مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 15:04
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم / ما قبل الأخيرة
(93)
معارك الحياة خاسرة سلفا. أنشد الهدوء بعد كل تلك الخسائر، فنور الهدوء مشّع، وسلامه لا ينتزع.
أرهف أذنيك، وسيتناهى اليهما صوتا علويا يحدّثك عن التحرر من قيود تعويض خسائرك المتكررة.
ربما يخيّل إليك بأن صوت الشبابة ناعم، ولكنه صاف أيضا كنجم سابح في الفضاء غير مبال بما يجري حواليه. كذلك كان صوت صديقي عندما دعاك لتلتحق به.
(94)
عقوبتي عندما تركتك كانت أقسى العقوبات. كان الناس من حولي، ويسيرون من أمامي، ومهما بسطت يدي نحوهم لأعطيهم لا يلتفتون إليّ.
من يتركك مهما بلغ من الثراء تنقبض يداه، ولا يقدر أن يمنح، وإن منح لا يؤخذ منه.
منذ أن تركت صداقتك لا تصن صلواتي، ولا تسمع ألحاني، ولا تتقبل نذوري؛ لأنني نسيت الدعاء، وتركت العزف، ولم أعد أقدّم القرابين.
أصبحت طائرا لا أجد مكانا أحطّ عليه، فبقيت هائما طوال حياتي، ولكنني تمنيت من كل قلبي لو كنت شجرة مزهرة الآن لأستقر على أغصانك.
(95)
أيّ كبير نفس أنت! فعندما نشتكي إليك مصابنا، تثني علينا ـ نحن الأصدقاء ـ بدلا من أن تنبذنا، وتقول: "إنما شكواكم يا أصدقائي معروف تسدونه لي، وسأردّ المعروف بمثله."
وهكذا هي صداقتك خالية من التصّنع، فعندما هدّنا التعب في الجبل، نمنا وحلمنا برشفة ماء، وكسرة خبز، ولكنك نبّهتنا من نومنا، وأخذت بيدنا إلى نهر جاري، وجنة من الفواكه.
عزفك على أوتار الحياة حرّرنا نحن المقيّدين ببراهين الحقيقة.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟