن إلى أن يتم إنهاك جميع القوى والفصائل المتواجدة على الأرض وليكون الرضوخ مقبولاً _من الجميع وبما فيه النظام_ للحل السلمي والسياسي.
بينما في الطرف الآخر؛ فإن المجتمع الكوردي وبحكم غياب التيارات الراديكالية الدينية عن ساحته السياسية المجتمعية من جهة، ومن الجهة الأخرى وجود أكثر من تيار سياسي وطني له مشروعه وأجنداته السياسية وتتنافس في الساحة؛ حيث كل من المشروع القومي الكوردستاني والمشروع الوطني الديمقراطي وإحتفاظ المشروعين برونقهما الأيديولوجي في الحالة الكوردية؛ كون المجتمعات الكوردية لم تعش بعد _كما جيرانهم العرب_ فاشية الدولة القومية أو طوباوية الحلم الديمقراطي في شرق بائس متخلف فإن المشروعان ما زالا لهما عمقهما الشعبي وحاضنتهما الإجتماعية .. وبالتالي فإن القوى والأحزاب السياسية في المجتمع الكوردي _أو الأقاليم الكوردية، إن كانت في سوريا أو العراق_ أستطاعت أن تحافظ على التماسك المجتمعي السياسي لها وذلك رغم كل الخلافات السياسية فيما بينها، حيث لم تنهار بنية هذه الأقاليم الجيوسياسية في مقابل تفتت الأقاليم والمجتمعات العربية إلى كيانات متصارعة مذهبياً طائفياً وكذلك بين القوى الراديكالية والأشد راديكاليةً وسلفيةً، ناهيكم عن الصراع على السلطة.

وبالتالي وفي ظل هذه الوقائع والحقائق على الأرض إتخذت أمريكا ومعها الغرب موقفها من القوى المتصارعة على الأرض، فكان وقف الدعم الغربي لتلك القوى الإسلامية الراديكالية "المعتدلة" والمحسوبة على الجيش الحر، مع السماح لعدد من الدول العربية ودول الجوار بتقديم بعض المساعدات الخفيفة لتلك القوى وذلك للحفاظ _كما نوهنا_ على شيء من التوازن في عملية إنهاك القوى لكل الأطراف المتصارعة؛ إن كان النظام أو"داعش" أو حتى تلك القوى المحسوبة على الجيش الحر نفسه مع تقديم الدعم الجوي والعسكري واللوجستي للقوات الكوردية؛ إن كانت البيشمه ركة (العراق) أو قوات حماية الشعب (سوريا) وذلك لرسم ملامح خرائط جديدة في المنطقة وصولاً إلى الحل السياسي والذي يجبر كل الأطراف على القبول به وصولاً إلى نظم سياسية فيدرالية في المنطقة وعلى أنقاض الدولة الفاشية القومية .. وإن سوريا تخطو على خطى العراق وذلك نحو النظام الفيدرالي التشاركي لحل أزمتها السياسية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الخامسة _ مرحلة الجسر أو الإنتقال
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الرابعة _ تتمة بدايات الرسالة
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثالثة _ بدايات الرسالة
- الانتخابات البرلمانية
- صراع على السلطة أم اختلافٌ في الرؤى والبرامج
- القيادة.. هل هي سلطة أم مسؤولية؟
- لوثة الكتابة
- زمن الإنقلابات
- حزب العمال الكردستاني بين -دار السلم والحرب-
- المخاض والولادة(بعد 11 سبتمبر)
- الأوطان أم الأوثان
- الخطاب العربي والقضية الكردية- 7
- حوار مع الكاتب الكردي بير رستم
- قراءة في منهاج البارتي
- إعلان دمشق والمسألة الكوردية
- القيادات الكورية والقراءات السياسية
- المجتمع المدني بين الثقافي والسلطوي
- وطن وقضايا
- قضية وحوار
- تحية حب للأخضر العفيف


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - سوريا .. وتعدد المسارات والخيارات!!