|
إعادة توزيع التراكتورات يبدو خياراً منطقياً
إمانويل ماريو
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 14:08
المحور:
كتابات ساخرة
[email protected] منذ أن وُزِعت التراكتورات بإشراف رئيس الجمهورية مطلع الشهر الماضي كان واضح جداً بأن توزيع التراكتورات تمت وفقاً للمحاصصة التي درجت الدولة على إتباعها في كافة أوجه أنشطتها من نسبة المشاركة في السلطة إلى توزيع سيارات الحكومة وتقديم الدعم في الولايات. فالغرض من إحضار التراكتورات بالطبع هو المساهمة في ضمان الأمن الغذائي للمواطن في البلاد خاصة عقب أن أدركت الحكومة عقب إنلاع الحرب خطئها في الإعتناء بالمنتجات الزراعية كأحد مصادر الدخل القومي وضمان الأمن الغذائي للمواطنين، وهو غرض نبيل وشريف ولكن أحسب أنها تمت دوُن أسس فنية صحيحة. وبالرجوع إلى جغرافية الزراعة في البلاد عدا ولاية أعالي النيل، لا توجد مشاريع كبيرة يعُم خيرها على كل البلاد؛ فالمساحات المزروعة في شمال ولاية أعالي النيل وحدها أكثر من المساحات الزراعية في الولايات السبع الأخرى إن لم أبالغ. فولايات الإستوائية الثلاث رغم خصوبة اراضيها إلا أنها ليست بها مشاريع زراعية كبيرة كالتي في إقليم أعالي النيل وذلك ببساطة لان كمية كبيرة من اراضيها تغطيها الغابات والجبال إضافة إلى ذلك ينتشر فيها الألغام وهو ما يشكل عوائق لزراعة مساحات كبيرة فإذا كان بالإمكان التوسع الزراعي على حساب الغابات وهو ما يشكل دماراً للبيئة فإن الألغام المنتشرة على مختلف أراضي الولايات الثلاثة تشكل عائقا إصطناعيا يحد من الأنشطة الزراعية. إضافة إلى ذلك؛ هنالك ولايات (جونقلي – والوحدة واعالي النيل) فولاية جونقلي رغم تواجد أراضي صالحة للزراعة إلا أن أراضيها لا تُضاهي الأراضي الخصبة في ولايات أعالي النيل لأن بها أراضي صحراوية تصل إلى ولاية شرق الإستوائية بينما يعاني أراضي ولاية الوحدة من التخلص غير المسئول من نُفايات النفط والتي سببت أضراراً بالغة في قطاع واسع من أراضيها الزراعية الخصبة، أما ولاية أعالي النيل فلديها نصيب الأسد من الأراضي الزراعية الشاسعة والخصبة إضافة إلى وجود مشاريع زراعية كبيرة ومنظمة فيها. ويجتع تلك الولايات الثلاث في خطر واحد يهدد الإنتاج الزراعي فيها وهو الحرب الدائر الأن، إذ من المعلوم ان الحرب يحد من النشاط الزراعي إن لم يشلها كلياً. هذا يعني بأن الولايات التي يمكن ان يوجد بها مساحات كبيرة و صالحة للزراعة هي ولايات غرب بحر الغزال وشمال بحر الغزال و البحيرات إضافة إلى واراب، وهي ولايات رغم إستقرارها وأراضيها المسطحة إلا ينقصها المشاريع الكبيرة المنظمة لا تفي بحاجات أهل المنطقة من المواد الغذائية الكفاف خاصة إذا وضعنا في الإعتبار ان الزراعة فيها تكون خاضعة للري الطبيعي وهو ما يجعل المراهنة عليها لسد حاجة البلاد من الغذاء فيها رهان خاسر، ذلك لأن الزراعة المطلوب لدينا الأن هي الزراعة غير التقليدية والتي تُغطي مساحات واسعة ويشرف عليها جهة متخصصة. وعليه فإن مُطالبة عضو المجلس التشريعي القومي "دينق شول" بإعادة توزيع التراكتورات التي تبرع بها رئاسة الجمهورية فيها نوع من المنطق لأن الزراعة ليس حرباً ليُقرر الكل بشأنها، ومنح التراكتورات بنظام المحاصصة لا يفيد الزراعة في شئ لأننا نجد بعض المقاطعات ليست بها أراضي خصبة للزراعة وحتى أن المشروعات الكبيرة التي تحتاج إلى الأليات الزراعية غير موجودة بسبب تهديدات الألغام للأنشطة الزراعية، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لا يمكن لولاية كأعالي النيل أن تحصل على عدد ستون تراكتور بخرافية المشاريع الزراعية والإنتاج الموجود فيها وتحصل ولاية واراب والوحدة وشرق الإستوائية على نفس الحصة فإن إحتياج ولاية أعالي النيل وحدها قد تكون جملة الألف تراكتور التي تبرع بها رئيس الجمهورية. وإغلاقاً للباب البجيب الريح يجب أن يوزع التراكتورات على حسب حجم النشاط الزراعي والمشاريع الموجودة في كُل ولاية وهو ما يجعل من التراكتورات فعالة لانني أحسب أن بعض المقاطعات سنتهي الأمر بتراكتوراتها إلى نقل الطوب الأسمنتي داخل العاصمة جوبا وذلك لأن مقومات الزراعة غير موجود بها بفضل الحرب أولاً وإفتقارها للمقومات الطبيعية التي تساعد على إنجاح الزراعة. أصداء الحصص الثابت لكل الولايات فيها إجحاف لبعض الولاياتلاالتي تملك مشاريع كبيرة، وعلى إتحاد المزارعين ووزارة الزراعة بجانب البنك الزراعي بإعتبارهم الجهات المشرفة على النشاط الزراعي أن يعملوا قدر الإمكان على أن يكونوا جزءاً في المستقبل في كل ما يتعلق بالزراعة من أليات أو أي دعم مادي تقدم لنشاط الزراعي بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبالتالي فإن مقترح عضو المجلس التشريعي دينق شول يبدو منطقياً.
#إمانويل_ماريو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جون كيري والمحكمة المختلطة
-
القاهرة وجوبا ... حوار المصالح والتوازنات
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|