عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 22:53
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ مدة تتناقل وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية موضوع " دردشات " أو مفاوضات لحركة حماس مع الدولة الصهيونية من أجل إقامة كيان أو شبه دولة في غزة تقودها حماس مع فك للحصار وممر بحري ومطار، ويبدو أن استمرار الحصار الخانق بقيادة حماس وفتح وإسرائيل يهدف أساساً إلى قتل وتدمير روح المقاومة لدى سكان غزة من حيث المبدأ، بحيث تعيد الحركة الصهيونية مشاريعها القديمة إلى التداول على بساط البحث وحيز التطبيق.
عام 1955 طرحت الولايات المتحدة على عبد الناصر مشروع توطين لاجئي غزة في سيناء، وقد قوبل المشروع بالرفض من كافة اللاجئين والقوى الوطنية وحتى الإخوان المسلمين. خرجت غزة عن بكرة أبيها في مظاهرات حاشدة ضد التوطين ومارست قوات الأمن المصرية العنف بقسوة مع المتظاهرين، فسقط عدد من الشهداء وجرح عدد آخر، ونقل من تم القبض عليهم إلى سجون القاهرة !
ولم تفقد الصهيونية الأمل بتوطين لاجئي غزة فاعدوا إلى طرح المشروع بعد نكسة 1967 حيث أصبحت سيناء في قبضة الاحتلال الصهيوني ثم عادوا إلى طرحه في بدايات السبعينات وها هي الحياة تدب في مشروع توطين لاجئي غزة ضمن كيان أو إمارة أو شبه دولة ولكن هذه المرة بقيادة حماس !!!
القصة الكاملة لموضوع توطين اللاجئين في غزة تجدها عزيزي القاريء في موقع الإخوان المسلمين الرسمي:
http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9_%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1
يشكل اللاجئون في قطاع غزة 70 % من السكان، بمعنى أن غالبية سكان القطاع هم لاجئون، وبالتالي فإن قيام أي كيان أو شبه دولة في غزة، سيحول آلياً جميع اللاجئين إلى مواطنين في هذه الدولة، وهو ما يعني أنهم لن يطالبوا بحقهم في العودة إلى فلسطين التاريخية التي هجروا منها بالقوة، وهو الحق الذي كفلته القوانين والقرارات الدولية خاصة قرار الأمم المتحدة رقم 194.
من هنا لا يمكن فصل إجراءات التقشف وتقليص الخدمات التي أعلنت عنها وكالة الغوث مؤخراً إلا في سياق ممارسة المزيد من الضغط على اللاجئين في غزة من أجل أن يقبلوا بأي حل مهما كان سيئاً حتى لو كان يؤدي ضمنياً إلى توطنيهم !
مؤامرات توطين اللاجئين في غزة لم تنتهي عام 1955، ولا في العام 1968، ولا في 1972، لكن يبدو أن العام 2015 سيشهد مؤامرة كبرى إن لم تتراجع حماس عن مفاوضاتها بهذا الخصوص !
سلطة أوسلو من جهتها ساهمت في محاولات لتوطين لاجئي غزة، من خلال إشراكهم في الانتخابات التشريعية، وهو أمر غير جائز قانونياً، إذ لا يحق للاجئين أن يقترعوا لتشكيل سلطة تشريعية في دولة هم بالأساس ضيوف طارئين عليها، فما بالنا عندما يشارك اللاجئون بقلة وعيهم وضعف قيادتهم الوطنية وغياب حالة ثقافية مشابهة لوعي الخمسينات في السلطة التنفيذية والسلطة القضائية ؟؟!
إن مشروع أوسلو لم يهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية بقدر ما كان يهدف إلى إشراك اللاجئين في الانتخابات وبالتالي توطينهم من ناحية عملية !!!
لكن أغلب الظن أن اللاجئين في غزة غير قادرين على التظاهر أو الاحتجاج لإسقاط دولة غزة التي تخطط حماس لإقامتها، بوعي أو بدونه، فمؤامرة 9 سنوات حصار مع ثلاث حروب أنهكت الناس وأحزنتهم، ولا يلوح في الأفق وجود أي قيادة وطنية يمكنها أن تحرك المياه الراكدة. لكن من يدري ؟ ربما ينهض الغناء من بين الركام، فقضية اللاجئين هي لب وعصب القضية الفلسطينية برمتها !
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟