محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 00:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وصلنا إلى سفر الأسفار سفرالحب والغزل والأشعار ، سفر ابنة وبنات صهيون ( اورشليم - القدس ) ، السفر الذي هام به الشعراء ، وتأثر به الأدباء ، وقال بعضهم أنه أجمل ما قيل في الغزل والحب ، فلا "طوق الحمامة " ولا "مجنون إلزا" ولا ابن الملوح مجنون ليلى ! ولا ما قاله جميل في بثينة ، ولا حتى ابن شداد مجنون عبلة ، القائل :
ولقد لمحتك والرماح نواهل منى
وبيض الهند تقطر من دمى
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
أو ما قاله جميل في بثينة :
هي البـدر حسنا والنساء كواكب * * * وشتّان ما بين الكواكـب والبـدر
بقد فُضِّلتْ حُسْنا على الناس مثلما * * * على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القدر
عليها سلام الله من ذي صبابـة * * * وصبّ معنّى بالوسـاوس والفكـر
مضى لي زمـان لو أخيّر بينـه * * * ويبن حياتي خـالدا آخـر الدهـر
لقلـت: ذروني سـاعـة وبثينـة * * * على غفلة الواشين ثم اقطعوا أمري
مفلّجـة الأنيـاب لـو أن ريقهـا * * * يُداوى به الموتى لقاموا من القبـر
إذا ما نَظَمْتُ الشّعْرَ في غير ذكرها * * * أبى وأبيها أن يطـاوعني شعـري
السفر المعزو إلى سليمان الملقب بالحكيم الذي قال في سفر الجامعة أنه لم يجد امرأة تملأ نفسه من بين ألف امرأة ضاجعهن ،أصبح في هذا السفر متيما بالحسناء ابنة اورشليم ! وهي أصبحت متيمة به ،وعلي الطلاق من أم عراق ،
والتحام الساق بالساق ، وذروة النشوة في خلوة العشاق ،أن بيتي الشعر اللذين قالهما عنتر في عبلة وما قاله جميل في بثينة، أجمل من نشيد الأنشاد كله . ولقد سبق وأن تطرقنا إلى ما قاله فاضل الربيعي بأن سليمان مقتبس من جبل يدعى جبل سلمى في اليمن ، وأنه قد ينسب إلى قصة حب بين راع وراعية تدعى سلمى كانا يرعيان قطيعيهما على ذاك الجبل فحمل اسم الحبيبة ،وراح الشعراء العرب يتغنون به ليدخل تاريخ الحب والغزل في الشعر العربي القديم المعروف بالجاهلي وهو غير جاهلي . فإلى نشيد الأنشاد وإلى بنات اورشليم ومحبوبة سليمان التي شعرها "كقطيع معز رابض على جبل جلعاد"
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟