أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - معضد نوريه














المزيد.....

معضد نوريه


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 12:46
المحور: كتابات ساخرة
    


ربما لم أجد في تصريح الشيخ النزق ما ينفعني وأمثالي أكثر من لا أباليته من سحب جوازه العراقي وعدم إكتراثه بأجراء من هذا القبيل كونه يحمل بديلا عنه , فالرجل كان ومازال أحد مطبلي الطوئفه ممن أسهموا في تمزيق اللحمه الوطنيه يقابله في الطرف ألأخر مما لايقل عنه بلا أباليته حيال ما يحدث للعراق كونه ضامن لحياة دعه وأمن له ولعائلته في مأمن لاتناله حرائقنا , من إحتلوا الواجهه كلهم أسهموا بما حدث ومن ناء بحمل أوزار مافعلوا هم ألأغلبيه المبتلاة من الضحايا الذين أزهقت أرواحهم المفخخات والكواتم والمعارك ومن الجياع والمهجرين والشباب الذي يعاني البطاله والمرضى وأطفال المدارس المكتظه ومن كانوا يحتمون بالقانون سقفا آمنا ولايجدونه اليوم , كل هؤلاء ممن لابديل لديهم سوى العراق وجدوا أنفسهم في مواجهة بعضهم ألأخر دون سبب يبرر تلك المواجهه غير إتباعهم للغلاة ممن بحثوا عن أمجاد ومنافع شخصيه فكان أقرب السبل لنيل المرام هو خراب ديارنا لينعموا هم بما أرادوا من نهب لثروات البلاد .
(نوريه) يتيمة ألأبوين لم تجد من يأويها بعد رحيل والديها الى ملكوت الله غير خالها (أبو مزيد) حيث تعيش جدتها لأمها في بيت ابنها ألبكر , ومنذ نعومة أظفارها شاركت مرغمة بكل عمل تقوم به تلك العائله , كانت الجده تلاحظ قسوة العائله على تلك الطفله فتدفع عنها تارة وتلوذ بالصبر أخرى فلا حيلة لها ولا من بديل , وذات موسم حصاد كانت اليتيمه قد أبلت في مجمل العمل الزراعي , وبعد بيع الحاصل قرر الخال وزوجته الذهاب للمدينه لشراء مستلزمات العائله كما جرت العاده بعد كل موسم , وحين عرفت نوريه بنية الخال وزوجته جاءت لخالها بصحبة جدتها العجوز ويدها اليمنى تطبق بقوه على (نصف دينار) حصلت عليه من إحدى قريباتها وطلبت منه شراء سوار فضه (معضد) لتزين به يدها كسائر بنات القريه , لم يرد (ابو مزيد) طلبها , وأمرها بان تأتي بصحبة ولده لأستقبالهما عصر اليوم القادم لكي يساعداهما في حمل المشتريات .
ومرت الليله على اليتيمه وهي تحدث النفس بما سيأتي به الغد من بشرى , سيشهد اليوم القادم تحولا في حياتها , في مساءه سيكون معصمها على موعد مع ما يُزينهُ , تخيلته وقد إستقربمعصمها وكيف ستكشف عن ذراعها حين تذهب مع بنات القريه لجلب الماء من النهر , قَضَتْ مضجع العجوز وهي تلحف بالسؤال عن (المعضد) وكيف تلبسه وماذا تفعل به أثناء النوم والجده تشاطرها الفرحه بعين دامعه , مرت الساعات ثقال حتى أنبلاج صبح اليوم التالي حيث شيعت بنظراتها خالها وزوجته وهما يتوجهان نحو (الماطور) متمنية أن يذهب ويعود كالبرق , وخلال ساعات النهار كانت تدعوا بسرها ان يأتي المساء باسرع وقت , ولأول مره رغبت بعودة سريعه لزوجة خالها فأيام غيابها القليله كانت أيام سعدها إذ لا أوامر قاسيه ولا لوم وتعنيف , إلا هذا اليوم فقد كانت تتمنى عودتها على جناح طائر , مر النهار دهرا قبل ان تسمع صوت محرك (الماطور) الذي لم يكن لها بمقدمه قبل اليوم شأن . نادت على ابن خالها مستعجلة إياه كي يستقبلا من سيأتيانها بما يسر الخاطر , وعند (الشريعه) حيث يقف حامل الفرح كانت تستعجلهما النزول , ناولاها (الكوار) فسحبته بقوه واستقر فوق رأسها بلمح البصر وكأن جسمها الصغير قد تضاعفت قدرته على حمل ألأثقال , بادرهما (مزيد) بالسؤال عن محتويات (الكوار) فعددا له ماجلباه ونوريه تنصت لهما ممنية النفس ان تسمع بمعضدها الموعود ضمن محتوياته , وحين عددا كل مافيه دون ذكر لما أمِلَتْ بادرتهما بالسؤال : والمعضد ؟ ... نظر أحدهما بوجه ألأخر ورد الخال (الله كريم الجايات احسن من الرايحات) ... شعرت بإنكسار ووهن قوى , أحست انها لم تعد قادره على حمل ما أستقر فوق رأسها , وفجأة أحست بشعور أخر ينتابها , تضاعفت قوتها ثانية وانعطفت نحو جهة النهر بسرعة الفهد والقت بما تحمل في الماء وهي تصرخ بصوت يشق صمت غروب القريه : (ما أخليكم تفرحون وانه حزنانه) . .....
ترى هل نحلم بلحظة إنتفاضة رافضه للظلم بوجه من كانوا سر بلائنا كما أنتفضت (نوريه) ؟؟؟ .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبن (الريشه)
- هل علمتنا التجارب .....؟
- جُند الخليفه
- وردة صبح
- عام على فتوى الجهاد
- أملي ياعراق ...
- (المو شغلته ) يموت ....
- لا قَلَ ولا دَلْ
- لو (هيج) المجالس لو لا
- حمار (عرام)
- أحجار تصطدم بالسياسه
- الهويه (الجامعه) ... والهويه (المائعه)
- ألمُخجِل جدا ..
- ألسياسه والطرب
- ماذا لو سكتوا ؟؟
- متى التوبه ... متى الندم
- (يهل القوط والربطات)
- ألفعل ورد ألفعل
- أخلاق زرق ورق
- عُرِفَ السببْ فبطل العَجَبْ


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - معضد نوريه